النفاق الوطني ! بقلم أيمن الصادق

النفاق الوطني ! بقلم أيمن الصادق


04-22-2018, 04:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524410284&rn=0


Post: #1
Title: النفاق الوطني ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 04-22-2018, 04:18 PM

04:18 PM April, 22 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



هنالك عوامل تضر بالممارسة السياسية والحياة العامة وأسوأها هو النفاق السياسي والذي هو الأساس لتدمير القيم والأوطان و كل شئ ، فما نعايشه اليوم من أوضاع سياسية ( المناخ السياسي العام ) يُعد جريمة في حق الوطن والشعب ، هذا في الأصل طبعآ وبحسب قوانين ودساتير وقيم وأعراف دول أخرى ( دول البغي والإستكبار )! فالقاعدة عندهم أنه ليس هنالك ما يدعو للنفاق والكذب والتضليل ومرتكب أي منها ينتظره كرسي التحقيق وسيمثل أمام القضاء ولن تسقط جريمته بالتقادم .
سياسة فرق تسد ضمن السياسات التي إعتمدها الإستعمار في سنواته الأخيرة ، وهذه السياسة تُحسب ضمن مساوئ الإستعمار ، ولكن تمضي الأيام والسنين ونجد أنفسنا نتعايش مع أساليب شبيهة ، وبإستطاعي القول أن ذلك يأتي ضمن أساليب النفاق والمكر السياسيين والذَيْنِ ما أن تم إعتمادهما إلا وتكتمل عملية التدمير ، فالأولى أن يتم محاربتهما وليس إعتمادهما ( كإحدى سمات الممارسة السياسية ) ، ولكم أن تنظروا سادتي الى تاريخ الإتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع الأطراف والكيانات المعارضة لها وعلى سبيل المثال بدءً من اتفاقية الخرطوم للسلام 1997 مع فصيل منشق من الحركة الشعبية ، و مرورآ بالتراضي الوطني ووقوفآ عند أبوجا وجولات إنجمينا ووأديس ،وهراري ، والدوحة وصولاتها وإنتهاءآ بالأعداد الكبيرة للأحزاب والكيانات السياسية بالداخل والخارج ، مع الأخذ في الإعتبار الأرقام المهولة للحركات في دارفور .. ويجب أن نستبعد إتفاقية نيفاشا بإعتبارها جاءت في ظروف ( غير )، وحدثت لتدخلات وضغوط دوليه ، وأيضآ كانت الضامن لها كذلك .. وكل ما سبق لم يسهم في تحسين الأوضاع السياسية ووقف الحرب بصورة نهائية ولم يفضي الى تحقيق السلم والأمن ، حتى أن بعض الأحزاب تعددت أجنحتها تحت مسمىً واحد ! وهذا ما يدل على إنتهاج سياسة التشتيت وشق الصف ، وبرأيي أن الحل (كل الحل) هو ضرورة المناداة بأن يكون الجميع صفآ واحدآ وليس العمل على تشتيتهم لتحقيق الكسب السياسي ، والاستفادة من جولة أخرى تقود لمرحلة أكثر تعقيدآ ! ، هذا إن توفرت النية الصادقة لتحقيق وفاق وتوافق ، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل شئ .
على الصعيد الشخصي أنتظر تقييمآ للحوار الوطني وما أفضى إليه ، وكذلك ما هو أثره – الى الآن – على الحياة السياسية وجميع مناحي الحياة ؟ ؛ وإلا سيكون الأمر إمتدادآ لأمور كثيرة تم الإعلان عنها ، وصرفت الميزانيات حولها ( وكأنك يا زيد ما غزيت ) ! .
أخيرآ .
يجب أن تعمل الحكومة واجهزتها على أن يكون الجميع صفآ واحدآ بالرغم من أن هذا يمثل تهديدآ لها ؛ إلا أنه الخطوة الأهم ليبقى الوطن ... فالكرة بملعبكم سادتي !