(نداء المهدي) وخداع السودانيين؟!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف

(نداء المهدي) وخداع السودانيين؟!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف


05-25-2018, 08:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1527275102&rn=1


Post: #1
Title: (نداء المهدي) وخداع السودانيين؟!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 05-25-2018, 08:05 PM
Parent: #0

08:05 PM May, 25 2018

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر



نداء الصادق المهدي أو تحالف "ناس باريس وأديس ابابا"، لا يتوقف عن التضليل وبيع الوهم للسودانيين باجتماعات عبثية يعقدها من وقت لآخر دون أن يتمخض عنها سوى بيانات استنكارية وتنديدية لدغدغة مشاعر السودانيين الذين يعانون الأفعال والممارسات الهمجية البربرية لنظام البشير تجاههم.
قبل شهرين من هذا التأريخ، عقد خداع السودان -عفواً، تحالف ما يسمى بنداء السودان اجتماعا في العاصمة الفرنسية "باريس" استنر لعدة أيام، ضم كل من مني أركو مناوي وإبراهيم جبريل وآخرين، أسفر عنه تنصيب الديناصور السوداني رئيس حزب الأمة الصادق المهدي رئيسا لهم. وها هم الآن مرة أخرى تنادوا لاجتماع آخر في ذات المكان.
وحسب مني أركو مناوي، فإن بداية الاجتماعات ستخصص للقضايا الإجرائية المتعلقة بإجازة الأجندة والنظام الأساسي وقوانين أخرى لتنظيم اللوائح وعمل مؤسسات التحالف.
وبشأن القضايا الرئيسية قال مناوي وهو رئيس حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور إن الاجتماعات التي تبدأ يوم الأربعاء ستنظر في كيفية عمل برنامج برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي للتحالف، يشمل كل القضايا بما فيها الإنهيار الاقتصادي واخراج البلد من المأزق الذي فيه ـ بحسب قوله.
وتابع قائلا "هذا يكون بطرق مختلفة منها طريق إسقاط النظام بأي عمل يناسب (نداء السودان)".
وأشار إلى أن التحالف سيبحث وضع خطة للسلام الشامل والكامل في السودان "وهو ما يحتاج لعمل كبير جدا".
عزيزي القارئ..
إذا كان الهبل مرض أقرب للجنون والهوس ويرفع عن صاحبه العقاب لهبله.. وإذا كان الإستهبال، هو دهاء وتمثيل وخداع، والمستهبل عادةً ما يدعى الجنون ليفلت من العقاب. فإن شعوبنا السودانية المسكينة التي تقف طوابير طويلة في هذا الشهر الرمضاني الكريم للحصول على مياه نظيف أو حتى وسخان للشرب، وغاز للطهي والطباخة، ووقود للمواصلات. تجلس الآن محيرة بين المهبول والمستهبل، متطلعة إلى رحمة السماء للتدخل وانقاذها.
وإذا كان هناك مساحة واسعة بين الهبل والاستهبال، فإن الصفتين قد اجتمعا في قادة تحالف نداء السودن على اختلاف تنظيماتهم وحركاتهم وأحزابهم. فالسودانيون لا يفهمون ماذا يريد هؤلاء بالضبط بإجتماعاتهم الباريسية العبثية.. هل يريدون اسقاط النظام نهائيا، أم يريدون حواره ومفاوضته، أم ماذا يريدون وقد اسقطوا خيار السلاح من برنامجهم السياسي؟..
إن قادة نداء السودان المجتمعين حاليا في العاصمة الفرنسية باريس للأسف الشديد، مجرد ظاهرة بياناتية، كونهم لا يجيدون سوى إصدار بيانات الإدانة والإستنكار كلما اقدم نظام القتل والإرهاب على ارتكاب جريمة ما من جرائمه التي لا تتوقف منذ ثلاثين عاما ضد مواطنيه.
اجتماعات نداء السودان -سواء في باريس أو في أديس ابابا أو غيرهما، مُجرد ضجيج وضوضاء وزعيق. جعجعة سياسية بلا طحين. إذ ان مثل هذه الإجتماعات تشبه حملة سياسية يائسة، يتبناها قادة هذا التحالف البائس من أجل تحقيق ما يسمى بالهبوط الناعم، وليس انجاز تطلعات السودانيين الذين ينادون بإسقاط النظام لا اعطاه شرعية لا يستحقها.
حركات وتنظيمات وأحزاب نداء المهدي، لا تتجاوز شعبيتها وعدد أعضائها نفر من الناس. تعرف جيدا، وبما لا يرقى له الشك، حجمها الحقيقي، لذا نجدها تُصرُ على عقد مثل هذه الإجتماعات الوهمية لتضليل الرأي العام السوداني كاستراتيجية لإثبات وجودها السياسي، تحت عنوان تغيير النظام بالطرق السلمية والمدنية لا باستخدام السلاح، رافضة السير على خطى الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، وبعض الحركات الدارفورية المسلحة، التي تعوّل على السلاح لإسقاط النظام نهائيا وتسليم رموزه للعدالة.
نعم، ليس لهذا التحالف المتناقض في تكوينه أي قاعدة شعبية وجماهيرية في الشارع. وليس له مقاتلين في الميدان، لأنه ببساطة اسقط خيار السلاح من برنامجه السياسي. ولأنه يعرف حجمه جيدا أنه لن يحقق أي نتائج تُذكر في الحالتين، لذا فضل الاعتماد على كل هذا الضجيج، وعلى هذه الجعجعة، والإستراتيجية السياسية الرامية للتضليل والتشويش تارة، وتارة أخرى بمداعبة مشاعر الناس بالعويل والصراخ حتى يشعرهم بوجود. لكن فاقد الشيء لا يعطيه، كما يقول المثل.
إننا ندعو تحالف الصادق المهدي بالتوقف عن ممارسة الخداع السياسي وبيع الوهم للسودانيين بإجتماعت لا تأثير ولا معنى له عند نظام خلق وضعا من الصعب على المواطن العادي متابعة كل ما يحدث على الساحة الداخلية والخارجية، لأن همه الأساسي هو تأمين حاجياته اليومية.
مطلب أغلبية السودانيين، هو احداث تغيير سياسي حقيقي شامل في السودان، وهذا لا يتأتى إلا عبر اسقاط النظام بالكفاح الثوري المسلح. أما دعوات البعض إلى تصعيد الحراك الشعبي حتى تنتظم جماهير الشعب وتصنع انتفاضتها المجيدة وتسقط نظام الجوع والفساد والظلم، فهي دعوات هي الأخرى لا تخلو من الخداع والوهم، ذلك ان النظام قد أتقن فن الترهيب والتخويف والخوف هو الشعور المشترك بين السودانيين، ويتلخص هذا الخوف من السجن والتعذيب والقتل والإرهاب.