لعل ما يتعرض له العراق اليوم من أزمات تنذر بويلات لا تبقي ، ولا تذر إنما هي ضمن مخطط مُحكم تشترك فيه عدة جهات سواء في الداخل ، أو الخارج ، فهذه الأزمات لم تكن وليدة اللحظة ، بل إنها دبرت بليل الهدف من وراءها تركيع الشعب ، ففي نظرة فاحصة لما تمر به البلاد طيلة 15 عاماً من مشاكل جمة أثمرت عن غياب المشاريع الاستيراتيجية ، و انهيار البنى التحتية ، و انعدام الخدمات الأساسية ، وفي مقدمتها مشاريع تنقية ، و تحلية المياه ، و حفر البحيرات اللازمة ، و بناء السدود القادرة على تخزين مياه الأمطار ، و السيول التي شهدتها البلاد خلال هذه الأعوام المنصرمة لتكون قادرة على مواجهة شحة المياه وكما يحدث اليوم في نهري دجلة و الفرات ، و الآن الشعب يدفع الثمن باهضاً بسبب الفساد الذي لا زال ينخر في مختلف أركان الدولة فأطاح بالبنى التحية ، و المشاريع المهمة ، و هذا ما جعله يقع تحت مطرقة السياسيين الفاسدين مرجعيتهم الروحية ، و سندان سياسة دول الجوار التي تسيطر على المياه الداخلة إليه ، و خاصة تركيا التي تمادت كثيراً ، فأخذت تخرق كل الاتفاقيات ، و البروتوكولات الدولية الخاصة بالمياه ، و عدم استغلالها لمآرب ، و مشاريع من جانب واحد ، ونحن لا نستغرب هذه المواقف السلبية من قبل الجانب التركي ، و غيره لان حكومات العراق من قادة كتل ، و أحزاب منضوية تحت عباءة السيستاني شريكهم الأول فيما ، وصلت إليه حال البلاد من تعمد في تدهور البنى التحتية ، و انعدام للخدمات و تردي كبير في مختلف شؤون الحياة و تستره على فسادهم طيلة تلك السنين العجاف ، و تلاعبه بمشاعر العراقيين عندما صرح بعدم مقابلته لكل السياسيين ، و أنه غير راضٍ عن أدائهم السيئ لكنه في الوقت نفسه تجاهل الأصوات المطالبة بضرورة إصداره فتوى ضد حيتان الفساد ، و تعري فسادهم ، و تسمي الفاسدين بأسمائهم ، و كالعادة فالسيستاني ساكت ، و لا يحرك ساكناً ، ولم يفتي بتسقيطهم ، ولم يفضحهم بالأسماء وعلى الملأ ؛لأنه طيلة 15 عاماً متواطئ معهم ، و يتقاسم معهم إيرادات العراق المالية ، وهو مَنْ وفر لهم الغطاء الشرعي لممارسة جرائمهم البشعة ، وهو مَنْ أوجد الحصانة القانونية للمالكي الذي تسبب بسقوط كبريات المدن العراقية بيد داعش رغم أن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى في حينه كان قد أخبر السيستاني بقرب سقوط الموصل ، و قبل شهرين من تحقق هذه الخيانة العظمى للمالكي ، وكذلك فالسيستاني كان له الدور الكبير في انحصار سياسة العراق الخارجية بعدما كانت في أوج عصرها الذهبي ، و تسبب بحرمانه في حقه بالمياه المخصصة له طبقاً لما نصت عليه المعاهدات ، و الاتفاقيات الأمم المتحدة ، فمواقف السيستاني هذه نابعة من خوفه الشديد من الساسة الفاسدين خشية كشفهم لدوره التخريبي ، و قضايا فساده التي أزكمت روائحها النتنة أنوف كل الشرفاء ، و الوطنيين في داخل ، و خارج العراق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة