ماذا لو وقعت الواقعة ؟!! بقلم عبدالباقي الظافر

03:46 PM May, 06 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

فجأة في منتصف الليل دق جرس الإنذار في أجواء جليدية ماطرة في تلك المدينة الأمريكية .. لم أعرف كيف اتصرف إزاء هذا الخطر المفاجيء وأنا القادم من بلد لا تستخدم أجراس الإنذار.. زميلي في العمل كان من غرب إفريقيا طمأنني ويبدو أنه قد مر بهذا الامتحان من قبل.. بكل هدوء وفي سرعة كان علينا إجلاء عدد من الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة.. بعد كل ذلك الجهد عرفنا أن الأمر لم يكن حريقًا مفاجئًا ولكنه اختبار على قدرتنا في التعامل مع السيناريو السييء.. حينما فرغنا من مهمتنا ظهرت المشرفة من مكان ما لتقول لنا أحسنتم.

خلال ثلاثة الأشهر الماضية مرت بلدنا بثلاث أزمات متتالية.. دون سابق توقع تهاوت عملتنا الوطنية.. توقفت حركة البيع والشراء.. المفاجأة ألجمت لسان الحكومة.. حتى هذه اللحظة لم يخرج تقرير شفاف عن ماذا حدث.. وهل بالإمكان أن يتكرر ذلك.. حتى قياس الأثر السالب للمعالجات الحكومية لم يتم الإفصاح عنه في شكل أرقام مقنعة.

قبل أن تنتهي أزمة الدولار أطلت أزمة جديدة.. اختفت السيولة.. تضاربت الأقوال الحكومية.. الذين يحسنون الظن بالحكام ظنوا أن شح السيولة هو سياسة حكومية مبرمجة.. لكن بعض العالمين ببواطن الأمور أكدوا أن طابعة النقود تعطلت.. الحقيقة في هذه الرواية أن الحكومة عجزت عن توفير قطع غيار الماكينات .. هنا كان لزامًا على الحكومة التعامل مع فاتورة استيراد جديدة وفي ذات الوقت حرمان المواطنين من التعامل بحرية مع أموالهم.

الأزمة الأكثر إحراجًا كانت في الوقود.. منذ العام الماضي كنا نعلم أن مصفاة الوقود تحتاج لصيانة سنوية في حدود ثمانية عشر مليون دولار.. وأن دخول المصفاة الصيانة يقتضي توفير احتياطيٍّ من الوقود.. تأخرت صيانة المصفاة.. حدثت الأزمة.. واجهت الحلول الكثير من الصعوبات.. إفراغ سفينة تحمل مئتي وثمانين ألف برميل يحتاج لثلاث أيام.. لن أتحدث عن صعوبات التمويل التي يعلمها القاصي والداني..

في تقديري أن على الحكومة أن تجلس لجرد الدروس المستفادة من الأزمة.. حتى لا تتكرر ذات الأخطاء العظيمة.. خرجنا من هذه الأزمة بأننا لا نملك أي مواعين تخزينية نواجه بها أي أزمة محتملة في مجال النفط.. لهذا علينا الشروع في وضع إستراتيجية تضع في اعتبارها أن المصفاة قد تتعطل.. أو يصيبها وابل من مؤامرة.. أو أن نفط الجنوب قد لا ينساب في الأوعية السودانية.. السيناريو السييء يحدث بغتة ويحتاج لتدابير في التعامل.

بصراحة.. أخشى إن حدث السيناريو السييء أن تكثر الحكومة من الالتفات بسبب الحيرة.. نحن لا نملك خيالًا استراتيجيًا ولو محدودًا فتكثر المفاجآت من حولنا.





assayha

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3)

الشعب السوداني ينتظر الواقعة التي تخفض ناس الإنقاذ وتقطع شأفتهم وتريح البلاد والعباد منهم.

بعد كل ذلك الجهد عرفنا أن الأمر لم يكن حريقًا مفاجئًا ولكنه اختبار على قدرتنا في التعامل مع السيناريو السييء..
منافق!
لقد مررنا بذلك النوع من الاختبار في عدة مواقع في أمريكا.. و كان المسئولون يعلنون عن قيام الاختبار قبل تنفيذه.. و يحددون زمن
قيامه التجريبي.. و من ثم يقيسون المدة التي تم إجلاء كل المراد اجلاؤه من المنطقة.. و يعايرون المدة بالزمن القياسي الموضوع لديهم
بغرض تحديد الانحراف، سلباً أم إيجاباً!