دائما ما كان الناس يربطون بين التواريخ المترادفة ، وعلى الرغم من انها ليست الا مجرد مصادفات تأتي دون اي غرابة ، وحتى وقف اطلاق النار في الحرب العالمية الاولى تم في الساعة 11 والدقيقة 11 بتاريخ 11 وشهر 11 (نوفمبر) 1918 ولم يكن هناك اي ترتيب لذلك ولكن ذلك تم بمجرد صدفة ، وحتى أن لدى اثنين من ابنائي ولدا في نفس التاريخ بعد سبع سنوات ولم يكن هناك اي تخطيط لذلك انما أتي ذلك لمجرد الصدفة . والشاهد في ذلك عندما كنا صغارا في عام 1967 سمعنا الناس تردد بان في يوم 6/6 أو 6 يونيو أن هناك كارثة ستحل بنا حسبما تردد ان بقرة نطقت بذلك ، ونحن لاندري إن كان هذا ما قالته البقرة ام لم تقله ، حيث حدثت في نفس التاريخ نكسة حزيران الشهيرة التي هزمت فيها الجيوش العربية من قبل اسرائيل التي احتلت صحراء سيناء والضفة الغربية لنهر الاردن وهضبة الجولان السورية ، وعلى الرغم من ذلك خرج الاعلام العربي يقول ان الجيش الاسرائيل تمت هزيمته واسقط المئات من الطائرات ، ولم يحدث ذلك فعلا ، لكن بعد بضع ايام اتضح مدى عدم صحة تقارير الاعلام العربي .
وحلت بالأمة العربية كارثة كبرى عرفت بنكسة حزيران (يونيو). و اعترف الجميع بالهزيمة والخسائر الكبيرة في الارواح والعتاد واحتلال الاراضي ، والتي معظمها محتل إلى يومنا هذا ، والعراق ذهب إلى المجهول وسوريا انتهت كدولة وصارت في عداد الموتى ، واما اليمن السعيد ، فحاله تغني عن السؤال والسودان انقسم إلى نصفين والبقية تنزف ، وليبيا تشظت وتقسمت ، الصومال مازال مجهول المصير وسينا تشهد معركة حامية الوطيس ضد الجماعات الارهابية والفلسطينيين يقتلون يوميا والسلام لم يحل على الرغم من معاهدات السلام. واصبح معظم سكان عالمنا العربي من اللاجئين في الدول الاخرى.
ومنذ نكسة حزيران تتواصل النكسات ويشهد العالم العربي الكثير من المشكلات التي تزداد يوم بعد يوم ، المعاناة تتواصل ، حيث تعاني الكثير من الدول العربية من مجاعات وفقر وامية ، واوضاع اقتصادية غير مطمئنة ولا تنبي بمستقبل زاهر. وفي كل يوم نحتسب المئات من الشباب وهو يغرقون في البحر المتوسط على ظهر القوارب المطاطية التي تعتبر مغامرة غير محسوبة الجانب من أجل الحصول على حياة كريمة في الجانب الاخر بالقارة الاوروبية.
وعلى الرغم من المعاناة الا انه لايلوح امل في الافق حتى تتغير الاحوال وتنبي بمستقبل مشرق ، ونضمن حياة افضل للاجيال القادمة. لأن الشباب فقدوا الامل في المجموعة الحاكمة ، وفي مسح لإحدى الجامعات السودانية اعلن اكثر من 95 % من الشباب انهم لايرغبون البقاء في البلاد ،و اما الخمسة المتبقية فقد أعلنوا حتى انهم لايرغبون ان يحضر رفاتهم للبلاد ، مما يؤكد مدى الاحباط الذي اصاب الشباب من الاوضاع التي يعيشونها.
ومن المصادفات الغريبة توفي بالأمس في يوم ذكرى النكسة الاعلامي الشهير احمد سعيد مؤسسة اذاعة صوت العرب عن (93 عاما) التي اعلنت هزيمة اسرائيل في حرب حزيران او النكسة ، الا انه نفى ذلك ووفق تقارير صحفية محلية بأنه أعلن انتصار الجيش المصري على إسرائيل في حرب 1967، ونقل عبر إذاعة "صوت العرب" بيانات تخبر عن انتصار ساحق لمصر وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية، وذلك بعكس ما حدث حيث احتلت إسرائيل آنذاك سيناء المصرية، قبل تحريرها لاحقا.
لكنَّ سعيد سبق وأن قال، في تصريحات صحفية سابقة: "لا تستطيع أية صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره".
ونحن في هذه الايام العشرة الاواخر من شهر رمضان المبارك ، نتمنى من الله العلي القدير ان تتحسن الاحوال ، ويعود كل شيء كما كان ، ويعود الأمن والرخاء وتسير عجلة التنمية بسرعة حتى نلحق ما فاتنا . ويتحقق التقدم والتطور وتنتشر الديمقراطية التي تعتبر الأساس لكل تقدم وتطور سياسي او اقتصادي او اجتماعي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة