حتى الموت !! بقلم صلاح الدين عووضة

حتى الموت !! بقلم صلاح الدين عووضة


04-07-2018, 03:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1523110478&rn=0


Post: #1
Title: حتى الموت !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-07-2018, 03:14 PM

03:14 PM April, 07 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*معظم المخلوقات لها قائد يقودها..

*يقودها بمحض اختيارها... وتطيعه طاعةً عمياء..

*بمعنى أن السرب - أو القطيع - يتوافق على واحد من بينهم ليكون رئيسا..

*إما لكبر سنه... أو عظم تجربته... أو رجاحة عقله الفطري..

*ثم لا يعصون له أمراً وإن قادهم إلى الموت..

*وسنأتي لتفصيل ذلك في سياق كلمتنا اليوم... فهو جوهر الفكرة..

*عدا البشر... فما كل الذين يقودونهم يتوافقون عليهم بمحض اختيارهم..

*فهنالك من يفرض نفسه رئيساً على شعب بالقوة..

*ثم يظل يقود شعبه هذا طوعاً أو كرهاً... يقودهم إلى حيث (يريهم ما يرى)..

*وهتلر كان يرى أن الجنس الآري هو الذي يجب أن يسود..

*فقاد شعبه إلى حروب ضد العالم... فكان الهلاك والدمار والموت..

*وقلة منه رفضت هذا الجنون... فضاعت أصواتها وسط ضجيج الشبيبة والمجنزرات..

*أو ضاعت أرواح بعضهم وسط صخب محاكمات التخوين..

*والغالبية التي كانت تصدر ضجيج التأييد تلك شخَّص حالتها عالم النفس فروم..

*قال إنها أُصيبت بمرض (رهاب الحرية)... جماعياً..

*ومن ثم فلم يعد هنالك فرق بينها وبين قطيع الحيوان الذي يقوده قائد..

*فالقائد يمكن أن يكون حيواناً... أو إنساناً بعقلية الحيوان..

*وبحسب فروم فالألمان - وقتذاك - التمسوا الحماية لدى هتلر... خوفاً من الحرية..

*وذهبوا خلفه حيثما ذهب يحارب؛ شمالاً... وغرباً... وجنوباً..

*ولم يثوبوا إلى رشدهم (الإنساني) إلا حين ذهب هو عنهم... منتحراً..

*لم ينتحروا خلفه كما فعلت مجموعة من الحيتان أمس..

*فقائدها جنح ونفق... وجنحت هي مثله مرددةً بلسان الحال (موت الجماعة عرس)..

*جنح نحو (40) حوتاً طياراً على شاطئ مهجور بنيوزيلندا..

*والعام الماضي نفق (300) حوت وراء قائدهم الذي قذف نفسه على الساحل..

*ونظرية إريك فروم لا تنطبق على مثل هذا (الانقياد) الحيواني..

*فالإنسان حباه الله بعقل يميز به بين الحرية والعبودية..

*فإذا ما انساق وراء قائد انسياقاً أعمى - إلغاءً لعقله - فلا فرق بينه والحيوان..

*فهو مثله يخشى الحرية... ويحب أن يفكر آخر نيابة عنه..

*حتى وإن كان الآخر هذا - القائد - مجنوناً كهتلر... أو جانحاً مثل قائد الحيتان..

*وكثير من مثقفي العالم الثالث الشمولي يرسخون هذا الفهم..

*يقولون إن شعوبهم غير مهيأة - ذهنياً ونفسياً - إلى أن تحكم نفسها بنفسها..

*أي أن تختار قائدها... وحكومتهم... ونواب برلمانهم ديمقراطياً..

*فهي تحب أن يفرض أحدٌ ما نفسه قائداً عليهم بالقوة... ثم يصيرون له تبُّعاً..

*وإذ تؤيد قائدها الملهم فهي تثبت على نفسها صفة العبودية..

*وتتبعه من ثم مثلما تتبع الطيور... والقطعان... والحيتان... قائدها..

*حتى وإن قادها إلى الموت !!!.


assayha