ليلة الدماء !! بقلم صلاح الدين عووضة

ليلة الدماء !! بقلم صلاح الدين عووضة


06-20-2018, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529509354&rn=0


Post: #1
Title: ليلة الدماء !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-20-2018, 04:42 PM

04:42 PM June, 20 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*هجعت (مقرات) بعد سهرٍ... في تلكم الليلة..

*ولكن عريسها (النعيم) كان ينتظره ما طال تلهفه عليه مع (آسيا)..

*وعند ساعات السحر الأولى دب دبيب الحياة في شرايين جزيرة الرباطاب الساحرة..

*وكان الجو مثقلاً برائحة الخضرة... وعطر (الخُمرة)..

*ونعيم هو كبير المنطقة... وفتوتها... والآمر الناهي فيها؛ بقوة الأمر الواقع..

*واشتهر بتجبُّره هذا الذي طال حتى القوافل التجارية..

*ومن ضحاياه عمر- خطيب آسيا- الذي شوهدت جثته ملقاة على الشاطئ..

*ولم يجرؤ أحد على توجيه الاتهام إليه... رغم وضوح الدلائل..

*وكان علماً على رأسه نار في ذلكم الزمان من بدايات القرن الثامن عشر..

*وتحديداً الفترة من 1805 وحتى 1812... عام زواجه المذكور..

*وخلالها قتل من رجال القوافل ما أثار عليه حنق الجميع..

*جميع مرتادي طريق القوافل ؛ من سواكنية... وسناريين... ودارفوريين..

*وجلب عليه أيضاً نقمة العبابدة ؛ أدلَّاء القوافل المصرية..

*وراجت شائعة قوية بأن النعيم (محصن) بتمائم وتعاويذ وطلاسم ضد الرصاص..

*فهو ما كان يتأثر أبداً ببارود حراس قوافل الشمال ؛ العبابدة..

*وفي بربر - حيث كان يقيم حينها الرحالة بوركهارت - سرت نصيحة من شيوخها..

*وتطابقت نصيحتهم هذه مع نصيحة شيوخ الدامر؛ الفضة..

*قالوا لابد من تلبيس الرصاص بالفضة كي تُبطل مفعول (حجبات) النعيم..

*وهي النصيحة ذاتها التي نجدها الآن في أفلام مصاصي الدماء..

*وأتت إلى بربر في ذلكم الأثناء قافلة تخص باشا مصر... ويحرسها العبابدة..

*فتسلحوا بعيارات الفضة تحسباً لغدر نعيم ؛ حسب بوركهارت..

*ولكنهم علموا أن عدوهم مشغول بزواجه من فاتنة مقرات - وما جاورها - آسيا..

*فاطمأن رسل الباشا... وفكروا في التعجيل بالرحيل مع بضاعتهم..

*ولم تكن البضاعة سوى عبيد... وجوارٍ... وغلمان..

*وقبيل موعد الرحيل بيوم عجل العبابدة بالمغادرة للانتظار عند بئر شقرة..

*وكانت حجتهم مقبولة... فالبئر لا تسقي كل القافلة مرةً واحدة..

*فماؤها ينضب سريعاً... ثم يفيض بعد يوم أو أكثر..

*ولكن العبابدة أضمروا أمراً - شراً أو خيراً - وبدلوا وجعتهم غرباً من بعد شرق..

*ثم حاذوا النيل شمالاً وهو يستحثون جمالهم على الهرولة..

*وكان مؤذن جامع مقرات يملأ خياشيمه برائحة الخضرة... وعطر (الخُمرة)..

*وقبل أن يُنبِّه لصلاة الفجر سمع صرخة أنثوية من دار نعيم فاستغفر الله..

*ثم أعقبتها صرخات رجولية منكرة اهتزت لها مقرات كلها..

*وتضرج العريس بدمائه... وذاق الكأس التي أذاقها الألوف..

*وأُسرت العروس... وتزوجها أحد قاتلي زوجها...وسافر بها إلى مصر..

*وبعد سنوات فوجئت مقرات بآسيا تعود... ومعها طفل..

*ولسنوات أخرى ظلت تحكي عن ليلة الدماء..

*وهي تبكي دماً !!!.


assayha