نداء السُّودان: ما أشبه الليلة بالبارحة! بقلم الدكتور قندول إبراهيم قندول

نداء السُّودان: ما أشبه الليلة بالبارحة! بقلم الدكتور قندول إبراهيم قندول


05-30-2018, 09:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527713143&rn=0


Post: #1
Title: نداء السُّودان: ما أشبه الليلة بالبارحة! بقلم الدكتور قندول إبراهيم قندول
Author: د.قندول إبراهيم قندول
Date: 05-30-2018, 09:45 PM

09:45 PM May, 30 2018

سودانيز اون لاين
د.قندول إبراهيم قندول-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




mailto:[email protected]@MSN.COM

لسنا بصدد الحديث عن تاريخ "نداء السُّودان" ومراحل تطوره المستمرة على الدوام دون سقف محدَّد مثل ساقية الحوار الوطني. وما البيان الختامي الثاني لنداء السُّودان إلا انتهاء مرحلة من الاجتماعات تتبعها سلسلة لا نهائية من البيانات. لقد ورد في بيانين ختاميين للنداء تأكيد تبنيه العمل السياسي السلمي فقط لتحقيق مطالب الشعب السُّوداني المشروعة، وكما أعلن التزام القوى السياسيَّة الحاملة للسلاح، أعضاء نداء السُّودان، بالبعد عن العمل العسكري! القراءات المتأنية للبيانين وتصريحات قادة نداء السُّودان توضح جلياً التضارب والتناقضات في الموافق. ففي لقاء لياسر سعيد عرمان مع المركز الإعلامي لحركة العدل والمساواة صرَّح بأنَّهم "متمسكون بسلاحهم" كوسيلة من وسائل النضال مما يعتبر مخالفة وخرقاً صريحاً للضابطين (أ) و(ث) من البند السادس لإعلان والتزام تحالف "نداء السُّودان" بالتخلي عن الكفاح المسلَّح. هذا ديدن ياسر عرمان: يهدم ما يبنيه الآخرون، أي يهدم المعبد على من بداخله إذا لم يعجبه رأيهم! وما نفي مبارك عبد الرحمن أردول، الناطق الرسمي لياسر عرمان ومالك عقار، لخبر قيادة عرمان لوفد المقدِّمة إلى الخرطوم وأنَّهم متمسكون بسلاحهم إلا خطلاً آخر. ففي مرحلة من مراحل نضاله، تحدَّث ياسر عن الحل الشامل للمشكل السُّوداني، ولكنه في هذه المرة حصر الحل لقضايا قطاعات محدَّدة وجهات سمَّها بأسمائها إذ يرى أنَّه ينبغي العمل معها من أجل حلحلة قضاياها. ففي لقائه المشار إليه لم يذكر ياسر جبال النُّوبة ولا النيل الأزرق اللذين ما يزال يتشدَّق بحمل همومها، ولا حتى دارفور العمق الإستراتيجي لنداء السُّودان. ألم يذكر عرمان وعقار أنَّهما فتحا جبهة سياسيّة وإدارة مدنيَّة وعسكريَّة في دارفور في الأيام الأولى من انشقاقهما عن الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السُّودان – شمال؟ بلى!
ما يستفز أحاسيسنا ومشاعر النازحين واللاجئين من أهالي دارفور حقاً هو أنَّ حركة جيش تحرير السُّودان، بقيادة مني أركو مناوي (السكرتير العام للنداء)، وحركة العدل والمساواة، بقيادة الدكتور جبريل إبراهيم (نائب رئيس النداء) عضوين فاعلين في "نداء السُّودان"، وكليهما القلب النابض لإقليم دارفور الذي بشأنه صدرت قرارات أممية لا حد لها! وحتى لا نلقي القول على عواهنه، جاء على لسان ياسر عرمان في تلك المقابلة كلام كثير مبهم في بعضه وآخر محدَّد. فماذا قال ياسر؟ قال فيما ذكر: "عايزين نجيب أوسع قطاع من المعارضين، (و) يجب أن نتقدَّم نحو الأطراف الأخرى مثل قوى الإجماع، (و) جماعات الشباب والنساء، (و) الأراضي (و) السدود، (و) أصحاب القضايا الحيوية مثل مجزرة بورتسودان، (و) مثل قضايا المناطق النُّوبيَّة... (و) مشروع الجزيرة؛ (و) كل أصحاب هذه القضايا يجب أن يجتمعوا". ثم أضاف كتمومة جرتق: "(و) كل المتضررين من النظام يجب أن يجتمعوا". هذا الكلام ورد أيضاً في البيان الختامي الثاني في يوم 28/5/2018م وبإضافة "كجبار" دون ذكر لجبال النُّوبة ولا النيل الأزرق ولا دارفور. ولحفظ ماء الوجه تمت الإشارة إلى (...) اعتماد النازحين واللاجئين ككتلة سادسة (درجة أخيرة)، [و] الاعتداءات على المسيحيين السُّودانيين.
قضية القطاعات والجهات التي ذكرها ياسر عادلة فهي قضية سودانيَّة نقف معها وندافع عنها ونسعى لحلها كحزمة واحدة، وما عاب تصريحات ياسر عرمان إشهاره العداء الشديد لتلك الأطراف بعدم ذكرها. فأين وطنيته وحقوق المواطنة دون تمييز التي ينادي بها؟ وماذا سيكون موقفه منها إذا أصبح رئيساً أو فاز حزبه بالانتخابات، ولن يفوز إلا بأصوات أهل الهامش ولو نزل في تلك الانتخابات منافساً لنفسه وحده ناهيك من منافسة حزب المؤتمر الوطني. على أية حال، يمكن تسجيل ملاحظة هامة وهي التشابه بين هذه التصريحات ونظرية عبد الرحيم حمدي، وزير الاقتصاد الأسبق في تسعينيَّات القرن الماضي، التي حدَّدت تنمية مثلثاً بعينه عُرِف في السياسة السُّودانيَّة الإقصائيَّة ب"مثلث حمدي". فكلام ياسر استهدف أكثر من 90% من داخل المثلث وبطريقة مباشرة إذا اعتبرنا جملة "(و) كل المتضررين من النظام" تشتمل على المناطق خارج المثلث، فما أشبه الليلة بالبارحة!