التفكير بصوت عال ..!! بقلم الطاهر ساتي

التفكير بصوت عال ..!! بقلم الطاهر ساتي


05-07-2018, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525698412&rn=0


Post: #1
Title: التفكير بصوت عال ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 05-07-2018, 02:06 PM

02:06 PM May, 07 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



:: بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع طلب نواب كتلة التغيير بالبرلمان بسحب قواتنا المسلحة من اليمن، فان بيان الكتلة (محترم)، بحيث لم يبتز دول التحالف ولم يرفع شعار ( المال مقابل القتال)، أو كما يفعل البعض (بلا حياء)..وكذلك موقف نواب كتلة التغيير بالبرلمان ليس بجديد، بل هو ذات الموقف الرافض لمشاركة قواتنا المسلحة يوم إعلان الحكومة عن المشاركة.. واليوم ليس هناك ما يمنع كتلة التغيير بالبرلمان بأن يُطالب الحكومة بسحب قواتنا المسلحة من اليمن، إذ موقف الكتلة مبدئي للغاية ..!!

:: ولكن ( لا شكر أو مال على واجب، لسنا مرتزقة)، من الأقوال الشهيرة في بلادنا.. في العام 1961، عندما حشد الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم قواته وهدد باجتياح الكويت، ارسلت جامعة الدول العربية قوة عربية ضمت كتيبة من قواتنا المسلحة للمشاركة في (صد العدوان)..وبعد إنتهاء مهام فرسان السودان، اصطفوا في مطار الكويت ليستقلوا طائرتهم ويعودوا إلى ديارهم ..وهم بالصف، تقدم احد أمراء أسرة الصباح وسلم كل جندي ظرفا محشوا بالمال و الهدايا .. وإنتظر قائد القوات - اللواء أ.ح صديق الزيبق - حتى انتهى سمو الأمير من توزيع (الظروف)..!!

:: ثم صاح في القوات بصوت جهير: ( طابور صفا.. انتباه)، فأنتبهوا وإنتظموا وإصطفوا كالبيان المرصوص.. ثم كان الأمر الآخر : (أرضا ظرف)، اي ضعوا الظروف على الأرض.. نفذ الجنود الأمر، ووضعوا الظروف على الأرض.. ثم صاح فيهم : (معتدل مارش)، فتحركوا صوب الطائرة تاركين خلفهم ظروف المال والهدايا على الأرض.. وعندما أصيب الجمع بالذهول من هول هذا الأمر القيادي الرافض لجنوده المال والهدايا، ودعهم اللواء صديق بذاك القول الشهير : ( لا شكر أو مال على واجب، لسنا مرتزقة)..!!

:: ومن المحزن أن ينسى البعض - أو يتناسى- هذا الموقف ثم يختزل تضحيات قواتنا باليمن في (براميل وقود)، و يطالب الحكومة بسحب القوات ما لم ترسل السعودية قيمة الوقود.. مثل هذا التفكير - والبوح به الألسن والأقلام في وسائل الإعلام - إستجداء بأرواح الفرسان واسترزاق بدماء أبناء بلادنا.. وفيهم من سخر من مشاركة قواتنا في عاصفة الحزم ، وكتب بالنص (يُساقون إلى مقابرهم)، ثم تراجع اليوم - عن خطل تقديرهم - بحيث صار للقوات قيمة عسكرية وعلى السعودية دفع ثمن تلك القيمة (نفطاً وقمحاً)، أو كما تحدثهم أنفسهم المصابة بالذل والهوان ..!!

:: و(عاصفة الحزم)، ليست محض معارك عسكرية تشارك فيها قواتنا مع قوات التحالف العربي، بل هي بمثابة تحول في مسار سياسة السودان الخارجية، وخروج من براثن الأجندة الإيرانية وملحقاتها إلى رحاب الإرادة المستقلة لحد إتخاذ قرار قتال أحد أذرع إيران بالمنطقة ( الحوثيين).. ولكن من المؤسف بأن دولاً بهذا التحالف هي التي تُرغم الحكومة على التفكير بصوت عالي في تقييم قرارات كثيرة ومنها قرار المشاركة في عاصفة الحزم .. نعم ليست الأزمة الاقتصادية ومواقف تلك الدول منها، ولا أرتال الشهداء والجرحى و غضب الشارع السوداني، ولكن سياسات دول بالتحالف هي التي تقرر - للسودان - البقاء حليفاً عسكرياً وسياسياً أو المغادرة .. !!

:: وعلى سبيل المثال، حياد السودان في أزمة الخليج - التي أطرافها قطر ودول التحالف - من المواقف النادرة التي تُعبر عن الشارع السوداني .. ولم يكن للسودان خياراً آخر غير هذا الحياد الإيجابي..فالسودان لم يكن طرفاً في الأزمة، ولا في حوارات ما قبل الأزمة، ثم لقطر (يد سلفت ودين مستحق)، فلماذا يقطع علاقاته مع قطر بلا أسباب ؟.. علماً بأن قطر لم تتعامل مع السودان بنهج (من ليس معنا ضدنا)، أو كما تبتز بعض دول التحالف السودان وتهدد ..وعليه، اتفقنا أو اختلفنا مع الحكومة، فان موقفها من الأزمة (عقلاني).. وعلى دول التحالف إحترام هذا الموقف..!!

:: وكما أنها لن تخسر شعب وحكومة قطر بلا أسباب، فان السودان لن يخسر شعب وحكومة تركياً أيضاً بلا أسباب.. وليس هناك ما يمنع السودان عن فتح أبواب الإستثمار لكل دول العالم، بما فيها تركيا وقطر وروسيا وغيرها، أي كما فتحت لدول التحالف التي تتصدر قائمة الإستثمار الأجنبي في البلاد ..موانئ السودان ملك للسودان وشعبه، وليس لدول التحالف وشعوبها، وكذلك سواكن وكل الجزر والمناطق الأثرية.. والسودان دولة ذات سيادة على هذه الموانئ والجزر والمناطق، و له حق التصرف فيها وجذب المستثمرين إليها - من كل فج عميق - بلا وصاية .. وعلى دول التحالف إحترام هذا الحق..!!

:: ثم نذكًر الحكومة ببعض أسطر يوم إشتعال أزمة الخليج، وكانت بالنص : الحريات والعدالة والسلام والتنمية هي عوامل القوة التي تمكن الحكومات من اتخاذ القرارات الصائبة والشجاعة في غابات التحالفات الدولية والاقليمية التي لم تعد تعترف بالحياد .. وخير للحكومة أن يدافع عن سياساتها الخارجية وتحالفاتها شعبها شريكاً معها في (مع وضد)، وليس - كما الرهائن - حبيساً في جدران اقتصاد مأزوم وسياسة مهترئة.. ومن الأفضل أن تقرأ الحكومة الوضع الداخلي بحكمة وشجاعة ثم تسارع إلى تغيير يفرض السلام الشامل ويحترم الرأي الآخر وينقذ الاقتصاد من ذل (المنح والقروض)..!!

fb