الايدولوجية الماجوية في السودان بقلم د.أمل الكردفاني

الايدولوجية الماجوية في السودان بقلم د.أمل الكردفاني


05-26-2018, 06:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527356401&rn=0


Post: #1
Title: الايدولوجية الماجوية في السودان بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-26-2018, 06:40 PM

06:40 PM May, 26 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




الكثير من الاسر في الطبقة الغالبة المسحوقة نسيت الطبخ باللحم.. رغم ان مرقة الدجاج ماجي او مثيلاتها ارتفعت اسعارها بشكل كبير جراء زيادة الطلب عليها. فببصلة او حتى بدون بصلة تستطيع اسرة كاملة ان تلتف حول فتة شوربة ماجي وهكذا تملأ بطونها من هذا المكعب الذهبي الصغير. ليست هذه دعاية مجانية بل هي حقيقة في ظل ارتفاع اسعار السلع فسعر الزيت وصل الى ستين جنيها ، وكيلو الطماطم الى تسعين جنيها ، واللبن مأئتا جرام بلغ ستين جنيها ، والسكر تجاوز الثلاثين جنيها ، ومرقة الماجي سبعة عشر جنيها ، ورغيف الخبز جنيه كامل ، والبيضة الواحدة اربعة جنيهات ، اما الجبن فمن مائة وما فوق ، واقل ما يمكنك شراؤه من الفول كمشتان بعشرة جنيهات .. وهكذا لكي تطعم اسرة من ستة اشخاص ستحتاج الى ستين جنيها او حتى اكثر ان لم تستخدم مكعب الماجي السحري. حتى العدس صار خارج امكانيات المواطنين. ومع توقعاتي التي لا تخيب ابدا فالوضع يتجه الى الاسوأ ، خاصة عند انتهاء ما تبقى من مخزون الطاقة (البنزين والجاز وغاز الطبخ) ، وهكذا سنعود الى العصر الحجري ، ولكنه لن يسمى حينها بالعصر الحجري بل العصر الماجوي.. حيث الايدولوجية الماجوية في قمة تألقها... وانني انصح الباحثين عن الربح من التجار الى استيراد وتخزين اكبر قدر ممكن من الماجي ، بل انصح الحكومة ان تترك محاولاتها الفاشلة في تسول دعم دولاري من دول الخليج وتتسول منها كميات ضخمة من الماجي تحسبا للمستقبل. هذا المكعب الذهبي الصغير والذي دارت حوله الاشاعات خاصة حول مكوناته الحقيقية هو بالفعل معجزة ، فيمكنك ان تعالج به ازمة الجوع بشكل حاسم ، ومع قليل من البامية او الملوخية او حتى البرسيم يمكنك ان تصنع طعاما يكفي عددا من افراد اسرتك. كما انه سهل الطبخ ولا يكلف الكثير من جمر الفحم. ان عصر الماجي اقترب ، بل ربما نحن الآن في منتصفه ، واذا ذهب هذا النظام وتحسنت اوضاع المواطن الغلبان فربما سيسمى ذلك العصر بعصر ما بعد الماجي كعصر ما بعد الحداثة. سينق المواطنون كالدجاج من ادمان اكل هذه المرقة العجيبة ، ولو استمر النظام الحاكم عدة سنوات اخرى كما تنبأ الساحر والفكي بلة الغائب فليس غريبا ان يبيض الناس ذكورا واناثا ، وان يتم تغيير شكل علم السودان الى صورة دجاجة تتمزق الى مكعبات من المرق من اجل الآخرين. لا تخزنوا البنزين ولا الدقيق ولا السكر انما خزنوا اكبر كمية من مكعبات مرقة الدجاج... وحتى اذا قام الشعب من موته السريري وانتفض ضد البؤس فليسمي ثورته بالثورة الماجوية كالثورة البلشفية والمخملية والبرتقالية...لان الجماهير المنتفضة ستصدر صراخا كنقنقة الدجاج ... ستصرخ مطالبة بتطبيق الفلسفة الماجوية..