كأس العالم برعاية الوالي..!! بقلم عبدالباقي الظافر

كأس العالم برعاية الوالي..!! بقلم عبدالباقي الظافر


06-07-2018, 01:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528374932&rn=1


Post: #1
Title: كأس العالم برعاية الوالي..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-07-2018, 01:35 PM
Parent: #0

01:35 PM June, 07 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


34 زائر 07-06-2018 admin
لا أدري إن كان الأمر مفاجئًا للوالي الشاب حينما هبط أول مرة في مطار دنقلا.. على العموم كان في انتظار يوسف وإخوته (قرقول الشرف).. كان في استقبال ياسر رهط من العسكر وغير قليل من أهل الصف الأول في الولاية ..على وقع قدومه عزف السلام الجمهوري.. وذاك شرف لا يناله إلا رؤساء الدول ومن قاربهم في علو المكانة ورفعة المنزلية.. لم يكن التوقيت مناسبًا أن يصطحب الوالي وفدًا كبيرًا من الخرطوم في جوف طائرة خاصة.. وقتها لم نشأ أن ننتقد الرجل يقينًا بالحكمة الشعبية التي تقول (الجديد شديد).

لكن السيد الوالي الجديد ابتداءً عهده بعدد من الوعود الكبيرة والتي تشبه الشعارات السياسية الساذجة.. على وقع الاستقبال الحار وعد الوالي بتنشيط مطارات الولاية الأربعة في حركة الصادر.. لكن لو أن الوالي انتظر وطاف أرجاء الولاية لاكتشف إن المطارات التي تصلح لتلك المهمة الكبيرة ليست سوى اثنين.. هما دنقلا ومروي.. كلا المطارين لا يتم استخدامهما الا في المناسبات الرسمية المتمثّلة في أفراح الحكومة وأحزانها.

أما الحديث عن الصادر أيضًا بحسب الواقع.. معظم أهل الولاية يشربون اللبن المجفف ويأكلون الخبز المستورد.. ما تبقى من أهل الولاية يعيشون في ظروف صعبة وقاهرة.. لو لا تعففهم وتكافلهم لكان حالهم يغني عن سؤالهم.. يوم أن وصلهم الوالي كان برميل الجازولين بأربعة ملايين جنيه.. بعض من القمح لم يتم حصاده بسبب أزمة الوقود.. أما التعليم فبلغ من البؤس حدًا أن أصبحت مدن الولاية من مناطق الشدة .. بسبب تلك الظروف باتت الهجرة نحو البندر هدفًا أساسيًا لكل أسرة .

قبل أن نستفيق من حديث المطارات المجافي للواقع تحدث يوسف أمس الأول عن تمكين المواطنين من مشاهدة مباريات كأس العالم مجانًا .. لا أعتقد أن من واجبات الحكومة في مثل هذه الظروف أن تشغل نفسها برفاه الناس في وقت تغيب فيه أساسيات الحياة.. في الجانب الآخر بيننا وكأس العالم أقل من عشرة أيام كيف يتمكن الوالي وحكومته من إنجاز المهمة المعقدة.. قرى الولاية الشمالية تتناثر على شريط نيلي طويل.. هنا بدلًا من إيجاد حل يتم صنع مشكلة.. على أي أسس سيوفر ياسر الخدمة المجانية.. في نهاية المطاف سيغضب عدد من الناس الذين لم تصلهم الخدمة فيما يبتسم الذي رسم خطة رمي يوسف في الجب.

في تقديري.. مطلوب من الوالي الجديد أن يتريث كثيرًا قبل إطلاق وعود بلا سيقان.. بل من المهم أن يطوف الولاية من أدناها لأقصاها حتى يقف على التفاصيل .. من بعد ذلك يضع برنامجًا جادًا قائمًا على فقه الأولويات .. من أكبر المشاكل التي ستواجه الشاب ياسر يوسف أنه كان قريبًا من الأضواء في الخرطوم بحكم منصبه في وزارة الإعلام .. محاولة إيجاد ضوء اصطناعي ستجعله يقع في كثير من المزالق.

بصراحة.. لو كنت في مكان ياسر يوسف لرفعت سماعة الهاتف لأقف على تجربة أحمد الشايقي السرية في صناعة النجاح.. هذا الشاب الذي يهرب من الإعلام الآن يقف على مشروع زراعي سيضيف مائة وخمسين ألف فدان للرقعة الزراعية في نهر النيل.. الأرض التي تقوم على فكرة الحيازات الضخمة ستخصص لمشاريع الصادر.. من هنا نهمس في أذن الوالي الشاب ألا يهدر جهده في الفارغة، ويركز على مشروع كبير يجعل اسمه محفوظًا في سجلات التاريخ.


assayha