سرقة مقبرة بربريتوس في صُلِب هل هو سوفيس باني الهرم الأكبر بقلم صلاح العاقب

07:45 AM June, 15 2018

سودانيز اون لاين
صلاح العاقب-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

هذا المقال قمت بنشرة قبل عامين ، وهو تخمين مني قمت ببنأءه بناء لما لدي من خبرة آثارية وإطلاع ميداني ومخزون معرفي كبير بالحضارة الكوشية العظيمة التي قامت في وادي النيل القديم . وهو بصدد الحدث الكبير الذي فقدنا بعده أقوي دليل مادي وأركوليولجي يدل علي أن السودانيون الحاليون هم المصرين القدماء ، هذه الفجيعة لابد وان يؤرخ لها فهي اكبر فقد لتاريخ وشرف الأمة السودانية. وهي مأسآة لابد من التذكير بها كثيراً ختي يعي الشعب السوداني الإشكال البنائي الذي يعيشه في هويته المفقودة التي تتنازعها الأمم وتجار الآثار من أصحاب النفوس المريضة.

يصف "مانيتون" 280 ق م. المؤرخ و"الواعب" الراهب المصري ، وكبير كهنة آمون الذي أمرة بطلميوس الاول خليفة الإسكندر المقدوني ومؤسس عصر البطالمة بكتابة التاريخ المصري ، والملوك الذين حكموا وادي النيل ، فدون ذلك في أكثر من 40 مجلداً .. تم فقد الكثير منها في محرقة مكتبة الاسكندرية في العهد الروماني .

كتب هذا المؤرخ مايلي [ ان الهرم الاكبر بناه الملك العظيم "سوفيس الأول" الملقب ب "بربريتوس العظيم" ، وهو الملك العادل في ترتيب الملوك يكون الثامن والعشرون لمصر القديمة . وكان سوفيس من أنصاف الآلهة من ملوك "الجنوب" "تاسيتي" الذين جمعوا بين الحكمة والمعرفة المقدسة ، وهو الملك الذي كان له الفضل في كتابة فصل كبير من كتاب الموتي المقدس ، (الخروج الي النهار) وهو ما يُعرف بكتاب الموتي الفرعوني ، وكان مصلحاً ، ومنقذاً ، وساحراً ، منع "السخرة" ( وهي تسخير الشعب للعمل في الاعمال الحكومية بدون أجر)، و وزع الأرض علي الفلاحين وملكها لهم .

كما أوقف الكثير من المزارع والخيرات وقفاً لمعابد الإله "خنوم" . وأن الناس كانوا يتسابقون للتطوع لبناء هرمه بعد الإنتهاء من اعمال الزراعة والحصاد. وحكم عموم وادي النيل لفترة 63 عاماً وهي من أطول الفترات في الحكم ، وكان عهده عهد رخاء و وفرة ساعد أبناءه من بعده ليبني كل واحد منهم هرمه الخاص ].
#إنتهي

مقبرة صُلب
———————
تعود أحداث نهب مقبرة للعام 2013م وذلك في أعقاب الأعمال الانشائية المنفذة من الشركة التركية العاملة في الطريق الغربي القاري الرابط بين السودان ومصر . والتي إنسحبت بعدها الشركة التركية من العمل وتوقف العمل في الطريق لفترة طويله حتي أستؤنف مؤخرا وتم افتتاحة .
وإنتشر الفيديو الموجود علي اليوتوب من ذاكرة إتوجدت في موقع المقبرة المسروقة والتي يقدر الذهب الموجود علي شكل تماثيل للملك "سوفيس" والإله "خنوم" وا"أنوبيس" الحارس والتماثيل الصغيرة والجرار بأكثر من 15 طن من الذهب الخالص .
#مرفق_فيديو
https://youtu.be/NhW-PYUYBlkhttps://youtu.be/NhW-PYUYBlk



أتكون هي مقبرة {سوفيس } باني الهرم
————————————————

من واقع الأحداث والجريمة الكبيرة التي أقلقت كل المهتمين رغم ما مضي عليها من سنين ، هو الإشتباه بأن المقبرة المشار اليها هي للملك "سوفيس" ، توكد ذلك رواية مانيتون في تلك المخطوطة ايضاً الداله علي ان سوفيس اتخذ لنفسه قبرا في شكل جزيرة تحت تل عالي ، وهو شكل المنحني في النيل علي منطقة صُلب . كما وان هنالك فتحات تحت نفق المقبرة ليست معلومة منتهاها ، فربما كانت حسب مخطوط مانيتون انفاق توصل الي النيل ليشرب منه الملك.

أن صحت هذه الفرضية فأن المقبرة الغنية المسروقة تكون هي لصاحب الفضل الاكبر في شهرة الحضارة المصرية ، وباني الهرم الاكبر ، حيث وصل الجميع الآن الي قناعةٍ بأن باني الهرم الاكبر ليس الملك "خوفو" من الاسرة الثانية ، لانه لم توجد اي دلالة علي ذلك ، حيث لم يرد ذكر الملك خوفو في اي موضع داخل الهرم ، لا ضمن أُتونه ، ولا علي جدرانه ، ولا نقوشه ، ولا في غرفة الدفن .
وإنما فقط تم ذكر "خوفو" مترافقا مع الاله "خنوم" من قبل عمال المحجر ، في بعض الشخبطات علي الكتل الجرانيتيه غير المصقولة ، وهي تعني الخوف والوجل من الإله الصانع (خنوم)، وذلك في عبارة (خوفو وخنوم خوفو) ، أي [ الخوف والخوف من الإله خنوم ]


