عزيزي المواطن هل مازلت تحب الإنقاذ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

عزيزي المواطن هل مازلت تحب الإنقاذ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-09-2018, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523283647&rn=1


Post: #1
Title: عزيزي المواطن هل مازلت تحب الإنقاذ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-09-2018, 03:20 PM
Parent: #0

03:20 PM April, 09 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



توقفت في بداية طريق شريان الشمال .. حدثتني نفسي بشراء جوال سكر.. كنت كثيرًا ما أفعل ذلك لوالدتي الراحلة.. صاحب المتجر دون أدنى تردد أخبرني أن السعر ألف وثلاثمائة جنيه .. حاولت إقناعه بحجة أنني اشتريت ذات الجوال قبل أقل من مائة يوم بأقل من ذلك بـ(٥٠٪‏ ).. ضحك الشاب الصغير على مقارنتي .. يبدو أنني اشتريت ذاك السكر حينما كان يهيمن على سوقه القطط السمان.. ارتفعت أسعار السكر وربما ترتفع بعد دخول الحكومة إلى (سوق الله أكبر).. أطمئنكم أنني لم اشتر ذاك السكر .
حينما وصلت منطقة الملتقي التي يتفرع من شريان إلى طرق متعددة كنت أتلقى أخبارًا غير سارة..عربتي تحتاج وقودًا.. حينما تحركت من الخرطوم كان وزير النفط يؤكد أنه لا توجد أزمة .. توقفت في محطة الوقود فحصدت سخرية الناس.. كانت العبارة أن الوقود الذي تبحث عنه تركته من ورائك.. ثم أحاديث عن اقتصاد الندرة.. أحدهم أكد أن عربات نصف نقل (تشفط) المحطة ثم تتجه إلى الخلاء عند الثانية صباحًا.. وآخر يحدثني أن ناس الحكومة وتحت بند الطواريء يختصون لأنفسهم بحصة وافرة من السلعة النادرة.
توقفت محتارًا في الطريق .. جالون البنزين مئتي جنيه في السوق الأسود.. فاعل خير من نواحي دنقلة تصدق علي بجالون ورفض أن يستلم قيمته المجزية.. أرجوكم لا تسألوني ماذا فعلت.. بعض الحاصدات توقفت عن حصد القمح بسبب الوقود.. ارتفعت قيمة تذاكر الباصات السفرية.. بالطبع هنالك من استفاد من هذه الأزمة .. من يتمكن من تهريب برميل نفط واحد سيربح ثمانية أضعاف .. مثل هذا الربح غير متاح حتى في تجارة المخدرات.
معاناتي بدأت منذ الخميس الماضي وامتدت حتى بداية الأسبوع .. ظهر الخميس مررت على كل صرافات البنوك الخاوية على عروشها.. في (كاونتر) البنك الرائد كان كل عميل يقدم قصة حزينة وربما خيالية ليتسول الموظفين بعضًا من ماله.. هنالك من يتحدث عن عمال في الانتظار.. ومن يروي قصة زوجته التي داهمها المخاض بالقرب من مشفىً خاص.. كبير الصيارفة بأدب جم يخبر المتسولين أن عربة البنك ذهبت لمحطات الوقود للتزود بالنقود.. حينما قرأ الريس استغرابي إبان لي أنهم في القطاع المصرفي باتوا يستهدفون طلمبات البنزين بعد أن أحجم التجار عن توريد أموالهم إلى المصارف .
في تقديري .. أننا نتجه بأسرع من المتوقع لاقتصاد الندرة.. إنه ثمن سياسة الانغلاق وعودة هيمنة الحكومة على النشاط الاقتصادي.. أخبرني رجل أعمال معروف أنه ينوي الهجرة إلى بلاد فيها حرية اقتصاد .. ورجل أعمال آخر يعمل في الأثاث شرع في نقل نشاطه إلى قطاع استيراد الغذاء الضروري.. لكن التحدي يكمن إلى أي حد بإمكان المواطن السوداني احتمال هذه السياسة.. عندما كنّا طلابًا في كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم كان البروفيسور الراحل محمد هاشم عِوَض حريصًا على جعلنا نستوعب معادلة اقتصادية تقول (حين انخفاض الدخل لا يتمكن الفرد من تخفيض مصروفاته بذات المعدل بسبب اعتياده على نمط حياة محدد).
بصراحة.. كيف يمكن لمواطن أن يستمر في تأييد هذه الحكومة إذا كان هذا حصاد ثلاثة أيام فقط..عزيزي القاريء هل مازلت تحب الإنقاذ حتى بعد قراءة هذا المقال؟.


assayha