سماحة جمل الطين بقلم كنان محمد الحسين

سماحة جمل الطين بقلم كنان محمد الحسين


05-10-2018, 03:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525962568&rn=0


Post: #1
Title: سماحة جمل الطين بقلم كنان محمد الحسين
Author: كنان محمد الحسين
Date: 05-10-2018, 03:29 PM

03:29 PM May, 10 2018

سودانيز اون لاين
كنان محمد الحسين-sudan
مكتبتى
رابط مختصر


في هذا الزمن الاغبر في كل يوم نرى العجائب ، ففي كل يوم نشاهد تصرفات وسلوكيات غريبة بحيث اصبحت عجائب الدنيا التي حددها الاول في سبع اليوم في كل ساعة نري اكثر من سبعة ، حيث اصبحت خلقة الله تستأجر ، ففي في حفلات الاعراس صرنا نستأجر ناس حلوين حتى يشرفونا امام اهل العريس أو اهل العروس والضيوف. هذه مهنة جديدة وفرت العيش الكريم للكثير من الايدي العاملة السودانية ، والله مهنة سهلة ومافيها شقى او والعمل تحت حرارة الصيف او برودة الشتاء ، وهي عبارة عن اناقة ولبس وعشاء وبعض المجاملة.

وقد وفرت شركات التجميل الكثير من البدائل لتغيير خلقة الله ، حيث يمكنكم الذهاب لصالونات التجميل ويتم تغيير الكثير من اعضاء جسم الانساء والتغلب على العيوب الخلقية. حتى هناك نكتة احدهم اوصى ابنه أن يختار عروسه من بيوت العزاء بدلا من حفلات الزواج ، على الرغم من ان بيوت العزاء هي ايضا صارت مكانا لعرض الازياء . واصبحت لا نعرف هل الالوان طبيعية ولا مساحيق أو كثير من اعضاء الجسم قد تم التدخل في تشكيلها .

وفي احد فيديوهات الواتساب شاهدت مجموعة من الفتيات يفرحن في حفلة عائلية خاصة بزواج احداهن ، لا ادري من هن ، لكن اكثر شيء لفت نظري هو كمية الذهب الذي يلبسنه على راقبهن ، ان لم يخني التقدير بقدر بالكيلو جرام وليس بالجرام ، كمية ذهب مبالغة ، لو كانت في غير السودان لقامت العصابات المسلحة باقتحام هذه القاعة والاستيلاء على هذه الثروة التي على جيد هؤلاء البنات . هذه الكمية تقدر بملايين الدولارات تغري اي عصابة للقيام بهذه المجازفة مهما توفرت من حماية امنية لهن.

مثل هذه الكمية يجب ان تكون في النظام المصرفي حتى وإن كانت ممتلكات شخصية . لأن وجودها داخل البيوت في حد ذاته أمر خطير على الأمن لأن البلاد صارت ملغومة ، وبها تواجد اجنبي كبير وخاصة الخرطوم ، ويتوقع خلال الفترة القادمة انفراط الامن بسبب الظروف الحالية ، وللاسف الشديد السودان بلد مكشوفة كل واحد يعرف الثاني وماذا يملك وكم لديه من المال. وأين يضعه ، كما ان النظام المصرفي عشوائيا ومتخلفا ولا أحد يثق به.

حتى هذه الفلل والبيوت الراقية ليس لها طعم ولا رائحة ، مهما كان المنزل جميلا الا أنه يقع وسط اكوام من النفايات والاوساخ التي تسد النفس ، لاتوجد آلية معينة للنظافة ولايتم نقل النفايات بصورة منتظمة ، كما لاتوجد شبكة مجاري حديثة تسهم في نظافة المساكن والاحياء والاسواق والخ... كما أن الكهرباء وكذلك المياه من الممكن ان تقطع في اي مكان سواء كان مستشفى او مصنع او معمل او جامعة أو ثلاجة حفظ الاطعمة واللحوم . وفي جميع بلاد الدنيا يعتبر رمي الفضلات والاوساخ في قارعة الطريق جريمة كبرى ويعاقب عليها القانون ، وقد شاهدت ذلك في العديد من دول ومن الممكن ان تسجن او تغرم غرامة مالية كبيرة ، وحكى لصديق أنه في احدي دول العالم الجديد ، اذا شاهدك طفل في السابعة و أنت تبصق على الطريق أو رميت أي شيء سيعطيك دراسا في الاخلاق ، ومن الممكن أن يبلغ السلطات.

وهناك الكثير من الناس اذا لم يجد ما يردعه بامكانه أن يرتكب عملا أيا كان نوعه ، لذلك على الدولة أن تسن القوانين الرادعة التي تجعلنا نحافظ على النظافة ، ولكن قبل ذلك يجب عليها ان تقوم بواجبها في القيام بتنظيف الشوارع والطرقات ونقل النفايات من الاماكن المحددة لها لأن تراكم الفضلات والاوساخ يعتبر المصدر الرئيسي للامراض والاوبئة . حيث ان هناك ميزانيات تصرف الاستعراض و(الفشخرة) الكذابة يمكن الاستفادة منها في الاهتمام بالنظافة والصحة العامة ، حتى لاتصبح سماحة جمل الطين !!

كنان محمد الحسين

[email protected]