Post: #1
Title: تصرخون !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 05-27-2018, 03:54 PM
03:54 PM May, 27 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*وثلاثة مكبرات صوت تصرخ في آنٍ واحد..
*وذلك عقب صلاة العصر أمس... ولا أحد من الجيران فهم حرفاً..
*الواعظ يصرخ... ومكبر الصوت يصرخ... والجو بكل سموم الحر يصرخ..
*وفكرت في أن أذهب إلى أحد هذه المساجد لأصرخ..
*أصرخ في أذن الصارخ بداخله أن هلم معي إلى الخارج قليلاً..
*ثم أتحداه أن يميز لي ما يصرخ به المسجدان الآخران... بعد صمت مسجده..
*وأشرت قبل أيام إلى ظاهرة سميتها (التدين الصوتي)..
*وهي الصراخ بالدين في مظان الرياء... والنفاق... والتفاخر... والشرك..
*ونظل نصرخ نحن تحذيراً... في وادي الصراخ !!..
*وأتجول بين بعض المتاح لي من فضائيات العالم الإسلامي... عقب الإفطار..
*فلا أجد في إحداها - بالغلط - صراخاً بالغناء... كحالنا نحن..
*رغم أن حكومتنا هي الأعلى صراخاً - وصياحاً - بشعارات الإسلام..
*ورغم أن دولتنا هي الأفقر من بين جميع هذه الدول..
*ورغم أن شعبنا هو الذي يُفترض أن يصرخ بكاءً وألماً... لا غناءً وفرحاً..
*ومهما علا صراخ قنواتنا بالغناء فلن يخفي عورات بؤسها..
*فهي فضائيات في منتهى الهيافة... والتفاهة... والسخافة.... بقية شهور العام..
*أما في رمضان تحديدا فهي في منتهى (قلة الأدب) !!..
*وأرصد تصريحات الوزراء - والولاة - الجدد عند استلام مهامهم..
*فإذا بها محض صراخ (محفوظ).... بوعود قديمة..
*مجرد تكرار لوعود صرخ بها السابقون - في اللحظة ذاتها - ويصرخ بها اللاحقون..
*ثم لا شيء سوى الفشل إلى أن يأتي صارخون جدد..
*فالذي يثق في قدرته على الإنجاز لا يصرخ... ولا يحتفل... ولا يتباهى..
*ووالي الشمالية الجديد - ياسر يوسف - دخل دنقلا دخول الفاتحين..
*طائرة خاصة... وتشريفات رئاسية... وحاشية مرافقة..
*ثم نثر الوعود خيالاً... وأحلاماً... وصراخاً..... فوق رؤوس المستقبلين..
*وبدأ بتنكيس الأولويات ؛ وهذه أولى (بشريات) الفشل..
*ترك مشكلات الزراعة... وحرائق النخيل... وتردي الخدمات... وضائقة المعايش..
*ووعد بتحديث المطار... حيث حطت طائرته الخاصة..
*أما نظيره والي البحر الأحمر فقد أسكرته نشوة المنصب - والاحتفال - حد الثمالة..
*فصرخ - الهادي محمد علي - مبشراً بقرب استرجاع حلايب..
*وليته اكتفى بترديد وعود (الممكن ـــ المستحيل) التي استهلكها من سبقوه..
*ومنها ما حفظه أهل الولاية عن ظهر (تعب) ؛ مشكلة المياه..
*فنحن في زمان لا ينجز فيه المسؤول سوى (الصراخ) !!..
*ولا نفعل فيه نحنا أنفسنا أيضاً - كشعب - أي شيء سوى الصراخ... جراء (الكسل)..
*والله لا (يغيِّر) ما بقوم حتى (يغيِّروا) ما بأنفسهم..
*وحين يسخر العرب من كسلنا هذا (ننشط)... لنصرخ احتجاجاً..
*ورحلتنا في سكة (تصرخون) أطول- وأصعب- من رحلة الصادق المهدي (تهتدون)..
*و...........عووووووك !!!.
assayha
|
|