فضل الظهر بقلم عوض فلسطيني

فضل الظهر بقلم عوض فلسطيني


05-10-2018, 07:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525976027&rn=1


Post: #1
Title: فضل الظهر بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 05-10-2018, 07:13 PM
Parent: #0

07:13 PM May, 10 2018

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك

[email protected]


ازمة المواصلات التي تعيشها العاصمة هذا الايام ، احيت فضيلة عظيمة ظلت لفترة طويلة في طي النسيان، فضيلة فضل الظهر التي اتى بها بعض السودانيين المتشبعين بالشهامة والمروءة ، وهؤلا من عامة الشعب و الغُبش، وليس من الذين ينتسبون (للقطط السمان) المذكورين في خطاب الرئيس!؟
مساعد رئيس الجمهورية دكتور فيصل حسن ابراهيم اصدر توجيهاً لعضوية المؤتمر الوطني في لقاء خاص متحدثاً عن ضرورة مشاركتهم في فك اختناق الازمة التي تسبب فيها شح الوقود، وعلى إثرها تراصت صفوف المواطنين على طرقات السيرومحطات ومواقف السيارات كما تراصت المركبات حول طلمبات الوقود، فلو ان مئات المؤسسات والواجهات المحسوبة على المؤتمر الوطني جعلت توجيه مساعد الرئيس قيد النفاذ لاختلف الامر؟؟
توجيه الرجل الثاني في الحزب هو بمثابة امر يستوجب الطاعة، لانه لم يأمر بمعصية حتى يقول منتسبو حزبه لا سمع ولا طاعة، ولكن لان بنية الحزب فارقت الاصول التي بُنى عليها، اصبح منتسبوه لا يعرفون معنى ان تُحيي قيماً مثل هذه الفضيلة، لان عضوية الحزب الحاكم تربت على الحِساب وليس الاحتساب،،
وعلى الصفوية دون الشعبوية، وعلى التميز لا المساواة، كل ذلك خلق من الحزب عضوية طبعها الميل اكثر الى (الماشوسية) يتلذذون بعذاب الاخرين يرفعون زجاج سياراتهم المظلل ،يكتفون بالحديث بالهاتف على قارعة الطريق علي إنفراد،لا ينظرون لعرق الاطفال واليتامى والعجزة والنساء في هجير الحرور؟؟
لو ان الوطني انزل توجيهات قيادته ارض الواقع ما إحتاج مواطن واحد لمدافرة اومعافرة الحافلات،ولما تجرأ الجشعون ان يستغلوا ملايين المواطنين ويدفعونهم رغم انفهم تعريفة المواصلات والتي تصل احياناً الي زيادة فوق الثلاثمائة في المية،ولكن رمي توجيهات القيادة في (سلة المهملات) و(الضرب بها عرض الحائط) جعل الازمة تتفاقم والجشع ينتشر واكوام البشر تتراص على طول الطريق.
خلال الاسبوع الماضي كنت اراقب حركة المارة عن بعد وحاولت اكثر من مرة ان اكون جزءاً من المستفيدين من فضل ظهر بعص الانقياء الاتقياء ، وفي المقابل ارصد تعابير الرجال والنساء والاطفال الذين اصطفوا طويلاً من اجل الحصول على مقعد ولو شماعة على بص الوالي،للامانة والتاريخ كل الذين اوقفوا مركباتهم ودعوا المواطنين الى الركوب معهم ،هم من عامة الغبش ، لا ينتمون الى الذين امرتهم قيادتهم ودعتهم لخدمة الشعب ولو في العمر مرة، بينما العربات أياها تأتي مفحطة امام الواقفين، وتعفرهم بشئ من الغبار ودخان العادم، ولسان حالهم يقول ستقفون طويلاً،أشواق كل مواطن اليوم بعد الدوام ان يتحصل على شماعة في بص يقله حتى يستريح جسده المنهك ولو برهة ريثما تتجدد المعاناة في اليوم الجديد، بينما اشواك التمتع بعذاب الاخرين الافتراء على المواطن البسيط والانانية وحب الذات تجعلان الازمة تتراكم وسينتظر المواطن المغلوب على امره كثيراً.