وداعًا جبال اليمن..!! بقلم عبدالباقي الظافر

وداعًا جبال اليمن..!! بقلم عبدالباقي الظافر


05-03-2018, 01:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525351675&rn=1


Post: #1
Title: وداعًا جبال اليمن..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 05-03-2018, 01:47 PM
Parent: #0

01:47 PM May, 03 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يكن أحد في البرلمان يتوقع أن تحمل أجوبة وزير الدولة بالنفط كل هذا الصدق.. الوزير سعدالدين البشرى لم يجد غير أن يذرف الدموع تعبيرًا عن الواقع الصعب الذي تعيشه بلادنا.. رغم وعد رئيس الوزراء بانقشاع أزمة الوقود خلال يومين إلا أن ذلك لم يحدث.. بل يبدو أن أوان الفرج بعيد وفق دموع الوزير.. كان بالإمكان تجنب هذه الأزمة إن كان أصدقاء بلدنا أوفياء بذات القدر الذي يكنه أهل السودان من المودة والتقدير لدول التحالف العربي.. ليس هنالك أبلغ من أن تتقاسم الخنادق و لا أعمق من أن تتحد البنادق وترمي في اتجاه واحد.. ولكن في لحظة الضيق نجد أنفسنا بلا صديق يخفف الآلام ولا حليف يمدنا ولو بالدعاء الصالح.

حينما انتهت جلسة البرلمان أمس، كان وزير الدولة بالدفاع يخبر الصحفيين باتجاه حكومته لمراجعة التواجد السوداني العسكري في اليمن..كان ذلك تفاصيل الخبر الذي انفردت به الزميلة أخبار اليوم يوم الاثنين الماضي.. وفق التسريب الصحفي الذي حوى معلومات دقيقة أن المهانة وصلت حد عدم صرف رواتب الجنود السودانيين الذين يتواجدون في أرض المعارك في اليمن.. ومن المعروف أن القوة الضاربة من جنود المشاة الذين يواجهون المخاطر هم من السودانيين وبعض من القوات اليمنية.. لهذا السبب كانت الخسائر فادحة في صفوف قواتنا المسلحة .. رغم ذلك لم يرتفع صوت بالشكوى .

عاشت بلادنا منذ بداية العام الجاري ظروفًا صعبة وقاسية.. انهارت العملة الوطنية ولم نجد من أهل التحالف غير جرد حساب الماضي .. حينما توقفت مصفاة الوقود بالخرطوم وامتدت الصفوف لم نجد أحدًا بجانبنا.. في ذاك الوقت كانت السعودية تفتتح دور السينما وأندية الترفيه.. لم تكن بلادنا تحتاج إلا لمئة مليون دولار لتجاوز أزمة الوقود.. على بعد ثلاثمائة كيلو من ميناء السودان كانت المملكة تنتج عشرة ملايين برميل من النفط يوميًا.. لا أدري ماذا كان سيحدث إن لم نكن أشقاء نقاتل في حلف واحد.

طوال السنوات الماضية لم نجد من أشقائنا في التحالف غير التجاهل .. خلال عامين زار الرئيس البشير المملكة العربية السعودية أكثر من ست عشرة مرة.. أرفع مسؤول سعودي يطأ ترابنا الوطني لم يكن سوى وزير الخارجية السعودي والذي لم ينم ليلته بالخرطوم .. ذات الخرطوم التي يزورها الشيخ منصور بن زايد سرًا كان يفتخر بزيارتها الرئيس أردوغان ويحتفي بتكريمها الأمير تميم بن حمد.. في ذات الأشهر الصعبة كان ولي العهد السعودي يزور قاهرة المعز ويمد يد العون لحكومة السيسي التي اعتذرت عن القتال بجانب السعودية في جبال اليمن.

في تقديري من الضروري أن يسمع أصدقاء السودان في التحالف هذه الصراحة.. حينما اندفعت قواتنا لارض المعركة كانت تلبي واجب حماية الشرعية في اليمن .. وفي ذات الوقت أرادت ان تكون مع حكومة خادم الحرمين في خندق واحد.. لكن من الصعب أن نقاتل في الخارج فيما شعبنا يمر بهذه الشهور العجاف.. كنّا نتوقع مؤازرة الأشقاء ووقفتهم معنا في هذه الظروف الصعبة ..لكن يبدو أن تقديراتنا كانت رومانسية .

بصراحة.. حان وقت الانسحاب من جبال اليمن.. أرواح جنودنا أغلى من كل المواقف السياسية.. وحماية ترابنا الوطني مقدمة على كل شيء.. من حسن حظ السودان أن بيده بطاقات ضغط وأمام حكومته عدد من الخيارات .. ليس هنالك خيار أسوأ مما واجهناه في الأيام الماضية .



assayha