قصف امريكا المتوقع ومقتل القانون الدولي بقلم د.أمل الكردفاني

قصف امريكا المتوقع ومقتل القانون الدولي بقلم د.أمل الكردفاني


04-11-2018, 09:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523479311&rn=0


Post: #1
Title: قصف امريكا المتوقع ومقتل القانون الدولي بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-11-2018, 09:41 PM

09:41 PM April, 11 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




هذه السنوات الأخيرة كانت كارثة على القانون الدولي بكل ما تعنيه كلمة كارثة ، في بداية الازمة في ليبيا قامت دول اجنبية بقصف ليبيا والتدخل فيها وبعضها ارسل السلاح لمليشيات متطرفة... دول اخرى استغلت الفوضى وقامت بقصف صاروخي... الحرب في اليمن لم تنهض على اي سند مشروع من القانون الدولي ... تركيا اخذت تقصف العراق وسوريا بدون اي سند من القانون الدولي ، اسرائيل قامت بقصف مواقع داخل سوريا بدون اي سند او مشروعية من القانون الدولي ، أمريكا الان تقصف دون اي سند من المشروعية القانونية . باختصار صار القانون الدولي على ما كان عليه من وهن مجرد حبر على ورق ، مجلس الامن المنوط به تحقيق الامن الدولي صار عاجزا بسبب صراع الافيال ، لم يعد هناك حياء او خجل من قبل اي دولة قوية وهي تستأسد على الشعوب الضعيفة وتقهرها بقصف بشع جدا. كلنا ندرك ان النظام السوري ما كان ليتجرأ ليقصف الغوطة بسلاح كيماوي في ظل الرقابة الغربية ، وحتى الان لا احد يعرف من قصف الغوطة بالكيماوي وان كنت متأكدا ان من فعل ذلك قصد ايجاد مبرر للتدخل الأعنف منذ حدوث الازمة في سوريا ، وصاحب المصلحة الوحيدة هي امريكا والدول الاوروبية التي تسير تحت ظل ذيلها... الآن يحتفل ترمب مع ابنته الحسناء بالبيت الابيض بلقاءات ودية واصابعه على ازرار اطلاق صواريخه لقتل المدنيين السوريين . كل شيء سهل لدى الغرب ، ابادة الهنود الحمر ، تدمير العراق ، تدمير ليبيا ، تدمير مصر ، تدمير سوريا ، فقط من اجل تحقيق مصالحه الخبيثة وعدائه المبطن لثقافة الآخر والرغبة المحضة في تدميره.
من يوقف الامبريالية الغربية عند حدها اذا كان القانون الدولي والذي كنا نعول عليه لحماية الدول الضعيفة قد تمت تصفيته تماما من كل قيمة ، وصارت كل دولة تستطيع اطلاق صواريخها في اي لحظة. ربما الان فقط نستطيع ان نجزم بأن كوريا الشمالية كانت على حق وهي تعتبر امريكا عدوها الأول ، فأمريكا بالفعل تستعدي كل الدول التي تختلف ثقافيا عنها. وللاسف الشديد الشعب الأمريكي مغيب تماما عن رؤية الحقيقة في ظل اعلام امريكي خاضع بالكامل لسيطرة وتوجيه الدولة العميقة .
مالذي يمكن ان نستند اليه بعد اليوم بعد ان تم مسح البلاط بالقانون الدولي ، انه منطق القوة يا سادة ومن لا يملك القوة فعليه ان يحني مؤخرته كالكلب حينما يتبرز . كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وميثاق الامم المتحدة صارت مجرد حبر على ورق.... واين جامعة الدول العربية من كل ما يحدث ، ان الدول العربية نفسها صارت تمارس مداهنة وتملق لأمريكا ، ما معنى ان يذهب زعيم دولة عربية ويطلب قصف سوريا من ترامب؟ هذا شيء مخجل جدا ، بل ومخز ، هل من المعقول ان تقوم دولة اروبية بطلب قصف دولة اوربية اخرى؟ هل يمكن ان تعالج التكتلات ذات التاريخ المشترك اشكالياتها عبر التحول الى عمالة للغرب؟ ولماذا لا تقصف انت سوريا مباشرة كما فعلت تركيا؟ ولماذا تنتظر ان تكون تحت مظلة امريكية لكي تتحرك؟ هذا شيء غريب جدا؟
للاسف لقد ظل فقهاء القانون يثيرون شكوكا كثيرة حول اعتبار القانون الدولي قانونا حقا ، قالوا بأنه لا سلطة عليا تستطيع فرض القانون على دول ذات سيادة ، وقالوا بأن القانون الدولي ينتهك من قبل الدول العظمى ، وكان انصار الرأي الآخر يردون على ذلك بأن الامم المتحدة هي السلطة العليا وان انتهاك الدول العظمى للقانون الدولي هو الدليل على وجود هذا القانون والا لما عرفنا ان هناك انتهاك. اما اليوم فالدول كلها تخلصت من القانون الدولي الذي كان يعيق حركتها ، واصبح قصف الدول اسهل من اطلاق الالعاب النارية في الاحتفالات ، ولم يعد لضحايا الحروب اي قيمة بل ولا يوضعوا في الاعتبار عند اتخاذ قرار الحرب.