إعدام مرشح رئاسي..!! بقلم عبدالباقي الظافر

إعدام مرشح رئاسي..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-24-2018, 01:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524574543&rn=1


Post: #1
Title: إعدام مرشح رئاسي..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-24-2018, 01:55 PM
Parent: #0

01:55 PM April, 24 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


مساء الأحد عدت من رحلة خاطفة لمدينة بورتسودان..كنت أتجاذب أطراف الحديث مع شاب صغير يقود عربة أجرة..معظم حديث مضيفي تركز على المستقبل المظلم الذي ينتظر من في سنه من الشباب..فجأة سألني الشاب الذي لا يعلم هويتي الصحفية عن إقالة إبراهيم غندور.. ثم استرسل الشاب في وصفه كمرشح مناسب لرئاسة الجمهورية..في الصباح كان بائع اللبن الشاب يعيد على مسامعي ذات الأسف على إبعاد وزير الخارجية الدكتور إبراهيم غندور.

قبل حوالي عام يعقوب يوسف، رئيس اتحاد عمال البحرين، يحكي لي عن تجربة عصيبة مرت به..كان بن يوسف يخاطب لأول مرة تجمعاً نقابيًا عالميا في تركيا..اضطرب الشاب وهو يقف على المنصة..قلب نظره في وجوه الحاضرين فاستقر بصره على وجه الغندور..شعر بالراحة والاطمئنان ورئيس اتحاد عمال السودان يشجعه بابتسامة ودودة مصحوبة بإيماءة رأس.. نفس المشاعر الدافئة جاءت عبر شهادة سجلها الكويتي الدكتور فائز المطيري رئيس منظمة العمل العربية عبر برنامج ضيف على البلد.

في يناير من العام الماضي تحدث الفريق طه عثمان ،مدير مكاتب رئيس الجمهورية، في حوار فوق العادة مع الزميلة "اليوم التالي" وقتها أدركت أن أيام الغندور الدبلوماسية قد أزفت ..حارس بوابة الرئيس في قوة عين حاول سحب الإنجاز الدبلوماسي من بين يدي وزير الخارجية رادًا الفضل للدبلوماسية الرئاسية ومجهودات وزير الخارجية السعودية ..في الوقت الذي كان غندور يحيط نفسه بفريق متجانس من رجال الجيش والأمن ونجوم الدبلوماسية..كان الرجل يؤطر للعمل الجماعي فيما رجال حول الرئيس يخافون من نجوميته المتصاعدة.

لن يكون إبراهيم غندور آخر النجوم الآفلة بفعل فاعل..هل تذكرون أسامة عبدالله الذي أنجز مشروع سد مروي الذي يوفر نصف الطاقة الكهربائية للسودان..أسامة الآن يدير مشاريع الراجحي في أفريقيا جنوبي الصحراء..أين الفريق عماد عدوي والذي جلس على كرسي التقاعد مبكرًا.. الشيخ علي عثمان من نائب أمين منتخب للجبهة الإسلامية إلى مجرد ناصح أمين يسكن في ضاحية سوبا في انتظار أقدار التاريخ.. عشرات الأسماء التي يجمع بينها صفة مرشح رئاسي محتمل غيبت عن الأضواء .

في تقديري أن سياسة إعدام البديل الممنهجة ستفقر الساحة الإنقاذية..بل ستحولها الى ساحة حفر..التنافس على الكراسي المحدودة يحتاج لتخصص دقيق في نصب المكائد..الأهم من ذلك ستصبح تجربة الإنقاذ مثالًا حيًا لعدم الوفاء..مثلًا كان بالإمكان قبول استقالة غندور يوم أن قدمها بدلًا من طرده من الخدمة العامة بطريقة مذلة..ذاك الإجراء السلطوي حوّل الرجل إلى بطل ولم يضف للسلطة غير باب جديد في عدم الوفاء.

بصراحة..لن يتبين الناس حديثي إلا يوم تعيين بديل البروفيسور إبراهيم غندور في وزارة الخارجية.. لن تصدقوا حديثي إلا بعد عام حينما نستعرض أسماء الذين تحدثوا في اجتماع هيئة شورى الحزب الحاكم ولم يتحمسوا لحسم معركة الرئاسة مبكرًا.


assayha