وأين الله ؟! بقلم صلاح الدين عووضة

وأين الله ؟! بقلم صلاح الدين عووضة


06-08-2018, 01:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528460352&rn=1


Post: #1
Title: وأين الله ؟! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-08-2018, 01:19 PM
Parent: #0

01:19 PM June, 08 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*وليس هذا سؤالاً فلسفياً خضنا غماره حيناً..

*فقد أنستنا نشوة الفرح بالعقل أن هنالك عقلاً مطلقاً ؛ لا تدركه العقول..

*ومن ينسى الله خالق عقله - والوجود - فسوف ينساه الله..

*سيُقال له يوم البعث (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى)..

*وذلك عندما يُحشر أعمى... وقد كان في الدنيا بصيرا..

*لقد عمي عن آيات الله في كتابه... وكونه... وخلقه... و(نفسه)..

*ومن يتعامى عن (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) فهو أعمى بصر... وبصيرة..

*ليس سؤالاً فلسفياً هو إذن... وإنما من وحي الراهن..

*وتحديداً من وحي رمضان عامنا هذا... أو حتى الأعوام الفائتة ؛ لا فرق..

*فغاية أي عمل ديني يُفترض أنه خالص لوجه الله..

*لا تشوبه شائبة فخر... ولا دنيا... ولا رياء... ولا سياسة ؛ رغباً أو رهبا..

*ولكن حين يفتي عالم دين بما يُرضي السلطان فإنني أبحث عن الله..

*أبحث عنه بين ثنايا مقاصد فتواه هذه... فلا أجده..

*ومن ثم أسأل أين الله ؟!... سيما مثل فتوى (لا يجوز الخروج على الحاكم)..

*بينما هذا الحاكم نفسه ربما خرج على حاكم شرعي قبله..

*فما الذي يجعل الخروج الثاني لا يجوز ، والأول يجوز جداً ؟!... أين الله؟!..

*والآن نحن في العشر الأواخر من شهر رمضان..

*وكثير من المساجد تلعلع مكبرات صوتها في الثلث الأخير من الليل..

*وليس المقصود إسماع من في المسجد من المتهجدين..

*فهؤلاء يسمعون بأخفت صوت ممكن ؛ وإنما المقصود إسماع من هم خارجه..

*فمن فيهم الرضيع... والمريض... والمسن... والمجهد من العمل..

*فهل هذه (السنة) تُؤدى لوجه الله في هذه الحالة؟!..

*فإن كان نعم ؛ فهو يقول (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)..

*وهو توجيه إلهي يتجاوز زمان - ومكان - أسباب نزول الآية..

*وينطبق على كل حالات رفع صوت الميكرفونات بمساجدنا..

*ويكاد يخاطب زمان (تديننا الصوتي) هذا ؛ فالدين عندنا الآن صوتٌ... وشعارات..

*فكأني بهؤلاء يتباهون بفعلتهم هذه عند انقضاء الشهر..

*ويقولون للناس بلسان الحال : أرأيت كيف (أبدعنا) صلاةً ووعظاً وتهجداً بمسجدنا؟..

*ونقول لهم نحن بلسان الدين : وأين الله في عبادتكم هذه؟!..

*ونعيش - كذلك - ظاهرة القارئ النجم لصلاة التراويح... ذي (العداد) العالي..

*وبلغ هذا العداد - عند بعضهم - ثلاثين ألف جنيه...أو أكثر..

*وآخرون - من دونهم - (يساومون) بحسبانهم لا يقلون عنهم (أداءً)..

*وفور انتهاء زمن حفل (الترويح) - أقصد التراويح - يسألون عن عداداتهم..

*ونسأل نحن : وأين الله ؟!!!.


assayha