Post: #1
Title: فاعل خير !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-08-2018, 05:15 PM
05:15 PM April, 08 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *لبينا دعوة غداء جمعة الأول من أمس..
*وكانت بمنزل قريبنا السفير عبد الرحمن سلمان... عليه الرحمة..
*وابنه العائد من أستراليا - نذير- كان الأكثر إصراراً على ضرورة تلبيتي الدعوة..
*ومن بين المدعوين ابن خالي حسن محمود... سيف الدولة..
*وكالعادة جرَّنا الحديث إلى ذكريات بعيدة... بمنطقة بعيدة... هناك في الشمال..
*ومما اجتررناه - سماعاً عن الكبار - قصة ذات صلة بعنواننا هذا..
*فجدنا العمدة محمود كان خارجاً عصر يوم من مكتبه بالمركز..
*فرأى صبياً - ذا جلباب مهترئ - يبكي بحرقة... في ظل شجرة قريبة..
*فدنا منه... وسأله عن سبب بكائه بلغة أبوية..
*فقال إنه جاء من قريته - بالضفة الأخرى - ليصرف لأهله حوالة من مصر..
*والحوالة قدرها جنيهان... والبيت يشكو قلة الفئران..
*فما كان من جدنا إلا أن أخذه معه إلى داره وهو يقول له: لا تحمل هماً يا بني..
*وهناك أطعمه... وكساه... وواساه... ونفحه جنيهي الحوالة..
*ثم أرسل معه أحد أتباعه بحمار يحمل مؤونة... حتى المركب..
*وربت على رأسه مودعاً وهو يقول له : قل لأهلك هذا من فاعل خير..
*وللقصة تتمة - لا بد منها - في خاتمة كلمتنا هذه..
*فهي تربط بين فاعل خير وآخر... وبين زمان مضى وزمان حاضر..
*وأمس السبت فوجئت بحكاية أخرى عن فاعل الخير الآخر هذا..
*ولكنه هنا مجهول ؛ والمفعول تجاهه الخير هذا دولة (بحالها)... وليس صبياً..
*والحكاية لخصتها عنواناً عريضاً الزميلة (أخبار اليوم)..
*بينما تفاصيلها لم أعثر عليها بين أخبار الصفحة الأولى... ولا الثانية..
*وربما العيب مني... لا من الصحيفة المذكورة..
*وفحوى العنوان أن فاعل خير تبرع لحكومتنا بمبلغ (55) مليون دولار..
*وهو منسوب إلى وزير المالية محمد عثمان الركابي..
*وإن كانت حكاية فعل الخير الأولى مفهومة فهذه الثانية في منتهى الغرابة..
*فكيف يمكن أن تجسد دولة بؤس صبي الحوالة ذاك؟!..
*ثم تستدر عطف بعض فاعلي الخير ليفعلوا تجاهها فعل العمدة تجاه الصبي؟!..
*ومن فاعل الخير هذا الذي يتصدق بخمسين مليون دولار؟!..
*أسئلة بحثت عن إجابات عنها بين ثنايا صفحات الجريدة الإخبارية فلم أجدها..
*فأجهدت ذهني في محاولة ملء الفراغات غير المنطقية..
*فقد يكون أحد أصحاب مليارات ماليزيا الذين أُشير إليهم في (جلسة ذات البكاء)..
*وفي هذه الحالة فهو ليس فاعل خير... وإنما (متحلل)..
*وانطلاقاً من واقعنا البئيس هذا تخيلنا - أنا وسيف - مصادفتنا لمثل صبي جدنا..
*فخلصنا معاً إلى تصرُّف وحيد من تلقائنا... لا ثاني له :
*كنا بركنا بجواره... وبكينا معه !!!.
assayha
|
|