Post: #1
Title: ذات عذاب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-27-2018, 05:13 PM
05:13 PM April, 27 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *والجمعة يومٌ للرحمة لا للعذاب...ولكن..
*فاليوم الجمعة - مثلاً - هنالك ثلاثة صفوف :
*صف الوقود... وصف الصرَّاف... وصف الصلاة..
*الأولان قد يعود الناس منهما خائبين... فلا يُقبل منهم بذلٌ في سبيلهما..
*والثالث علمه عند الله !!!.
*كأن عذابات الراهن لا تكفي الناس فيأبى بعض الأئمة إلا أن يزيدوهم عذابا..
*فإما أن (يصلبوهم) بكلام كثير عن أي شيء إلا الراهن..
*أو يحدثونهم عن الراهن من زاوية ما يحدث في دول أخرى ؛ ليحمدوا ويسكتوا..
*أو يبرروا للراهن بألسنة وزراء سنوات العذاب هذه..
*أو يحملونهم هم مسؤولية هذا الراهن !!!.
*كان إمام حيِّنا يختم خطبته بدعاء (اللهم ولِّ علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا)..
*فيردد المصلون خلفه بصوت جهير (آاامييين)..
*الآن حين يبلغ هذا الدعاء (يتنفَّض) المصلون وقوفاً للصلاة وهم صامتون..
*ولا ينتظرون ( قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله) !!!.
*أحد ظرفاء دولة عربية زار بلادنا لعدة أيام ثم رجع..
*عندما سُئل كيف وجد السودانيين قال : مساكين... قامت قيامتهم والحين يُعذَّبون..
*فسُئل مرة أخرى بفضول شديد : لماذا ؟..
*فأجاب ضاحكاً : ترى كانوا (يعذَّبون) الصبر !!!.
*كانت الجمعة يوماً للترفيه... والترويح... والتغيير... ووصل الأرحام..
*الآن صارت يوماً للوحدة... والوحشة... والتوحُّد..
*وباتت أجواء (الجمعة في شمبات) من حكايات ألف ليلة... وفاطمة السمحة..
*وحلت (دمعة) عين صديقي ربيع محل (دمعة) القراصة !!!.
*يُحدِّث الكاروري المصلين يوم الجمعة عن كل كوارث (دول الاستكبار) الطبيعية..
*من حرٍّ... وعواصف... وزلازل... وأمطار... وبراكين..
*ويجزم لهم أنها بفعل غضب السماء على قوم فسدوا... وفسقوا... وتجبَّروا..
*وحين تصيب بلادنا كارثة مماثلة فهي عنده (ابتلاء)..
*فقدر بلادنا أن تكون في حالة ابتلاء متواصل منذ أن بكى النذير فرحاً بالتمكين..
*سواء كان ابتلاءً من فعل الطبيعة...أو من فعل (المتمكِّنين)..
*وانظروا لما سيقوله في صلاة الجمعة اليوم !!!.
*ما زلت أذكر أصيل ذلكم اليوم من أيام الجمعة بحلفا... وأنا طالب في الثانوي..
*كان الجو ساخناً... وطفقت أجول بدراجتي على غير هدى..
*وعندما بلغت حي التوفيقية هبت نسمة دعاش فجائية جعلتني أنظر إلى السماء..
*فأبصرت غمامةً داكنة فوق رأسي... لم أر أجمل منها..
*ومن فرط انبهاري بسحرها ولونها وطلَّتها سميتها (الغيمة ذات الحجاب)..
*سيما وقد ظهر لي منها ما بدا كعينين مكحولتين..
*وفي كل جمعة من جُمع زماننا هذا أتوق لمثلها...ودُعاشها..
*ولكني لا أبصر إلا (غُمَّة ذات عذاب !!!).
assayha
|
|