الدودة !! بقلم صلاح الدين عووضة

الدودة !! بقلم صلاح الدين عووضة


06-21-2018, 02:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529588358&rn=0


Post: #1
Title: الدودة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-21-2018, 02:39 PM

02:39 PM June, 21 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*خرجت من هذا العيد بملاحظة طريفة..

*أو على الأقل طريفة من وجهة نظري؛ أما في نظر الحكومة فقد تكون سمجة..

*وهي أن هنالك تشابهاً عجيباً بين حكومتنا وتلفزيوناتنا..

*تشابه في البرامج...والأفكار...والأداء...والوجوه... وحتى الهجيج؛ سبحان الله..

*ففضائياتنا نضب فيها معين التجديد... والإبداع... والابتكار..

*وكذلك حكومة بلادنا؛ لا جديد... وإنما محض تكرار للقديم..

*تجلس إدارة البرامج للتفاكر حول برنامج لرمضان... أو العيد... أو بقية الأيام..

*فيتمخض الاجتماع عن خطة كسولة؛ لا اجتهاد فيها..

*ففلان وعلان وفلتكان ومعهم المطرب ترتكان؛ ظهروا في الشاشة الفلانية..

*خلاص؛ اتصلوا بهم... وادعوهم إلى برنامج عندنا..

*طيب وما هي خطة البرنامج... وفكرته...وفلسفته؟...لا يهم؛ المهم (يجوا)..

*ثم شوية كلام على شوية دردشات على شوية غناء... وخلاص..

*فتكون النتيجة أن الوجوه هذه ذاتها تطل كل يوم عبر فضائية مختلفة..

*وتكرر الكلام ذاته... والضحكات ذاتها... والأغنيات ذاتها..

*وكذلك تفعل إدارة هذه الحكومة حين تكون بصدد التخطيط لشيءٍ ما..

*سواء برنامج عمل... أو لجنة حوار... أو مؤتمر تفاكر..

*لا تكلف نفسها حتى مشقة اختيار الشخصيات؛ فهي متاحة... ومعروفة... ومحفوظة..

*ولذلك تجد الوجوه هي ذاتها في كل مرة... تماماً كحال شاشاتنا..

*وربما الذي يساعد القائمين على أمر الفضائيات على هذا الكسل هو داء (الدودة)..

*وهو مصطلح من بنات أفكار المخرج الرائع... عصام الصائغ..

*قال إن كثيراً من الذين يدمنون (طلة الشاشة الفضية) مصابون بدودة التلفزيون..

*أي مصابون بمرض الظهور التلفزيوني؛ بسبب وبدون سبب..

*فلا أحد منهم يسأل عن طبيعة البرنامج الذي دُعي له؛ هل تناسبه أم لا؟!..

*فالمهم أن هذه فرصة لإطلالة جديدة لا يمكن تفويتها..

*ثم ليكن البرنامج عن السياسة... أو الرياضة... أو الاقتصاد... أو حتى الطبخ ؛ لا يهم..

*فهو جاهز لكل شيء طالما أن البرامج لا (هدف) من ورائها..

*والأمر ذاته ينطبق على سياسيي زماننا هذا؛ جاهزون لأي دعوة بفضل (الدودة).

*دودة الظهور في أي محفل حكومي؛ والعين على المناصب..

*بل منهم من هو مصاب بدودة الكتابة الصحفية لأجل تلميع الذات..

*فإذا (ضرب) معه الحظ... وتم اختياره لوظيفةٍ ما... كفت الدودة عن النشاط..

*ولكنها تعاود هذا النشاط - وبحماس أكبر - فور الإقالة..

*لاحظوا كم وزير مقال...أ و معتمد... أو مسؤول... يكتب بدأب شديد هذه الأيام..

*يكتب عن كل الذي كان بمقدوره تنفيذه؛ ولم يفعل..

*أعرفتم الآن لماذا كل شيء عندنا مكرور... وممجوج... و (ممحوق)؟!..

*ودودة التلفزيون علاجها سهل؛ مع وجود (الريموت)..

*ولكن ماذا نفعل مع (دودة الحكومة) ؟!!.




assayha