الامام الصادق والقراءة الجديدة للماركسية بقلم د.أمل الكردفاني

الامام الصادق والقراءة الجديدة للماركسية بقلم د.أمل الكردفاني


05-07-2018, 03:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525704613&rn=0


Post: #1
Title: الامام الصادق والقراءة الجديدة للماركسية بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-07-2018, 03:50 PM

03:50 PM May, 07 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






ربما تضمن مقال السيد الامام عن الماركسية بعض المغالطات ، ربما ليست مغالطات بقدر ما هي تنبيهات تحتاج لاعادة نظر. فمنطلق المقال عن رأسمالية النظام الاقتصادي الألماني (دون مسحة اشتراكية) منطلق خاطئ فألمانيا لم تتخل عما يسمى ب (اقتصاد السوق الاجتماعي) والذي اسس له بيسمارك قديما وظل حتى اليوم محل توقير. كما ان المانيا -في ظل هذا النظام- توازن بين قانون السوق وبين دور الدولة الاجتماعي ، لذلك تعتبر المانيا من افضل الدول في تقديم الدعم الاجتماعي في اوروبا. المقال عموما كان فيه شيء من العجلة ، اربكتني وانا ابحث داخله عن اتساق وتسلسل يفضي بتداعيه الى نتيجة يمكن اعتبارها اضافة كون العنوان يوحي بذلك (الماركسية قراءة جديد) ، في الواقع لم اتحسس اي قراءة جديدة للماركسية داخل هذا المقال. بل ربما كان شديد الاستسهال لطرح بعض الاطروحات شديدة الكلاسيكية وربما حتى الممجوجة ، تبدو كرسائل الواتساب الصباحية الساذجة ، ومثال ذلك حديثه عن الثلاثة عشر مقياسا من الالتزام الاخلاقي ليجيب (عالمان) عن سؤال: ما مدى اسلام الدول الاسلامية. واجاب العالمان بأن المسلمين مسلمون في أداء الشعائر. هذا موضوع تم طرحه منذ وقت طويل ، بتبسيط مخل لمعنى الاسلام ، كما أنه يربط الدين بقضايا جدلية كالاخلاق ، والعدالة الاجتماعية . ثم انتقل المقال - في مزيد من التخلي عن عنوانه الرئيس الذي رسم لنا غايته - الى مسألة ان كان المسيح مسلما ام لا ، وأعتقد ان هذا التساؤل واجابته شديدة التسطح ، قد طرح من قبل ، طرح في خطابات خطباء المساجد ، والذين ينظرون -بناء على النصوص التأسيسية- الى هيمنة الاسلام المنطلقة في سيرورة الزمن حتى قبل الرسالة المحمدية ، وهذا رأي فيه ما فيه من توهم وحقيقة.
آخر المقال ؛ يلجأ الامام الى نظرية النسبية ، وهي التي تجعل من كل شيء لا شيء ومن اللا شيء كل شيء ، كنفي كون الاسلام اداة في يد الرجعية ، والرأسمالية مهمة للانتاج ولكن عيبها في سوء التوزيع ، مطالبا بالخروج من الايدولوجيا النافية للآخر.
لم اخرج في الواقع بأي قراءة جديدة لا للماركسية ولا للإسلام ولا للرأسمالية.
نعم يجوز لنا نحن كشخصيات اسفيرية عامة ان نستسهل ما يحلو لما من استسهال حين تناول الشأن العام ، ولكن ما يجوز للعامة لا يجوز للخاصة. لا سيما الامام المفكر السيد الصادق المهدي.