خضر جبرين.. يقترب من السبعين! (1) بقلم محمد لطيف

خضر جبرين.. يقترب من السبعين! (1) بقلم محمد لطيف


05-09-2018, 02:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525872354&rn=0


Post: #1
Title: خضر جبرين.. يقترب من السبعين! (1) بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 05-09-2018, 02:25 PM

02:25 PM May, 09 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


شاعرنا الكبير الدكتور محمد بادي محمد الشهير ود بادي.. يقول مناجياً ربه.. في مرثيته الشهيرة للشاعر العملاق الراحل إسماعيل حسن..
بعد ما شلت إسماعين..
وراح..
ومعاه باقي كلام وباقي حنين..
نظل حامدين نظل شاكرين..
نظل واقفين على بابك..
إلى يوم الفصل والدين..
وداك اليوم يكون يومنا..
نقالد شيخنا إسماعين..
وليس ود بادي أول من أبدل اللام نوناً.. فعلها قبله إسماعيل حسن نفسه.. وفعلتها قبلهما وبعدهما.. قبائل السودان العاربة منها والمستعربة.. ولئن كانت ألسنة تلك القبائل قد جرت على ذلك.. فللشعراء حجة يتمترسون خلفها.. اسمها الضرورة الشعرية.. فهي حالة يجوز فيها لا تغيير الحرف فحسب.. بل تغيير كلمة بحالها.. ولئن سألتني بعد هذه المقدمة عن سبب إبدال اللام في نهاية اسم جبريل المرتبط باسم السيد خضر..؟ وخضر المعني هنا هو مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات.. أجبتك على الفور.. إنها الضرورة.. ولا تندهش.. فخضر جبريل تشبث بمقعده في إدارة وقاية النباتات متبعاً كل السبل.. سالكاً كل الدروب.. متخطياً السن القانونية.. وشبه القانونية والاستثناءات.. حتى شارف عمره على السبعين.. ذات مرة وجدت الرجل في مكان لا يمكن الوصول إليه إلا عبر موعد مسبق وترتيبات معقدة.. إلى هنا والأمر عادي.. ولكنني صعقت حين وجدت اثنين من المعنيين بمثل تلك الترتيبات يسأل كل منهما الآخر.. من الذي رتب دخول الرجل..؟
إذن.. فوجود سبعيني على رأس وظيفة في الخدمة المدنية.. بعد أن قلب كل القوانين والموازين.. فرض أن نغير حرفاً واحداً فقط.. فماذا يعني.. بالله عليكم.. تغيير حرف واحد في مواجهة رجل نجح في تغيير كل قوانين ولوائح الخدمة المدنية.. قال إصلاح الدولة قال..؟! ولو أن خضر جبريل هذا كان قد احترم قوانين الخدمة المدنية والتزم بها.. وتنحى في سنه الطبيعية مفسحاً المجال لغيره من أصحاب الخبرات والمؤهلات والشباب.. لأتى العنوان طبيعياً كذلك.. ولقلنا مثلاً.. خضر جبريل وفقه الرحيل..!
ولكن السيد خضر جبريل لا ييأس ولم.. وما تزال لديه القدرة لتحريك الكثير من قطع الشطرنج هنا وهناك للوصول لأهدافه.. ويبدو والله أعلم.. أن وزير الزراعة والغابات.. الذي لم ينتصح حين نصحناه.. ولم نلتقِه حتى يوم الناس هذا.. قد اكتشف لوحده أساليب خضر جبريل فقرر مواجهته.. ولكن جبريل كما أسلفنا لا ييأس ولا يستسلم.. قبل نحو أسبوعين.. وعلى فضائية النيل الأزرق سُئلت عن مطالبة نائب برلماني السيد وزير الزراعة بالمثول أمام البرلمان ليجيب على سؤال حول مصير مشروع الجزيرة.. أجبت من سألني دون تردد.. أعتقد أن وزير الزراعة الحالي لا صلة له بما حاق بمشروع الجزيرة.. وأن من يسأل عن مصير مشروع الجزيرة إن كان جاداً.. فقد كان حرياً به أن يسأل من أشرفوا على تفكيك وتصفية أضخم مشروع زراعي في أفريقيا.. ولكني بعد ذلك تذكرت حملة مماثلة واجهها الوزير العام الماضي من تلقاء البرلمان وكان موضوعها.. الخيش.. مع حديث كثيف عن كارثة تنتظر الموسم الزراعي.. بسبب الخيش.. وحديث عن تضليل الوزير للبنك الزراعي.. وهذه عصية على الفهم.. نفهم أن تضلل مؤسسة وزيراً.. فهو في النهاية فرد.. أما أن يضلل وزير مؤسسة بحالها.. وأي مؤسسة..؟ البنك الزراعي السوداني بكل تاريخه وخبراته المتراكمة وكوادره الخبيرة..؟!
فهذا ما لا يمكن استيعابه..!
وغداً نواصل قصص الشيخ السبعيني..!




alyoumaltali