تاني جابْ سِيرة الحِوار .. !! - بقلم هيثم الفضل

تاني جابْ سِيرة الحِوار .. !! - بقلم هيثم الفضل


05-01-2018, 05:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525150004&rn=0


Post: #1
Title: تاني جابْ سِيرة الحِوار .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-01-2018, 05:46 AM

05:46 AM April, 30 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

فليعذرني القاريء الكريم إذا نكأتُ الجراح القديمة المُثخنة بالألم والتي تنزف جميعها في جسد الوطن المُسجى على وسادة الإحتضار ، ولأن أوجاع الوطن ما هي إلى إنعكاسات لمعاناة المواطن العادي من مُجرد التأهُّب لدخول الصراع مع بزوغ كل فجر جديد ، لا بد وإن حاولنا التغاضي لأجل أن يستمر الصمود أن نلتفت إلى مُرجِفاتٍ تأتينا من بعض الذين بات من المؤكَّد أنهم لا يشعرون بما أصاب الناس من مسغبة وشظف عيش وإهدار كرامة ، لذا أجدني مضطراً أن ألتفت إلى هؤلاء الذين ما زالوا يُراهنون على غباء هذا الشعب ، لا لشيء سوى أن يستمروا في التمرُغ والتنَّعُم بثروات الوطن ومقدَّراته بالباطل ، على حساب الأغلبية الصامدة من الغُبُش الذين فاقت حدود ذكاءهم وعلمهم (بهرطقات) النافذين وأصحاب السلطة ما يجعلهم لا يسمعون ولا يرون ولا يكترثون ، تناولت الأنباء يوم أمس الأول تصريحات للسيد / هاشم علي سالم ، الأمين العام لما يُسمى بالحوار الوطني (حوار الوثبة) و الذي تمخض في نهاية الأمر عن وثبةٍ عرجاء تسرع الخُطا نحو المزيد من الدمار لحالة الإقتصاد والوضع المعيشي وتقارُب وجهات النظر بين الفُرقاء ، الأمين العام للحوار الوطني هاجم في تصريحه الإعلام السوداني وإتهمه بالتواطؤ وعدم الأمانة في نقل فعاليات الحوار الوطني ومُخرجاته والتغلغل في دهاليز غُرف مناقشاته التي كانت من وجهة نظري ليست إلا واجهات فاضحة (لبيزنطية) المؤتمر الوطني في تطويل ومط المواضيع المحسومة والتي لا تحتمل الخلاف ولا المماطلة ، والنتيجة أن الحوار الوطني أسفر في نهاية الأمر عن تحالف المؤتمر الوطني كمغتصب للسلطة ومستفرد بلا منافس بثروات البلاد وإمكانياتها مع مجموعة الأحزاب الوهمية والنفعية التي لا تمثِّل إلى مصالح قادتها ولا تُعبِّر عن الشارع السوداني ولا تحوز على أيي وزن جماهيري يُذكر ، كيف يا أخي الأمين العام تطلب من المؤسسات الإعلامية أن تكون سنداً لحوار يُقصد منه التآلف بين الحكومة والمعارضة والأغلبية العظمى من أحزاب المعارضة الحقيقية والحائزة على أرضية جماهيرية تمثل في آخر إنتخابات ما يُعادل الـ 70% من الشارع السوداني ، هي في واقع الأمر خارج دائرة الحوار ولا تعترف به كمسار (آمن) قادر على تحقيق التداول العادل والسلمي للسلطة في بلدٍ تتناوشه الإختلافات العرقية والدينية والفكرية والثقافية والسياسية والإستراتيجية ، ورغم إيماني التام بأن الإعلام السوداني بما إقترفته أيدي التمكين السياسي في عهد شمولية النظام السياسي الحاكم الآن فيه من التشوهات والعيوب ما تشيب له الولدان ، إلا أن مساراته (إجبارياً) تقودهُ لتهميش كل فعالية ينقصها الصدق والإخلاص والنزاهة ، أما على المستوى الشخصي فإن السِجل الإعلامي وثَّق لسيادتكم بتاريخ 30/3/2017 إبان قضية تعثر توقيع تحالف قوى المستقبل على وثيقة الحوار الوطني صراخكم في وجه الصحفيين والإعلاميين بكلمة (NO) و أمركم لأحد منسوبيكم بإغلاق الباب في وجه الصحفيين والقنوات الفضائية ، كيف تلومون الإعلاميين وهم الذين يُفترض أن يُعبِّروا عن قضايا العامة وخصوصاً البُسطاء الذين لا صوت لهم في هذه (المعمعه) وأنتم ومن خلف منبر الحوار الوطني تدافعون عن رفع الدعم عن السلع بدعوى أن ذلك سيحوِّل المواطن من مستهلك إلى منتج ، وأن رفع الدعم جزء من توصيات الحوار الوطني ، ومبرراتكم أن خمس دول مجاورة تستفيد من السلع السودانية المدعومة ، إن صح ذلك ألم يكن الأجدى أن تحرسوا حدود السودان وتطوِّروا سُبل الرقابة لمنع تهريب السلع السودانية بدلاً من حرمان الشعب السوداني بأطفاله وعجزته ومرضاه ومن يُعانون ويلات عدم الإستقرار الأمني في دارفور وجبل مره والنيل الأزرق ، كيف يقف الإعلام السوداني خلفكم وأنتم تقلِّلون في تصريحاتكم المتتالية من الإنتقادات التي وجهها كبار الإقتصاديون لميزانية العام 2018 والتي بانت سوءاتها هدماً وتدميراً في إقتصاد السودان وإنسانه وبِنيتهِ وبيئته قبل أن يكتمل الربع الأول من هذا العام المشئوم .. عودوا إلى رشدكم يا هؤلاء وأصمتوا وتفرَّغوا لملهاتكم إن غداً لناظره قريب.