المتسول...!! بقلم عبدالباقي الظافر

المتسول...!! بقلم عبدالباقي الظافر


05-29-2018, 02:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527601131&rn=1


Post: #1
Title: المتسول...!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 05-29-2018, 02:38 PM
Parent: #0

02:38 PM May, 29 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان الأستاذ أبوكشوة يتفقد الدار المخصصة له باهتمام بالغ في البلدة القريبة من العاصمة الخليجية.. رغم أن البناية المخصصة للمعلم المنتدب من وزارة التربية السودانية تبدو جديدة إلا أنه فشل في الوصول للمرحاض.. في نهاية المطاف اكتشف أن أهل تلك المنطقة يقضون حاجتهم في الخلاء.. كان ذلك في عقد السبعينيات.. لكن بعد سنوات كانت ذات المناطق الصحرواية تشهد نهضة بارزة في كل أوجه الحياة.. قبل أيام اعتذرت سلطنة عمان عن قبول أية مساعدات دولية وهي تواجه خطر الإعصار (كرونمو).. وبعد سنوات ستشهد دولة قطر استضافة كأس العالم وهو أهم حدث رياضي على سطح البسيطة.

أمس الأول سمع الناس إطلاق نار كثيف في عاصمة شمال دارفور.. لم تعد الحرب الأهلية للمدينة التاريخية.. كل ما في الأمر أن المواطنين تدافعوا بشكل يهدد الأمن والسلامة.. سبب التدافع مواد غذائية يوزعها مركز اغاثة سعودي.. حينما خشيت السلطة إراقة الدماء قامت بإطلاق النار.. في كسلا كان مواطنون من دولة الكويت ينشطون في توزيع الصدقات على الأهالي.

قبل أيام بشرتنا دولة قطر بأنها بصدد توزيع مواد اغاثة في السودان.. قبل ذلك كانت دولة الإمارات تفعل ذات الشيء وتقوم بشراء مواد من السوق المحلي لتوزيعها على فقراء السودان.. وفي إطار مغاير كان السفير التركي يزور أسرة سودانية وللمرة الثانية وذلك بعد تكفله بعلاج أحد الأطفال.. لم يعد لافتاً للانتباه قيام موظفو السفارة الأمريكية بالخرطوم بتوزيع الطعام في سبيل الله.. قبل سنوات تبرعت اليابان بعربات نفايات لمساعدة حكومتنا في تنظيف شوارع العاصمة المثلثة.

من الممكن أن نسأل لماذا لا يتعاون المانحون مع منظمات المجتمع المدني الوطنية.. السبب بسيط جداً بعض هذه المنظمات لا تأكل نصف الخبز بل كل الخبز.. فقد حملت صحيفة التيار أمس خبراً يفيد بتسرب تمور سعودية للأسواق رغم أنها مكتوب عليها ليست للبيع.. بالطبع ليس من الانصاف أن نلوم أهل الخير ما دمنا غير قادرين على اغاثة الجوعي أو علاج المرضى.. كما أن علينا الإقرار أن خوف المحسنين من ذهاب أموالهم للعنوان الخطأ جعلهم يتجشمون الصعوبات في سبيل توصيل الاغاثة لمصارفها الشرعية.

في تقديري أننا أصبحنا نلعب دور المتسول في الإقليم.. يحدث ذلك ويشق بلدنا اثني عشر نهراً.. وبين جنبات الوطن ما يزيد على مئتي مليون فدان من الأراضي الخصبة.. لدينا من الحيوانات الأليفة وغير الأليفة ملايين الرؤوس.. رغم ذلك لا تستطيع حكومتنا توفير الطعام للشعب.. لكن رغم هذا الواقع البائس هنالك من يطلب من الشعب مزيداً من الصبر.

بصراحة.. علينا الإقرار بفشل الحكومة في توفير العيش الكريم.. لن نتحدث عن حماية التراب الوطني وحلايب تصرخ والفشقة تستغيث.. لكن أن نصل مرحلة توزيع الاغاثة عبر السفارات والحكومة تبتسم فهذا مؤشر للانهيار.


assayha