Post: #1
Title: وأين الله ؟! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-08-2018, 01:19 PM
Parent: #0
01:19 PM June, 08 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *وليس هذا سؤالاً فلسفياً خضنا غماره حيناً..
*فقد أنستنا نشوة الفرح بالعقل أن هنالك عقلاً مطلقاً ؛ لا تدركه العقول..
*ومن ينسى الله خالق عقله - والوجود - فسوف ينساه الله..
*سيُقال له يوم البعث (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى)..
*وذلك عندما يُحشر أعمى... وقد كان في الدنيا بصيرا..
*لقد عمي عن آيات الله في كتابه... وكونه... وخلقه... و(نفسه)..
*ومن يتعامى عن (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) فهو أعمى بصر... وبصيرة..
*ليس سؤالاً فلسفياً هو إذن... وإنما من وحي الراهن..
*وتحديداً من وحي رمضان عامنا هذا... أو حتى الأعوام الفائتة ؛ لا فرق..
*فغاية أي عمل ديني يُفترض أنه خالص لوجه الله..
*لا تشوبه شائبة فخر... ولا دنيا... ولا رياء... ولا سياسة ؛ رغباً أو رهبا..
*ولكن حين يفتي عالم دين بما يُرضي السلطان فإنني أبحث عن الله..
*أبحث عنه بين ثنايا مقاصد فتواه هذه... فلا أجده..
*ومن ثم أسأل أين الله ؟!... سيما مثل فتوى (لا يجوز الخروج على الحاكم)..
*بينما هذا الحاكم نفسه ربما خرج على حاكم شرعي قبله..
*فما الذي يجعل الخروج الثاني لا يجوز ، والأول يجوز جداً ؟!... أين الله؟!..
*والآن نحن في العشر الأواخر من شهر رمضان..
*وكثير من المساجد تلعلع مكبرات صوتها في الثلث الأخير من الليل..
*وليس المقصود إسماع من في المسجد من المتهجدين..
*فهؤلاء يسمعون بأخفت صوت ممكن ؛ وإنما المقصود إسماع من هم خارجه..
*فمن فيهم الرضيع... والمريض... والمسن... والمجهد من العمل..
*فهل هذه (السنة) تُؤدى لوجه الله في هذه الحالة؟!..
*فإن كان نعم ؛ فهو يقول (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)..
*وهو توجيه إلهي يتجاوز زمان - ومكان - أسباب نزول الآية..
*وينطبق على كل حالات رفع صوت الميكرفونات بمساجدنا..
*ويكاد يخاطب زمان (تديننا الصوتي) هذا ؛ فالدين عندنا الآن صوتٌ... وشعارات..
*فكأني بهؤلاء يتباهون بفعلتهم هذه عند انقضاء الشهر..
*ويقولون للناس بلسان الحال : أرأيت كيف (أبدعنا) صلاةً ووعظاً وتهجداً بمسجدنا؟..
*ونقول لهم نحن بلسان الدين : وأين الله في عبادتكم هذه؟!..
*ونعيش - كذلك - ظاهرة القارئ النجم لصلاة التراويح... ذي (العداد) العالي..
*وبلغ هذا العداد - عند بعضهم - ثلاثين ألف جنيه...أو أكثر..
*وآخرون - من دونهم - (يساومون) بحسبانهم لا يقلون عنهم (أداءً)..
*وفور انتهاء زمن حفل (الترويح) - أقصد التراويح - يسألون عن عداداتهم..
*ونسأل نحن : وأين الله ؟!!!.
assayha
|
|