أين الشعب..!! بقلم عبدالباقي الظافر

أين الشعب..!! بقلم عبدالباقي الظافر


06-20-2018, 05:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529468504&rn=1


Post: #1
Title: أين الشعب..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-20-2018, 05:21 AM
Parent: #0

05:21 AM June, 19 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بدأت كل الرؤوس تدور نحو المنصة التي وقف فيها الشاب خطيباً.. وضع الشاب بمهارة نطاسي يده على موضع الألم تماماً في جسدنا السياسي.. كانت تلك ليلة من ليالي خيمة الصحفيين بفندق حياة ريجنسي .. ثم أعقب الشاب كهل قال كلمة حماسية وزع فيها التهم حيث يشاء.. لبعض الوقت شعرت أننا قاب قوسين أو أدنى من انتفاضة مفاجئة.. لكن المخضرمة سمية سيد كانت تدرك أين تحتفظ بالمكبح.. فاصل من الموسيقى.. تعتلي ذات المنصة مطربة مغمورة ذات صوت حسن.. إذا بالثوار وذاك الشاب المتحمس تضيق بهم ساحة الرقص.. وقتها ضحكت وأدركت لماذا حكمتنا الإنقاذ لثلاثة عقود وتطمح أن نزيدها.

في يوم وقفة العيد المبارك كان شاب يقف للتزود بالرقود في صف قصير من السيارات .. دون (احم ولا دستور ) تتوقف عربة (بوكس) دون أن تتقيد بأسبقية الانتظار.. يحتج شيخ كبير ثم يحاول المهندس الشاب أن يمنطق العود المعوج.. رجل يرتدي ملابس مدنية ينهال ضرباً على الشاب المحتج.. تتكاثر (الخراطيش) ثم يتم الاختلاء بالضحية في غرفة جانبية.. تقرير طبي يؤكد الحادث مشفوع بشهادة الحضور .. جهاز الأمن يشرع في التحقيق لمعرفة هوية الجناة.. ينتهي المشهد بذات الهدوء.

رغم عطلة العيد السعيد انفعلت بالحادثة نقلتها بالصور والتفاصيل لموقع اسفيري يحتشد بنجوم الصحافة والسياسة .. لم يعلق إلا قليل من الناس.. ذات الأحزاب والكيانات التي احتجت على واقعة اعتداء مماثلة فضلوا الصمت .. الضحية هذه المرة مواطن سوداني عيونه عسلية.. فيما في الحادثة الأشهر فقد كان أمريكياً من أصول سودانية.. انفعلت سفارة أمريكا بالخرطوم بالحادثة حتى أخرت رحلة طيران خليجية نحو ربع ساعة حتى يتم إجلاء المواطن المحترم من وطنه السودان.

الآن تتعارك الأحزاب على قانون الانتخابات المقترح.. الحزب الحاكم مضى غير آبه إلى تحت قبة البرلمان حيث تنتظره أغلبية قاهرة.. الشعبي هدّد بالخروج من الحكومة إن لم يُعد القانون إلى منضدة التفاهمات المستندة على مخرجات حوار قاعة الصداقة.. لكن الرئيس قطع الطريق حينما ألمح لوجود شرعية أخرى تتجاوز جدران قاعة الصداقة.. إيماءة الرئيس تحتشد بالخطورة لأنه الضامن الأكبر لحوار قاعة الصداقة.. كان من المتوقع أن يأتي التشكيك من قوة مناهضة لكل مخرجات التسوية مثل حزب الأمة أو حتى حركة مناوي.

في تقديري أن كل النماذج السابقة تؤكد غيبة الشعب عن التأثير على صُنّاع القرار السياسي في البلاد.. الحرية تحتاج أن يحرسها أصحاب الملكية لا مجرد الوكلاء.. هنالك كثير من الشواهد باتت تؤكد أن الشعب بات في شغل شاغل عن السياسة.. مرت أزمة الوقود الخانقة دون أن تحسس السلطة قلبها.. البعض يعتقد أن هذا الانصراف مرده انشغال الناس بالمعاش.. لكنني أحسب أن فيه زهداً وعدم ثقة في الناشطين في الملعب السياسي .. بات واقعنا مثل جمهور واسع جاء يتفرج في مباراة كرة قدم فوجد في الميدان عرض أزياء شعبي.

بصراحة.. انسداد قنوات التواصل والتفاهم بين النخب الحاكمة وجموع المواطنين يمثل حالة مَرضية.. بل في بعض الأحيان يكون مقدمة لانفجار ضخم حينما يشعر الناس أن صوتهم مغيّب.. نحن نقترب من هذه اللحظة.. حدث ذلك في تونس وطرابلس والقاهرة .



assayha