توقعات بترشيح مريم المهدي في انتخابات 2020 بقلم د.أمل الكردفاني

توقعات بترشيح مريم المهدي في انتخابات 2020 بقلم د.أمل الكردفاني


06-02-2018, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527956590&rn=1


Post: #1
Title: توقعات بترشيح مريم المهدي في انتخابات 2020 بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-02-2018, 05:23 PM
Parent: #0

05:23 PM June, 02 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







لم تخب توقعاتي قبل الازمة الحالية واثناءها حول بداية افلاس الدولة وازمة المحروقات ، اعلنت ذلك قبلها؛ ثم بدأت توقعاتي تتحقق على ارض الواقع ؛ وكما قلت ان هناك فرقا شاسعا بين التوقع والتنبوء ؛ فالتوقع هو اعتماد على منهج استقرائي للمعطيات أما التنبوء فهو تبصرات لا تستند الى اي معطيات على ارض الواقع . واذا طبقنا المنهجية الاستقرائية على الخاص من المعطيات تمهيدا لفهم الاتجاه العام فسنكون امام حقائق لا سبيل الى انكارها. فإذا تأملنا موقف الامام الصادق من مجمل الواقع السياسي سنجد انه موقف ارتدادي جدا ، والسيد الصادق لا يرتد بدون وعي بحقائق قد تكون خافية على الآخرين. السيد الصادق لا مصلحة له في انهاء النظام على وضع ثوري ؛ فالثورات الراديكالية عموما تفضي الى فظائع دموية جدا... لا تميز بين من تبع النظام منذ ميلاده عبر الايدولوجية الاخوانية وبين من تبع النظام في اواخر عهده عبر محاصصات وظيفية. وانهيار النظام الفجائي عبر ثورة يعني نهاية ابناء الامام المنضويين تحت جناح النظام سواء على مستوى الامن او الرئاسة. فالامام لم يعد يأمل في المناصب لشخصه بعد ان بلغ من الكبر عتيا ، وانما هو الآن مشغول بثلاث قضايا هامة ؛ أولاها توريث الإمامة ، وثانيها ، ايجاد موطئ قدم لأحد ابنائه داخل اللعبة السياسية ضمانا لبقاء الحزب ، والثالث هو ضمان مستقبل ابنائه الاقتصادي. توريث الإمامة يمثل معضلة كبيرة فأغلب ابنائه الذكور لا خبرة لهم كخبرة الامام الصادق في مسألة القيادة والادارة الرشيدة ولم يبق امامه سوى ابنته مريم والتي تحاول بجسارة مشهودة ان تكون الضمير اليقظ في الممارسة السياسية. اما ابنه عبد الرحمن فهو قليل الخبرات ؛ واعتقد ان منحه منصب بالقصر قد اراح الامام كثيرا . لذلك فلا مصلحة حقيقية للامام في تغيير النظام بشكل متسرع. بالاضافة الى ذلك -وكما ذكرت في مقال سابق- فإن الغرب وامريكا على وجه الخصوص لا تميل الى انهاء النظام ؛ فلا زال في جعبة امريكا مطالب كثيرة ستطرحها على النظام لتنفيذها في مقابل منحه سنوات أخرى للبقاء واعتقد ان اهم حدثين سيحدثان نتيجة ذلك هما فصل النيل الازرق وجنوب كردفان وسوف يوقع البشير قرار الفصل دون ان يفكر في الأمر مرتين. الامام يعلم ان سياسة امريكا تعمد الى الابقاء على النظام ، ولكن امريكا تريد النظام في حالة ما بين الموت والحياة (مدروخ) ، في حالة احتياج دائم لاسطوانة اكسجين امريكية. ولأوروبا ايضا مصالحها في ذلك واهمها استمرار قيام النظام بمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا وهذا ما لن يتسنى اذا حدثت فوضى او تحول ديموقراطي سيحتاج لسنوات لتفكيك مليشيات النظام واعادة دمجها او تسريحها وحل اشكالية دارفور وخلافه. الإمام يعلم ان الغرب قد قرر مد حياة النظام الى حين تفكيك كامل الدولة السودانية ؛ ولذلك اجتمع الاوروبيون بالمعارضين -ومن ضمنهم الامام- لتوصيل هذه الرسالة بشكل مغلف بالسلوفان. لن يكون امام الصادق او غيره سوى المشاركة بالانتخابات ؛ رغم علمه بعبثيتها ، لكنه لن يرشح نفسه لأنه تجاوز سن خوض مثل هذه اللعبة ؛ واتوقع ان يدفع بأميرته الذكية السيدة مريم الى واجهة اللعبة لتكون وريثته الشرعية في التواجد داخل تاريخ السودان السياسي. لا يملك الامام سوى هذا الخيار الوحيد.. إن تقييم الامام سليم من عدة نواح ؛ فاولا هناك الموقف الغربي السلبي. ومن ناحية ثانية ضعف المعارضة بشقيها السياسي والمسلح ؛ وثالثا ارتباك جماهير الشعب التي تم تدجينها خلال ثلاثين عاما لكي لا تفكر ، بل لكي تكون في حالة فقدان للتركيز ، وتوهان داخل فوضى سياسية وادارية وقانونية داخلية عارمة. فالشعب (بهذا المعنى الجماعي المهيب) لن يتحرك .. ربما تتحرك جيوب صغيرة من زوايا الولايات واطراف الهامش وبعض المثقفين واصحاب الروح الثورية ولكن ليس من العمق وسيكون ذلك غير مؤثر بالمرة حيث يتم قمعهم بسرعة. هناك انهيار معنوي جماهيري ، و################ ليس من التغيير بل مما قد يؤول اليه التغيير ، وانعدام ثقة في رموز احرقت نفسها بنفسها. كما ان الانسان السوداني نفسه تغير ؛ فنتيجة لضغوط استمرت لعقود كان لا بد من ان يحدث تحول في البنى الاجتماعية مع ميل متطرف نحو الفردانية.