القرن الأفريقي.. الجديد! 2 بقلم محمد لطيف

03:03 PM April, 19 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

أخطاء كبيرة وقعت فيها بالأمس.. في معرض تقديمي للقرن الأفريقي الجديد.. ولئن نبهني الأستاذ سليمان الأمين رئيس تحرير صحيفة (سيتيزن) الإنجليزية لتلك الأخطاء في وقت مبكر من صباح الأمس.. فالعزاء أن المعلومات الصحيحة تعزز من هدفي ولا تنسفه.. فهدفي أن اقول إن القرن الأفريقي يتمتع بموارد ضخمة.. كنت قد قلت إن سد النهضة أضخم سد في العالم.. وحقيقة لا أدري من أين أتيت بهذه المعلومة.. ولكن بالطبع صحيح جدا أن سد النهضة يعتبر أضخم سد لإنتاج الكهرباء في أفريقيا كما أنه يحتل المرتبة العاشرة عالميا.. وهذا يعزز ما ذهبنا إليه عن إمكانات دول القرن الأفريقي.. ثم كنت قد قلت إن الحوض النوبي به خمسة وسبعون مليار متر مكعب من المياه الجوفية.. ولكن تقريرا للأمم المتحدة يقول إن الحوض النوبي يسع لمائتي مليار متر مكعب من المياه الجوفية.. ولكن التقرير يتحدث عن امتداد هذا الحوض في 4 دول هي السودان ومصر وتشاد وليبيا.. وربما لم أذهب بعيدا حين تحدثت عن سعة الحوض في السودان.. ولكن هذا لا ينفي أهمية التصحيح احتراما للقارئ واحتراما للمعلومات..!
كنت أتحدث عن مؤتمر رؤساء دول القرن الأفريقي المزمع عقده مطلع الشهر القادم في الخرطوم.. والذي يسبقه اجتماع وزراء خارجية دول الإقليم للتحضير لقمة الرؤساء.. مما يعكس جدية مهمة في التعاطي مع القرن الأفريقي الجديد.. ولن يختلف اثنان أن ما يجمع هذه الدول أكثر بكثير مما يفرق.. بدءا من هذا التشابه الإثني حد التطابق والتاريخ المشترك.. والوجدان المتقارب.. وكثير من المشتركات في العادات والتقاليد.. والفنون والثقافات.. ولغة التفاهم.. والعقيدة التي تتوحد في مساحة شاسعة من الإقليم.. يكملها قدر هائل من التسامح الديني والتعايش.. ثم يأتي التداخل القبلي.. والحراك البشري الكثيف.. عبر حدود مفتوحة.. بل تكاد تكون الكتلة البشرية الأضخم بكل ما سردنا من تقارب.. ثم فوق هذا وذاك.. المصالح الاقتصادية المشتركة.. التي تحتاج إلى الحد الأدنى من الجهد البشري.. ولكن إلى أقصى حد ممكن من الإرادة السياسية.. التي تحول كل ذلك إلى مشروعات على الأرض.. إن توفير البنى التحتية من طرق ومواصلات.. وخطوط حديدية وموانئ.. يجعل التكامل الاقتصادي بين دول تتنوع من حيث الموارد.. على ضخامتها.. من مياه وأراضٍ وغابات ومعادن ومنتجات متنوعة.. أمرا ميسورا ومطلوبا بشدة..!
يجب الاعتراف بأن جل دول المنطقة تعاني عدم استقرار سياسي.. مما يحتم على المنظومة مجتمعة.. أن تعمل بكل الجدية المطلوبة على ابتداع حلول مبتكرة.. والسعي نحو استقرار المنطقة سياسيا.. باعتبار ذلك المدخل الوحيد والصحيح.. للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية والمجتمعية.. وإن كنا ننظر للسودان كدولة ذات ثقل في هذه المنظومة.. فكم يكون مطلوبا لو أن الرئيس البشير قد استبق قمة القرن الأفريقي بزيارة دولتين من دول القرن.. الأولى إثيوبيا التي اختارت أن تستقبل العام الجديد.. برئيس جديد, منتخب ديمقراطيا.. مما كرس التسامح والتداول السلمي للسلطة في أبهى صورها.. عليه فلا أقل من أن يقوم عميد رؤساء القرن الأفريقي بتقديم التهنئة لأحدث رؤسائها.. ثم يكتمل دور العميد حين يعرج من أديس ابابا إلى أسمرا لإزالة آخر ما تبقى من متراكمات صراع إخوان لم تلدهم أم واحدة..!


alyoumaltali