كلٌ يهيمُ في واديه .. !! - - بقلم هيثم الفضل

كلٌ يهيمُ في واديه .. !! - - بقلم هيثم الفضل


06-19-2018, 10:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529445089&rn=1


Post: #1
Title: كلٌ يهيمُ في واديه .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-19-2018, 10:51 PM
Parent: #0

10:51 PM June, 19 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

بينما أمر (وحدوية) الرؤية الثقافية والفكرية للنظام السياسي السائد الآن ، تكاد تبلغ أقصى مستويات تأثيرها على مجمل ما يتم إنتاجه من عمل إعلامي في معظم المؤسسات الإعلامية سواء أن كانت حكومية ، أو حكومية (مستترة) تحت عباءة الخصخصة ، لم يجد المواطن المغلوب على أمره دوماً وهو بين براثن حكومة المؤتمر الوطني في رمضان ما يخصهُ أو يخص واقعهُ المرير فيما ورد من برامج ومنوعات وتحقيقات وأخبار وغيرها عبر أجهزة البث الإعلامي المرئي والمسموع ، ففي الوقت الذي كان فيه المواطن السوداني يتصبَّب عرقاً ويكاد يقتلهُ العطش والإعياء جرياً ولهثاً وراء لقمة العيش البسيطة والمواصلات المُنعدمة وقت الذروة وسعي الناس للحاق بالإفطار في منازلهم عز الهجير ، كانت أجهزة الإعلام المنحازة للدولة أو فلنقل التي تم تأسيسها لدعم النظام السياسي وقهر الجمهور وتغييبه عن قضاياه المصيرية ، تهيم في وادي آخر قوامهُ الغناء والحبور والبرامج المتخصصة في المطبخ (الفوقي) الذي لا يمت لمطبخنا السوداني البسيط وما آل إليه أمر المواطن السوداني المغلوب على أمره فيما يختص بكمية ونوعية غذائه بصِلة جراء الفقر والإفقار المتواصل ، وبينما كانت الأغلبية من أبناء هذا الشعب الأبي تقف عاجزة في شهر الصيام والقيام عن الوفاء بإلتزاماتها تجاه معالجة مرضاها وتوفير الدواء لهم عبر سوق المستشفيات الخاصة التي يملكها عادةً (القطط السمان) بعدما تم تجفيف المستشفيات الحكومية وتحويلها إلى إستراحات خاوية من الخدمة الطبية وقذرة في ذات الوقت ، كان بعض مُترفي الأمة من المنتمين إلى سُدة الحكم وأصحاب المناصب ومن والاهم من النفعيين الجُدد ، يقضون رمضان في القاهرة وتركيا وماليزيا ، ينشدون الأجواء البارده والملذات الزائلة ، كل ما في جعبة الحكومة من إشارات وتوجهات رسمية وشخصية أصبحت (في تضاد) تام مع الواقع المرير الذي يعيشه المواطن السوداني غير (المحظوظ) بإنتماء سياسي يُقرِّبه لأهل الجاه والسلطان أو غير (المُدَّرب) على التزلُف والهوان ونفخ الجوخ لمن بيدهم رفده بفتات الموائد ، هكذا أصبحنا اليوم في سوداننا الحبيب بلا وجيع ، فالحكومة من فرط إستهوانها بالناس لم يعُد نافذوها يكلِّفون أنفسهم مجرد مسحة حياء تتعلَّق بإخفاء وتغطية ما يشير إلى (إنفصاهم) عن الواقع المرير لحالة البلاد والعباد ، فقد ظل (الجازولين) طيلة أيام عطلة العيد معدوماً في جُل محطات التزوُّد بالوقود ، وكانت لشركة الكهرباء صولات وجولات في إنقطاعات إمدادها المدفوع مسبقاً ولا عزاء للمُحتجين ، أما أهلنا في الكلاكلات وأمبدات والجريف غرب فلم تذُق حنفياتهم طعم الماء منذ العشر الأواخر من رمضان إلا ثاني وثالث أيام العيد ، أما غول الأسعار وإرتفاعها الجنوني بسبب إنشغال الدولة عن شعبها بمصالحها الذاتية والتنظيمية والسياسية وجشع التجار المُطاردين برسوم المحليات والنفايات والجمارك والضرائب المُتعدِّدة والجبايات (الفوقية) ، فقد كان سبباً لإسدال الستار على مراسم فرحة أطفال الغُبُش بالعيد السعيد ، وقد (أُدمجوا) عُنوةً في القائمة الوطنية للتعساء ، ولا أدري كيف نجح أولياء أمورهم المغلوبين على أمرهم في إقناعهم بما هم عليه من حال وهم في المواجهة بعد العيد برسوم المدارس التي زادت في معظم المدارس الخاصة بما يفوق نسبة ال70 % في الوقت الذي ما زالت وزارة التربية (تتبجَّح) كما تفعل كل عام بأنها لن تسمح بتطبيق المدارس لزيادات في الرسوم المدرسية ، مع العلم أن رسوم التسجيل عن الطالب التي تتقاضاها الوزارة بواسطة المدارس الخاصة تمت زيادتها بنسبة 50 % بقرار من الوزارة نفسها ، هل هناك إنفصام لحكومة في العالم عن واقع شعبها المرير أكثر مما نحن عليه الآن .. اللهم لا إعتراض على أمرك.