خمسين الشعب أم الانقاذ ؟ بقلم خالد عثمان

خمسين الشعب أم الانقاذ ؟ بقلم خالد عثمان


06-16-2018, 00:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529103814&rn=1


Post: #1
Title: خمسين الشعب أم الانقاذ ؟ بقلم خالد عثمان
Author: خالد عثمان
Date: 06-16-2018, 00:03 AM
Parent: #0

00:03 AM June, 15 2018

سودانيز اون لاين
خالد عثمان -استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





يقول المثل الهندي إن الأخلاق تخرج من النافذة في وقت الأزمات، وعند المسغبة يأكل الرجال بعضهم، وتأتي مشاركة الجيش السوداني في اليمن ضمن هذا التصنيف مع أشياء أخر، والغريب في الأمر مستوى الرفض الشعبي المتدني لهذه الجريمة البالغة في القسوة والانتهازية والذي يعتبر فضيحة اخلاقية لكل الشعب السوداني, ان هذه المشاركة الرخيصة الوضيعة كفيلة باسقاط هذا النظام ومحاكمته، ان الصعوبات الاقتصادية يمكن تجاوزها بالتدبير وحسن إدارة الموارد ولكن السقوط الاخلاقي لايغسله الا التخلص من مرتكب العار ونسفه تماماً.

وداخلياً يمضي النظام في إعداد سيناريو ٢٠٢٠ بتقديم قانون إنتخابات معيب لابد للبرلمان من إجازته ليمد لهذا المجرم الكهل في ضغيانه وتصدير الجريمة الى سواحل اليمن المغتصبة، ان قوافل النفاق الملتفة حول منسأة البشير الصدئة لن توفر حروفاً لتجميل التسلط.ان قانون الانتخابات المعيب وهو في طريقه الى البرلمان يحمل معه كل قوى المعارضة ليلقي بها في حفرة عميقة كما النفايات.

وبينما يبتهج العالم بكاسه صنيعة رأس المال ، تخرج النساء الباسلات في ثغر السودان المغتصب يشكين حيلتهن تجاه عجز الرجال في إحضار الماء والنار أولاً ويندبن حظهن لتصديق أكذوبة حل مشكل المياة المزمن،
ومع تخدير الشعب بكأس العالم وإصدار العملة البمبي يطال عمر الانقاذ شهراً آخراً من التضخم وغلاء الاسعار والعجز عن زيارة الطبيب وشراء الدواء فقد أفادت الإحصائيات السودانية الرسمية ان معدل التضخم في السودان ارتفع الي نسبة ٦٠،٩ ٪؜ في شهر مايو المنصرم مقارنة مع نسبة ٥٧،٧ ٪؜ المسجلة في شهر أبريل الماضي ، مع توقع ارتفاعاً جنونيا في معدلات التضخم في ظل عجز النظام السوداني عن فعل أي شيء عدا إصراره الغبي على حسم النزاع عسكرياً في جبل مرة وما تبقى من دارفور.

وبدون شك فقد أصطف المجتمع الدولي مع النظام، فمن غير النيولبرال ينفذ سياسته ويحقق أطماعه.؟

ان الكلمة المرادفة لحزب سياسي هي الانتخابات، وان التغيير لاتأتي به الا الحركات والنقابات ، دعونا لا نكلف الاحزاب السياسية رهق الكلمة، ان الحاكم الباطش لا يعرف الا القوة ولا يخاف الا القوي لذلك كلما أرتعب من مناضل او حامل لسلاح افسح له مكاناً في السلطة لاكتمال السقوط.

ان الاحزاب هي الضمانة الوحيدة لاستقرار البلاد عندما تأتي وتذهب عبر صناديق الانتخابات بتفويض لإدارة الشأن العام، ولكن الوصول الى السلطة عبر الصفقات والتنازل عن المبادئ ماهو الا تدليس وغش، وعلى الاحزاب ان تكون دوماً جاهزة بدراساتها الإسترتيجية وبرامجها المعدة بعناية لكل المجالات.

إن المفهوم السياسي الفلسفي لحتمية التاريخ يفيد بأن كل الأحداث تسير نحو إتجاه معين، ويمكن إيراد الكثير من الأمثلة للطواغيت النافقة بداء من فرعون موسى وإنتهاء بموغابي مروراً بشاوسيسكو ونميري وصدام ومبارك وغيرهم.
إذ لم تمنعهم مخابراتهم ولا جيوشهم من غضب الشعوب.

وان كان لنا خيار فرفض الانقلاب كأحد الخيارات وجلب التغيير سلمياً، ولكن السؤال الاخلاقي الكبير يبقى هل سينتظر الشعب ٢٠٢٠ ام سيقلب الطاولة علينا ويرمي بأوراق الفتو ح معلناً خمسيناً قبل تغيير الخمسين؟