واحد (بدون) !! بقلم صلاح الدين عووضة

واحد (بدون) !! بقلم صلاح الدين عووضة


04-29-2018, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1525007487&rn=0


Post: #1
Title: واحد (بدون) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-29-2018, 02:11 PM

02:11 PM April, 29 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*السادة حكومة السودان الشقيق :

*ومفردة شقيق هنا على سبيل المجاز بما أننا لا ننتمي لأية دولة أخرى..

*فقد وجدنا أنفسنا هنا... ولا نعرف بلداً غير بلدكم هذا..

*فاحتوانا... واحتوى آباءنا... وسيحتوي أبناءنا وأحفادنا أيضاً إن مد الله في (عمره)..

*وأنتم - أيها السادة الكرام - لم تقصروا معنا أبداً..

*ولا قصَّر الذين سبقوكم مع السابقين منا طوال العهود كافة..

*من لدن مجاعة (سنة 6) زمان... وحتى مجاعة (جكسا في خط 6) الآن..

*فمجاعة اليوم أضحت (هي والقون)... ودفاعاتنا متهالكة..

*أهلكها الجوع... والمرض... والسوق... والفقر... والرسوم... والصفوف..

*وبما أننا صرنا منكم وفيكم فنرجو معاملتنا كقلة مستضعفة..

*فنحن مستضعفون في الأرض؛ بين فيالق الوافدين... وجيوش الحاكمين..

*فالوافدون هؤلاء باتوا (يتضايقون) من مزاحمتنا لهم..

*وأنتم الحاكمون تمدد أتباعكم الكثر في كل مناحي حياتنا حتى (ضيَّقوا) علينا..

*فأين نذهب أيها السادة ونحن لا هوية لنا ولا وطن؟!..

*وقد سمعنا قبل أيام أن (بدون) الكويت رفضوا الاستقرار معنا في أرضكم..

*وما ذاك إلا لأنهم سمعوا بأحوال (بدونكم) ولا شك..

*فعلى الأقل هم يجدون هناك من مقومات الحياة ما يكفل لهم العيش الكريم..

*ونحن عيشتنا ضنك... ورهق... وعذاب... و(شلهتة)..

*فأما إن كانوا وافقوا فما كان لدينا مانع من مقايضتنا بهم... ويدفعون لكم الفرق..

*فأنتم في أمس الحاجة للمال... ونحن في أمس الحاجة للراحة..

*فـ(بدونٌ) مرتاح خيرٌ من (بدون) تعبان ؛ وكله في النهاية بدون... بالنسبة لنا..

*وبما أن ذلك تعذر - للأسف - فلنا طلب عند سيادتكم..

*وأعذرونا إن بدونا فيه مفتقرين إلى الأدب... والكياسة... وأدب الضيافة..

*وهو أن تقللوا لنا من وجود منافسينا الأجانب..

*ومعذرة ؛ فنحن كلنا أجانب في دولة حضرتكم... ولكنا نتميز عنهم بميزة..

*وهي أننا أقدم وجوداً منهم على أرضكم... وأكثر انتماءً..

*ثم إن لهم دولاً يمكنهم أن يعودوا إليها بخلافنا نحن الذين لا نعرف سواكم..

*فبالله عليكم خففوا من إحساسنا بالغربة الذي تنامى مؤخراً..

*فما كان الأمر كذلك عند آبائنا - وأجدادنا - في كل الحقب السياسية الفائتة..

*ولا حتى عندنا نحن قبل أن (ترثوا) هذا البلد الغني..

*ولكنكم - وتقبلوا صراحتنا - بددتم كل الذي ورثتموه... وصيَّرتم السودان فقيرا..

*وصيَّرتمونا نحن أنفسنا فقراء... لا نملك شيئا..

*لا نملك حق الغذاء... ولا الدواء... ولا الكساء... ولا حتى (العواء) ؛ إن تظاهرنا..

*ولكن الغريبة أنكم تبقون أثرياء وسط كل هذا الفقر..

*ونحن لا نحسدكم... ولا نحقد عليكم... لأن (البلد بلدكم وأنتم أسيادها)..

*فقط نتمنى ألا تجعلونا مع الوافدين... سواءً بسواء..

*عن شعب البدون ببلادكم.......

*واحد (بدون !!!).



assayha