العدة !! بقلم صلاح الدين عووضة

العدة !! بقلم صلاح الدين عووضة


05-09-2018, 02:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525872235&rn=0


Post: #1
Title: العدة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 05-09-2018, 02:23 PM

02:23 PM May, 09 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*ضجت الصحافة والأسافير بقصة الخطيب..

*صاحت وصرخت وفنجطت وكوركت ؛ قدحاً في نزاهة سكرتير الحزب الشيوعي..

*قالت إنه استلم أرضاً استثمارية بتسهيلات من الوالي..

*ولما نفى عبد الرحمن الخضر ذلك - الوالي آنذاك - صمتت الصحافة والأسافير..

*لم تحتف بالبراءة كما احتفت بالإدانة... شيء عجيب..

*وعجائب أخلاقنا السودانية تفاقمت في زماننا هذا... بتفاقم عجائبه الكثيرة..

*ومنها أننا صرنا نستمد سعادة من تعاسة الآخرين..

*نفرح إذا حزنوا... ونحزن إذا فرحوا ؛ ونضحك إذا بكوا... ونبكي إذا ضحكوا..

*وهي عجائب ذكَّرتنا بمقولة نُسبت إلى الراحل عبد الله الطيب..

*قال - حسبما سمعنا - أن أشد قبائل العرب حسداً هي التي هاجرت إلى السودان..

*ومهاتفة من زميل مصرفي قديم أوحت لي بفكرة كلمتي هذه..

*فقد كنت مصرفياً - إلى جانب ممارسة الصحافة كهواية - قبل انقلاب الإنقاذ..

*ثم طاردتني - كما طاردت آخرين - زنقة زنقة... وحارة حارة..

*وصرت مثل بطل مسلسل الهارب الشهير؛ كل يوم في بنك فتلحقني الإنقاذ..

*تلحقني عبر أذرع زملائنا الإسلاميين الذين استلموا نقاباتنا..

*حتى عندما تركت المصارف العامة ولجأت إلى الخاصة لحقتني أيضاً..

*لحقتني عبر ذراع (الدمج) الطويلة هذه المرة..

*فلما (ركزت) جاءوني من جبهة الخدمة الوطنية الإلزامية..

*فلما رفضت عمدوا إلى تخفيض درجتي الوظيفية... ومن ثم الإدارية..

*فلما استجرت بآخر بنك خارج دائرة الدمج لحقوني (برضو)..

*ولكن رئيسة النقابة كانت (كوزة ظريفة)... فلم ترهقني من أمري عسرا..

*فتجاوزتها الضربة القاضية الأخيرة وأتت من وراء ظهرها..

*وطعنتني في ظهري أنا... اتهاماً في ذمتي المالية..

*وهو الاتهام الذي ما زال يعجب بعض الزملاء إلى يومنا هذا... ولا عجب..

*لا عجب في ذلك بما أن (العرق دسَّاس)..

*رغم إنني كتبت عن هذه البراءة كثيراً... ونسبتها إلى قاضي الجهاز المصرفي..

*وذكرته بالاسم وهو مولانا عليش... إلا أن يكون قاضياً خيالياً..

*ثم بعد أن تفرغت بعد ذلك للصحافة تخلصت نهائياً من أذرع المطاردات المصرفية..

*ولكني أصبحت أسير مطاردة من نوع آخر... ولا راحة مع الإنقاذ..

*مطاردة تستهدف (عدة شغل) أخرى هي القلم... وما يجنيه..

*وفوجئت بأن هذا الزميل (اليساري) القديم خاض تجربتي ذاتها... بهروبها المتكرر..

*طاردوا (عدة شغله) المحاسبية حارة حارة... وزنقة زنقة..

*كلما يلتحق بمؤسسة... أو شركة... أو هيئة يُقال له (ح تهرب مننا وين؟)..

*وفي النهاية هرب إلى عمل خاص... وأضحى تاجر (عدة)..

*وما يُحيره إلى الآن فرحة الناس - وشماتتهم - بهذا التحول في حياته العملية..

*وما يُسعده أنه لم يعد (يخاف على العدة !!!).

assayha