الدليل والرابط الثاني
————————-
يقع المعبد على أعلى تل من الجرانيت ، ويرتفع عن النيل 300 أو 400قدم، وله جوانب مدرجة تكسوها كتل ضخمة ، غير منتظمة ، وصخور كبيرة ، أما الجانب المطل على النيل ، فقائم وبينه وبين النيل مسافة 27م فقط ، يمتد فيها الدرب ، والبناء المشيد يطل على النهر وبه حائطين ضخمين، وسقف مستوٍ كبير ، وعلى السقف شبه قبه عمودية الجوانب ، وليس به أعمدة ولا بناء آخر، والمعبد نفسه يحيط من كل جوانبه صخور عالية تحجب معظمه عن البصر ، وتتراوح إرتفاعات جدرانه من 30 إلى 50قدم ، مبنية من الجرانيت ، والمعبد عريق ، وقديم جداً ، ويعتبر أهم أثر يدل علي التواصل المصري مع أرض الأسلاف المؤسسين ، حيث شيده الملك "أمنيوفيس الثالث" - لاحظ الاسم - الأسرة التانية عشر 1400 ق م. (1408-1371 ق.م) ،
والاسرة الثامنة عشر هذه أكد أكثر الآثاريين انتماءها للجنوب الكوشي ، آخرهم كانت الفرنسية كلير لالويت في كتابها "نشأة الإمبراطورية" قائلة ان ما أحدثته هذه الاسرة في مصر ليس بالتغيير فقط وإنما إحداث الثورة التصحيحية لمسار الحضارة المصرية.

علي العموم فان بناء هذا المعبد في هذه المنطقة ، وارتباط التجانس اللفظي بأسمي الملكين (سوفيس و امينوفيس) في آخر الاسم "أوفيس" او "حرشف" وهو الإله الْقَيُّوم القائم بأمر كل شي ، الذي يرمز اليه بالكبش [انظر إلهه مصر العربية- - د الخشيم - ص ٣٧٨] ، يؤكدان الأصل الواحد والدين الواحد للملكين البعيدين ، فقط بعدا زمنيا.

الدليل والرابط الثالث:
————————-
لقب الشهرة للملك سوفيس هو (بربريتوس) وبربر هذه واحدة من اقدم المدن السودانية ، هي مشابهة للاسم الاول الذي يرفضه النوبيون الآن ، وقد كانوا من قبل يرفضون اسم النوبة [أنظر كلود ريلي The Meroitic Language ] وهو (البربر ) وهو ما يعني حسب اللغة الإغريقية القديمة ( البربري ) اي من البربر . والبربر هم قوم اختلطوا بالكوشيون وبالنوباي . فدل وجودهم القديم علي اماكنهم المتفرقة بين شرق و غرب وسط السودان ، وان دلت في أحايين كثيرة علي القاطنين بغرب النيل الي إمتداد الصحراء الغربية.

والراي القائل بأن إسم "البربر" ذاته أطلقه الرومان على شعب الأمازيغ بشمال أفريقيا مستعينين بالكلمة الإغريقية التي تعني "لا يتحدث الإغريقية، بربري، متوحش". هو مردود عليه . فأن اسم البربر هو ما قبل الملك "سوفيس" باني الهرم الاكبر الذي انتسب اليهم "بربريتوس "أي البربري.

نُشر مقال بمجلة السودان في رسائل ومدونات 1937، بقلم ب كروان ترجمه الباحث فؤاد عكود، ونشره فصلا أول بكتابه (من ثقافة وتاريخ النوبة) المكتبة العالمية، طبعة اولي، 2007، ص 11-28.
عنوان البحث في الأصل:
L.P. Kirwan; A Survey of Nubian Origins, Sudan Notes and Records, vol. 20 Part, 1937.
وهذه بعض الاقتباسات المناسبة من ترجمة المقال:
"وأول اشارة عن النوباي -هي التي اقتبسها استرابو من اعمال الجغرافي اراتوسطيني ولا بأس من ايرادها مرة أخرى لأهميتها:" (ساكنوا الأجزاء الواقعة على الجانب الأيسر لمجرى النيل "النوباي" القبيلة الكبيرة التي تمتد من مروي حتى انحناءات النهر وهم غير خاضعين للأثيوبيين.

ويكتب المؤرخ الإغريقي أراتوسطيني (حوالي عام 200 ق.م) عنهم :-
(كانوا يسكنون النوبة العليا غربي النيل من مروي شمالا حتى انحناءات النهر. إن أكبر انحناءين للنيل هما الموجودان عند أبو حمد وعند الدبة وهما بالضفة المقابلة لموقع مدينة نبتة القديمة"). ص11
أيضا من كتاب تاريخ العرب في السودان الذي خصصه مكمايكل لوثائق الأنساب والمخطوطات ورود اسم البربر في الإشارة الى نوبة شمال. في أحد هذه الوثائق جاء ان أول من احتك بسكان السودان القديم البربر. وفي وثيقة اخرى ورد ذكر فلان الفلاني بربري من حلفا والى غير ذلك.


الخلاصة
————

الخلاصة في المسألة هي ان هذا الاكتشاف المسروق ، كان بالإمكان أن يكون أكبر دليل علي أهمية تاسيتي( السودان القديم ) وتأثير الكوشيون وبصمتهم فيما سُميَّ زوراً بالحضارة المصرية
، وان صناع الحضارة المصرية هم حكامها من جنوب الوادي المقدس ، أنصاف الآلهة والمصلحين لشؤون العباد
.
وااااا أسفاي عليك يا حضارة بلادي المنسية

صلاح العاقب 18-3-2016م


--
Tala

لو فرضنا بصحة النظرية البتقول نحن الأحفاد الحقيقيين للفراعنة العظام وأن المصريين الحاليين مزورين للتاريخ،أعتقد أن هذا التزوير يصب تماما في مصلحة الفراعنة العظام ..