في انتظار بلة الغائب..!! بقلم عبدالباقي الظافر

في انتظار بلة الغائب..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-19-2018, 03:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1524146542&rn=1


Post: #1
Title: في انتظار بلة الغائب..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-19-2018, 03:02 PM
Parent: #0

03:02 PM April, 19 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان الشيخ يتحدث مع شخص ثالث لم أكن أراه .. بعدها أحضر تفاحتين لم أتذوق مثل طعمهما من قبل.. كانت تلك مشاهد رواها الصحفي أحمد يونس في مقدمة حوار صحفي أجراه مع الشيخ بلة الغائب.. وسفير متقاعد يروي حكاية مثيرة أن بلة الغائب كان يجادل أمريكيًا أبيض زاره في السودان.. وحسب السفير أن الغائب أحضر للضيف زهرية صغيرة من منزله في أمريكا مستخدمًا الجن..والشيخ بلة في حديث منشور يؤكد أن الإنقاذ ستحكم ٣١ سنة و٢٥ يومًا.. لكن قبل أيام أجرى الزميل محمد عبدالباقي حوارًا مع الشيخ بلة الغائب تنبأ فيه بفوز الرئيس البشير في الانتخابات القادمة المقرر لها العام ٢٠٢٠.
قبل أشهر كانت إحدى المحاكم تفصل في قضية طرفها شخص نافذ وقع في مصيدة دجال أجنبي من غرب إفريقيا.. الغريب أن الدجال استمر في خداع المجنى عليه حتى حين محاولة القبض عليه.. حيث أوهمه أن الدولارات ستملأ صندوق عربته التي تقف خارج البيت.. لم يكن ابن الأكارم وحده من وقع في المصيدة.. بعض الشخصيات المهمة تتكتم على تفاصيل النصب والاحتيال خوفًا على سمعتهم.. وآخرون يصلون إلى تسويات تحت قاعدة المال (تلتو ولا كتلتو).. تتعدد الحكايات وتختلف التفاصيل لكن العنوان البارز يقع في حيّز النصب والاحتيال.
قبل سنوات كانت سيدة فاضلة تحكي لي عن تفاصيل الحياة في منزل وزير كبير جدًا..واحدة من غرف المنزل الحكومي مخصصة لأستاذ زائر.. كان مصطلح الأستاذ الزائر يشير إلى الفكي المعروف في الأوساط الشعبية..الشيخ المقيم يعتبر المستشار الأول لمسؤولنا الرفيع.. لا يعقد أمرًا إلا بعد الاستئناس برأيه ..ورجل أعمال شغل الناس هذه الأيام كان يحكي لنا عن رجل صالح أشار اليه بأن هذه الحكومة لن تستمر حتى شهر ديسمبر القادم.. ومحدثنا يبدو مقتنعًا برؤية الشيخ العارف بالله.
في أيام الإنقاذ الأولى كان هنالك مهندس متخصص في الحاسوب ولديه اهتمام بعالم الجن.. ذاك المهندس طلب من الحكومة التوسع في أبحاث أسلحة الجن لمقاومة الأعداء.. بعد سقوط حكومة العقيد القذافي وقع جنرال كبير في شراك عصابات بيع الوهم.. أقنعوا سعادة الفريق أن هنالك أموالًا ضخمة تقبع في قطر أفريقي وتحتاج لبعض التسهيلات حتى تطير وتهبط في مطار الخرطوم.. كل تفاصيل القضية تم تداولها في أجهزة الإعلام بعد أن وصلت أروقة المحاكم.
في تقديري .. أننا نهرول إلى عهد الانحطاط بسرعة.. حينما ينعدم الأمل ويسود الجهل يعيش الناس على الشعوذة.. يتحدث الكبار عن معجزات لم تحدث لسيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.. جزء من تاريخنا السياسي بنى على هذه الأكاذيب.. تناسى الناس من يبطيء به عمله لن يسرع به نسبه..حتى الإعلام المعاصر بات ينفخ في هذه الأباطيل ويصنع منها أساطير تماثل أساطير الأولين.
بصراحة.. هل بمقدور بلة الغائب أن يردد الآن أنه لم يتبق للإنقاذ سوى عامين .. لا أتوقع ذلك.. احتفى الحكام بالرجل قبل سنوات طويلة حينما أخبرهم أن ملكهم سيستمر واحداً وثلاثين عامًا.. لن نطلب من بلة الغائب سوى الاستمساك بتلك الرؤية والجهر بها.. فقد بلغنا من الضيق أن نبحث عن الأمل في حكايات بلة الغائب.

assayha