دعوة إلى إغلاق الحوار حول الهوية في السودان وفي كل مكان بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان

دعوة إلى إغلاق الحوار حول الهوية في السودان وفي كل مكان بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان


06-06-2018, 07:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528311136&rn=1


Post: #1
Title: دعوة إلى إغلاق الحوار حول الهوية في السودان وفي كل مكان بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان
Author: الريح عبد القادر محمد عثمان
Date: 06-06-2018, 07:52 PM
Parent: #0

07:52 PM June, 06 2018

سودانيز اون لاين
الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
مكتبتى
رابط مختصر






إن ظللنا نتجادل حول هوياتنا الزائفة فلن نتفق إلى قيام الساعة؛ لكن إن أردنا هويتنا الحقيقية فسنعرفها في ثوان: نحن جميعاً بشر هالكون، من تراب وإلى تراب.
لذلك أود أن أقدم اقتراحا بخصوص النقاش حول الهوية هو: أن نتوقف عن النقاش حول الهوية.
الجدل حول الهوية لا نهاية له، فلا جدوى من الاستمرار فيه.
ما هو واضح أن كل واحد منا معجب برأيه في موضوع الهوية، ويحسب دائماً أنَّ ثمة ما تبقى له ليقوله (وأنا لست استثناء)؛ والأجدى لنا، بدلاً من الاستسلام لإدمان ذلك الجدل، أن نتوقف عنه الآن، فوراً.
من العار أن نتفرق بسبب ألواننا وأشكالنا وأعراقنا ولغاتنا.
دمنا ما هو إلا سائل سريع الانسكاب، سريع الجفاف.
ولحومنا ما هي إلا وجبات دسمة في نظر السباع والضباع، وخاصةً الدود.
ولا وجوه لنا بيضاء أو سوداء في الدنيا. فالبياض إنما هو بياض الوجوه الناضرة، الناظرة إلى ربها يوم القيامة؛
والسواد إنما هو سواد الوجوه التي ساءت أعمالها وخفّت موازينها يوم القيامة، فعلاها القتر.
(يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه). صدق الله العظيم.
إذن فلا أحد في الدنيا كلها يعرف أي الوجوه أبيض وأيّها أسود.
أما وجوهنا، التي نختال زهوا بجمالها، فإنّ من تفاهة أمرها أنّ الله تعالى لا ينظر إليها.
فهو سبحانه وتعالى إنما ينظر إلى قلوبنا، حيث تكمن أرواحنا. أرواحنا تصعد إلى بارئها.
وينظر سبحانه وتعالى إلى أعمالنا. أعمالنا التي تصعد إلى بارئنا فنُجزى عليها.
كيف نجرؤ على الاهتمام بأشياء لا ينظر الله إليها؟ أشياء فرقتنا ومزقتنا وما زالت تفعل.
أما لغاتنا فهي آية من آيات الله. كلها جميلة وبليغة، بلا استنثاء.
وأما الدين فهو دين الله لا أحد يتكبر فيتطاول عليه.
ومن التطاول على الدين أن يستولي عليه نفر من الناس، فيخرجون به عن غايته التي وضعها الله سبحانه وتعالى له: تحسين أخلاقنا وأعمالنا ومعاملاتنا، إلى غاياتهم هم: التفريق بين الناس وظلمهم حتى يستأثروا بالسلطة والمال.
أعظم تطبيق للدين هو إقامة العدل والمساواة وتحقيق النماء من أجل خير البشر.
نعم، بُني الإسلام على خمس، لكن الإسلام حسن المعاملة؛
نعم، بني الإسلام على خمس، لكن الإسلام حسن الخلق؛
نعم، بني الإسلام على خمس، لكن الإسلام أن يسلم الناس من يدك ولسانك؛
جُعلت المساجد لإقامة الصلوات، وجعلت الوزارات لأداء المعاملات.
أما ثقافاتنا وعاداتنا فهي نتاج جماعي تراكمي نأخذ منه ما ينفع، لكن بدون أن نقمع.
نعود إلى ما بدأنا به: نحن بشر مثل سائر البشر، لسنل أفضل ولا أقل فضلا.
ونحن موجودون بمحض الصدفة في بلد جميل جداً، وغني جداً، اسمه السودان. وجدنا أنفسنا فيه بلا حول منا ولا قوة: لم نشترِ أرضه، ولم نحفر بحاره، ولم نشيّد جباله، ولم نسوّ سهوله، ولم نُجرِ أنهاره، ولم نغرس أشجاره.
فالواجب الذي علينا هو أن نبنيَه، وننمِّيه، ونجمّله، بدلاً من أن ننصرف عن ذلك إلى جدلٍ عقيم حول هوية دمائنا التي ستجف، ولحومنا التي ستؤكل، ووجوهنا التي لا يأبه الله أن ينظر إليها.
***
يجب ألا يكون هدفنا أن نثبت هويةً تفاخرية لنا كسودانيين في مقابل الهوية العربية.
دعونا لا نطلب لا هويةً إفريقية ولا نوبية ولا غيرهما.
أضلُّ الأعمال هي تلك التي يعملها الإنسان ليثبت بها فضله على الناس، وليتفاخر بها عليهم.
نحن سودانيون. وكوننا كذلك لا يجعلنا أفضل من أحد، ولا دون أحد.
لقد خرجنا جميعا من السبيلين (نطفةً ثم طفلاً) لنجد أنفسنا على هذه الأرض، في هذا الوطن، في حضن هذا الشعب،وفي كنف هذا الدين العظيم.
لم نختر وطناً ولا أرضاً، ولا آباءَ ولا أجداداً. ولا فضل لنا في شيء، ولا خيار. نحن من التراب وإلى التراب نعود.
تلك هي هويتنا الحقيقية، التي لا تجعل لنا فضلاً على أحد، ولا تجعل لأي أحد فضلاً علينا.
إن قبلناها، فهيا بنا نعمل لنعطي لهذا الشعب وجهه البشري والإنساني؛ ولهذه الأرض الخضرة التي تفتقدها؛ ولنمسح الحزن عن وجوه الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، ولنزيلَ عن وجه هذا الدين الجميل ما شوهناه به من الظلم والطمع والشهوات.
لكنْ، إن ظللنا نسعى نريد هوياتٍ بديلةً مزيفة، فلن نكف عن الجدل والخصام والاحتراب، ولن نعمل أبداً.
والخسران المبين هو خسران الدنيا والآخرة بالتفاخر والجدل وترك العمل.
فلننصرف إلى العمل بلا يأس. ولا خوف. ولا غضب. ولا حقد. ولا حسد. ولا طمع.
هؤلاء الذين استولوا على الحكم في بلدنا، واستأثروا به على مدى ثلاثين سنة عجافا، لم يستولوا على رحمة ربنا سبحانه وتعالى؛ ولم يغلقوا في وجوه عباده ولا باباً واحداً من أبواب رحمته الواسعة.
إن أبواب الله مشرعة للجميع، في السودان، وفي كل مكان.
لا لليأس من السودان!
#فالله موجودٌ، وأبوابه مشرعة، ورحمته لم يصادرها أحد!

Post: #2
Title: Re: دعوة إلى إغلاق الحوار حول الهوية في السود�
Author: محمد احمد
Date: 06-06-2018, 08:02 PM

يا سلام عليك ، كملك الله بعقلك
احبك يا رجل