كان ياما كان ... في حاجة إسمها لحمة ! بقلم أيمن الصادق

كان ياما كان ... في حاجة إسمها لحمة ! بقلم أيمن الصادق


05-26-2018, 04:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527347324&rn=0


Post: #1
Title: كان ياما كان ... في حاجة إسمها لحمة ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 05-26-2018, 04:08 PM

04:08 PM May, 26 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



من المهم أن يكون لك ( كبير) تأخذ عنه بعض الحكمة وتستقي منه الحكايات والروايات التي تذخر بالمعلومات المفيدة والمعارف لمختلف المجالات .
وفيما يختص بحكايات كبار السن - هذه الأيام وفقآ لتجربتي - أنهم يميلون الى عقد المقارنات ( زماننا ، وزمانهم ) بعضهم يُحدثك بهدؤ وتمام الرضاء مع تَفَهُم أسباب الإختلاف ، وآخر يفقد السيطرة و يملاؤه الغيظ أثناء الحديث فيزبد ويلعن .
أجدني ميالآ للإستماع لحكايات كبار السن ، كأصحاب الحِرَف والمهن المختلفة ، ومعاشيي الخدمة المدنية والعسكرية ، وما أروع حكايات السكك الحديدية ، وعمالها ( الدريسه ) ،أو أهم ما يميز الخدمة العسكرية زمان ، وأيضآ حكايات الذين عاصروا بقايا النظام الإداري للمستعمر وكيف أن الإنضباط هو أهم ما يميز الخدمة المدنية في ذلك الوقت ... والدراسة في عهد الإنجليز وداخليات سكن الطلاب ، والمناشط بها ، والمكتبات الثقافية وغيرها ! .
بعض الأحيان يحتاج كبار السن الى محفز ، أو مُثير للحديث عن أمور مثل هذه ، وتعلمون ما أعظم المحفزات والمثيرات (الموجعات ) هذه الأيام ، وعلى المستوى الشخصي أميل في الإستماع لكبار السن الذين كانت حياتهم سفر وترحال وتنقلات في ربوع السودان ، وحول العالم ، وأتعامل معهم بحسب الموقف والذي قد يتطلب مدخل مناسب على شاكلة " الناس زمان نفوسها طيبه " فيطفق يُحدثك عن المجتمع الجميل في سابق السنين ، وكيف أن الناس كلها أهل والبيوت بينها نفاجات ، أو اذا جمعتك الظروف في مصلحة حكومية مع أحد المسنين لإنجاز معاملة ما ويكون هو نفسه معاشي خدمة مدنيه ؛ فتجده يتحسر على ما آلت إليه الأمور والخلل الذي يضرب دولاب العمل .
أحد المسنين وهو معلم بالمعاش صادفته قبل يومين يتحدث متحسرآ وغاضبآ كعادة بعض كبار السن يعقد المقارنات زمان كان ، وزمان كنا ويمتعض مع إيماءات عدم الرضاء ، فقاطعته بقولي : يا حاج انتو عشتو زمن حلو ... ويبدو أن كلامي هذا قد أراحه قليلآ فإبتسم وزاد بتفاصيل كثيرة عن زمان الحياة الرخية والإنسانية والعُشرة الطيبة وعن أشياء كثيرة كان لها معنىً ، وختم بعد كم سنه الأجيال الجاية ما بتلقى شئ ، حتى اللحمة دي أظن حيكو بيها حكي !! ... فتأملت في إرتفاع أسعار اللحوم في بلد الثروة الحيوانية ، وبالمناسبة هذه الأيام يعاني الرعاة وأصحاب السعية معاناة شديدة في سبيل توفير مياه للمواشي ، وأحد الأصدقاء حدثني عن أنه يشتري تنكر المياه سعة 17 برميل بحوالي 2000 جنيه من مصدر مياه ليس ببعيد ، وهذا ما يدفعه الى بيع بعض ماشيته ليوفر المياه .
وأعود لموضوعنا وأركز على ضرورة الإستماع لكبار السن وحكاياتهم وتجاربهم ففيها ما نستفيد منه ، وفوائد أخرى عديدة غير مرئية تتعلق بالصحة النفسية لكبارنا ، و تتحقق من خلال الإستماع إليهم ، وعدم إهمالهم فالكثير منا قد ينشغل بالهاتف ساعات طوال دون أن تصدر عنه كلمة بينما بالبيت أو عند أول الشارع بالحي كبير سن يشكو بثه وحزنه لله ، ويتأمل في عالم اليوم ! ... فبصراحة هم أغراب في عالمنا هذا وأرجو ان نعينهم على إستيعاب ما يجري حولهم بمنحهم قليل من وقتنا الثمين ( المهدر ) ! .