أرض السمر.. حلقة بارا ناقصة ! بقلم خالد الإعيسر

أرض السمر.. حلقة بارا ناقصة ! بقلم خالد الإعيسر


06-04-2018, 04:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528082135&rn=0


Post: #1
Title: أرض السمر.. حلقة بارا ناقصة ! بقلم خالد الإعيسر
Author: خالد الأعيسر
Date: 06-04-2018, 04:15 AM

04:15 AM June, 03 2018

سودانيز اون لاين
خالد الأعيسر-UK
مكتبتى
رابط مختصر




بداية أحيي الجهود التي بذلها الأخ الصديق العزيز المخرج البارع سيف الدين حسن في التوثيق للسودان بصفة عامة عبر سلسلة أفلام أرض السمر (السودان كما لم تره من قبل) .
وأشكره تحديدا على الحلقة الخاصة بمديني بارا -مسقط رأسي- والتي أُنتجت وبثت في رمضان هذا العام 2018م.
لقد شاهدت الحلقة التي سلطت الضوء على تاريخ هذه المدينة العريقة عبر الإنترنت اليوم، وعادت بي الأشواق لمراتع الطفولة والصبا حيث عشت أيامي الجميلة، واستدعت الذاكرة مقولة خورخي لويس بورخيس “نحن لا نسكن إلا الأماكن التي نغادرها” وبارا لا تزال مزروعة في الأعماق رغم بعد المسافة.
الحقيقة -وبكل أسف- ان الحلقة لم تعبر عن جوهر تاريخ هذه المدينة بصورة عميقة وشاملة، وتجاوزت العديد من المحطات التاريخية المهمة للغاية، ربما الخطأ -والله أعلم- ينسب لابن المدينة المؤرخ المعروف الأستاذ خالد الشيخ حاج محمود، أو الراوي ‏”الفلسطيني” دكتور أسامة الأشقر، أو ‏المخرج القدير سيف الدين حسن مدير شركة نبته الإنتاج الفني والإعلامي، أو فريقه العامل، والذي سبق وان أنتجت معه فيلمين (الأول: في غياهب غوانتانامو.. والثاني: رجل من كرمكول)، وبثتهما قناة “الجزيرة” وأحدهما بثته “قناة الشرقية نيوز” ابتداءا، لذا أعلم جيداً مدى تجويد الأستاذ سيف الدين حسن لمثل هذه الأعمال الوثائقية ومهاراته الفنية الفائقة التي يشهد عليها فوزه بالعديد من الجوائز الدولية، وايضاً كفاءة فريق عمله وتميزه.
لكن للأسف هذا التوثيق عن مدينة بارا شابته بعض الملاحظات وتناول الأمور بسطحية تجاوزا -المؤكد أنه أمر غير مقصود- ولكن عدم ذكره لأهم المكونات السكانية بالمدينة والمنطقة “كما هو حال ‏قبيلة دار حامد ودورها التاريخي” يعد أحد أهم هذه الملاحظات السالبة، بالإضافة لعدم ذكره لشخصيات مهمة أيضا داخل المدينة كان لها سهمها -المعروف- في سجل التاريخ.
أيضا هناك ملاحظة مهمه للغاية ارتبطت بالحقبة الاستعمارية تمثلت في حرق العلم الإنجليزي “في حالة نادرة لم تحدث في أي بقعة أخرى بالسودان”، للأسف لم يتطرق لها في التوثيق.
الخلاصة هي أن هذا العمل يجد منا كل التقدير ولكن لابد من إجراء حلقة أخرى مستقبلاً لأن تاريخ مدينة بارا العريقة اكبر من ‏أن يتم تناوله في دقائق معدودة، ومن زاوية أغنية “ليمون بارا” التي تتضمن خلطا للإرث الثقافي ربط المدينة بإيقاع مناطق جنوب غرب كردفان بينما إيقاع سكان المنطقة هو الجراري الذي اشتهرت به قبائل الأبالة في شمال كردفان!.
‏وان كان من كلمة تشفع ‏للتجاوزات في مثل هذه الأعمال الفنية الكبيرة والمهمة فإن شعار البرنامج يقول: (حاولنا ‏نبقى دليل نعكس صور للغير)، إذن لهم أجر المحاولة على أي حال، لا سيما وانهم يجتهدون لعكس صورة إيجابية عن جماليات كل أرض السودان!.
شكراً لأسرة سلسلة “أرض السمر” وتمنياتي القلبية الصادقة لهم بالتوفيق في أعمالهم المستقبلية، وثقتي كبيرة في قدرات الأخ سيف الدين حسن ومجموعته المميزة لعكس الوجه المشرق للسودان وشعبه الأصيل!.