تذكير ..!! بقلم الطاهر ساتي

02:11 PM May, 18 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: تقبل الله صياكم وقيامكم، و أكرمنا وإياكم بالخير والبركة ..ونذكًر من يهمهم الأمر بأن هناك قرار صادر عن مجلس الوزراء بمنع تنظيم موائد رمضان في مؤسسات الدولة، وكان يجب أن يكون سارياً..ولكن للأسف، تم الإلتفاف على القرار بواسطة اتحادات ونقابات العمال..فهي موائد مستفزة لمشاعر العامة، و منزوعة البركة بحيث لايدعون إليها الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، رغم أنها أعدت من أموال لهم فيها حق معلوم .. يجب تفعيل القرار في رمضان هذا العام، والتشديد بحيث يشمل النقابات التي تعد الموائد من ( خزينة المؤسسة)..وإن كانت لمؤسسات الدولة رغبة في فعل الخير، فعليها تحويل تكاليف موائدها إلي معسكرات النازحين و داخليات الطلاب..!!

:: ثم القطاع الخاص الذي لايسري عليه (قرار المنع)، ليت شركاته تدع موائد البذخ، وتغادر (محطة البوبار) إلي حيث تنزيل قيم الشهر الفضيل في واقع الناس ومجتمعاتهم عبر المساجد و الأندية ودور الشباب و اللجان الشعبية و داخليات الطلاب .. فالتراحم من القيم التي يجب أن تبقى حياتنا رغم ضنك الحياة والمعاناة العامة .. فالمدن الجامعية التي لم يغادرها طلاب الولايات أولى بموائد القطاع الخاص.. ودور اليتامى التي أطفالها في تزايد أولى بمكرمات تلك الشركات..وموائد يفطر عليها عابرو السبيل في الشوارع والميادين وساحات المدن والريف خير من موائد بطاقات دعوتها فقط تعادل ميزانية (إفطار أسرة)..!!

:: ومائدة الإفطار العامرة بأهل الحي في الشارع العام، أمام بيت كبير الحي أو في بهو المسجد و صحن المسيد، ثقافة سودانية يجب ألا تندثر وتتلاشى.. مهما كانت ظروف الناس وأحوالهم التي لم تعد خافية، يجب أن نعض على قيم التآخي بالنواجذ ..ونراها إندثرت في بعض الأحياء المسماة مجازاً بالراقية، وما هي براقية ..فالرقي هو أن يتكافل أفراد المجتمع فيما بينهم وتتراحم وتتآلف قلوبهم بالمودة والرحمة ..وتلك هى قيمة وقيم موائد الإفطار في بلادنا..ونأمل أن نحافظ على قيمتها ونعض عليها رغم أنف رغم ضنك العيش .. فالأفضل أن يأتي كل فرد في الحي بما أنعم الله عليه من طعام وشراب ويجلس على جانبي السجادة أو البرش مع الجيران ..وتلك نعمة لو تذوق طعهما سكان القصر العالي - كما يصفهم حبيبنا ود بادي- لحاربوا فيها عامة الناس ..!!

:: موائد الرحمن حقاً هي العامرة بمن تحبهم في الله ثم الإنسانية.. لاتميز فقيرهم عن ثريهم، ولا تعرف أيهما أيسر حالا عن الآخر حين يتوسطهم (الملح والملاح)، ويسأل بعضهم بعضا عن الحال، وحين يتفقدون الغائب منهم، ويسألون الله الشفاء لمريضهم، وهنا تصبح للحياة طعماً شهياً مهما كانت قاسية .. أوهكذا مائدة الرحمن العامرة بحب الناس في أرياف البلد و أحياء المدائن المشبعة بقيم الأرياف ..وهنا مكمن الرقي .. ليت تلك الأحياء المتجردة من فضيلة التراحم و التآخي ترتقي في هذا الشهر الفضيل الى مراقي ( الرقي الشعبي)، وتملأ الشوارع بالتراحم .. فالرقي معان تشكلها قيم السماء و مكارم أخلاق أهل الأرض، وليس برقي غابات الأسمنت ذات الأبواب الموصدة عند ( آذان الإفطار).. وتصوم وتفطر على خير ..!!



fb

شكرا ساتي على هذا المقال البسيط والجميل
عن وطن كان جميلاً قبل أن يصيبه قبح الحكام وممارسات كبار النافذين
وطن كان جميلاً قبل أن يغزوه الجراد وتضربه العادات المستوردة والدخيلة
ونهب المال العام والصرف البذخي للكبار من الأفراد والشركات الأهلية والحكومية واستعراض الخمج المقرف
على حساب قيم التوادد والتراحم والإحساس بدفء العلائق الانسانية
والجود واقتسام ما تيسر من الموجود.

بلد تتزايد فيها أعوام الجوع والفاقة والرمادة في نفس الوقت الذي يتكاثر فيها أحفاد ماري انطوانيت.