سيّدة المقام بقلم عبد الحفيظ مريود

سيّدة المقام بقلم عبد الحفيظ مريود


04-05-2018, 11:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522965756&rn=0


Post: #1
Title: سيّدة المقام بقلم عبد الحفيظ مريود
Author: عبد الحفيظ مريود
Date: 04-05-2018, 11:02 PM

11:02 PM April, 05 2018

سودانيز اون لاين
عبد الحفيظ مريود-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

رؤيا


فى ردّه على سؤال كيف كسرَ رجله، وهو على فراش المرض، الرّقدة التى لم يقُمْ منها، قال خضر بشير "جيتْ أنُطّ الخور، ونسيتْ إنّى كبِرتَ". وهو إختزال دقيق، فنّان ومتقن للغفلة التى تشغل الشّخص عن تقدير كفاءاته جميعاً. وفى الإنسانىّ يتوارى الضّعف الأصلىّ للخلقة الخادعة. يتصوّر المرء أنّ قدراته التى اختبرها فى فتراتٍ سابقةٍ هى هى، لم تتبدّل،قطّ. بينما فى الواقع تكون قد ذهبت أدراج الرّياح وهو غافل تماماً. وإلاّ فما الذى يجعل شخصاً مثل القذافىّ، وإنْ شئتَ صدّام حسين يظلُّ متمسّكاً بتصوّراته عن قوّاه الفتيّة وقبضته الباطشة حتّى يتمّ إختبارها عمليّاً فى مشهدٍ جماهيرىّ مذلّ؟ فقد كان كلاهما – وغيرهما – على يقين من أنّه أحكم السّيطرة على كلّ شيئ فى إطار سلطته. حتّى أنّ شخصاً مثل الرئيس الجزائرىّ يظلّ مقتنعاً بأنّه قادر ومسيطر وهو يُساق على كرسىّ مدولب. فى الوقت الذى تكون فيه الفاعلَ الرئيس قوى أخرى لا تستشيره فى أمرٍ ما، صغُرَ أو كبُرَ.
الخديعة ذاتها التى تراءتْ للفنّان خضر بشير ممكنة، هى التى حالتْ دون إتمام الرؤساء فى الرّبيع العربىّ، الذى هو ربيعٌ إفريقىّ، فقد بدأ بتونس، مصر وليبيا، وكلّها دول إفريقيّة جغرافيّاً، هى التى حالت دون إتمامهم لعمليّة "نطّ الخور" التى كان خضر بشير متأكّداً من أنّه قادرٌ عليها. ذات الشيئ الذى وقع فيه الرئيس روبرت موغابي، الذي كان يسخرُ من السائلين عن أوان تنحيه عن الرئاسة. لكنّه وَهِمَ حول قدراته دون أيّة بصيرة أو اعتبار.
تنطبق الفكرة على الأجسام المجازيّة، الإعتباريّة، سواءً أكانت إمبراطوريّاتٍ، دولاً، تكتُّلاتٍ، أحزاب وغيرها. فالتأريخ يخبر عن إنحساراتٍ كبرى للحضارات والإمبراطوريّات فى العالم :الإنكا، كوش، بابل، وحتّى الفارسيّة والروميّة. مثلما انكسرت أقدام الإمبراطوريّة العثمانيّة ولحقت بها البريطانيّة فى محاولات "نّطّ الخور" دون إعتبار لعامل السّن. ومهما تكن الأفكار جليّة وواضحة ضمن منطقها لدى إبن خلدون أو وول ديورانت، هيجل وغيرهم ممن عالجوا فلسفة التأريخ، فإنّ بساطتها لدى خضر بشير مشبعة بالألق، ورويّة.
الذى جعل الأيّام دُوَلاً بين النّاس وضع قوانين غاية فى البساطة. لكنّنا قلّ أنْ ننتبه لها بسبب الغرور والنسيان وأحياناً كثيرة بسبب جهلنا المطبق بكيفيّة عمل هذه القوانين. فالعالم يفنى بقوانين ثابتة تعمل عملها دون إكتراث لملاحظتك أو عدمها، مثلما هو مقدّر فناء الفرد، إنساناً وحيواناً ونباتاً، وفقاً لقوانين تجعله مستبعداً موته الشخصىّ، يموت الأقربون بيدَ أنّه يظلُّ مقتنعاً وآملاً أنّه سيحقّق أحلامه وطموحاته، فالموت يغشى الآخرين عادة، ودورنا لم يحِنْ بعد، فيما نكون على مرمى حجرٍ منه.
لذلك – بالضّبط – تجدُ أغبياء فى مجال السياسة، تحديداً، لأنّها الفضاء الأرحب الذى يستوعب أكبر قدرٍ من الأغبياء، يدأبون فى البقاء على الكراسىّ، أحزاباً وأشخاص. بظّنةِ أنّ أوانهم لم يحنْ، بعدُ. تجرى التعديلاتُ الدّستوريّة، يُعَادُ تشكيل كلُّ شيئ للبقاء أطول فترة ممكنة، إنْ لم يكن للبقاء أبداً، حتّى ولو أنكرَ ناكر. فإطالة البقاء إلى ما لا نهاية هو تلاعبٌ – بمستوىً ما – بمفهوم الأبديّة والخلود، لا سيّما وأنّ النّظم الجزائيّة مؤجّلة، وهو تلاعبٌ ينطوى على سفهٍ وقلّة عقل.
لعلّ مقولة خضر بشير لم ينتبه إليها. لكنّها ستنطبق على الكثيرين، بحسب سياقات الأوضاع السودانيّة الرّاهنة. فتتجهّز جهاتٌ وأشخاصٌ كثر للرّقدة، رقدة الموت.
نشر فى صحيفة الاخبار

Post: #2
Title: Re: سيّدة المقام بقلم عبد الحفيظ مريود
Author: زنقد
Date: 04-06-2018, 01:33 AM
Parent: #1

يازول انت عندك مشكلة, وهى عدم الاتساق\ الاتزان الفكرى.
فى اخر مقال كنت تعلى من شأن الدكتاتورية "الرشيدة", تأصيلا لها "المستبد العادل", الجديد شنو الليلة؟
انتو بتكتبوا للتنوير؟ ولا للكاش؟ ولا تسلية ساى؟
قشور المعارف قد تخدع احيانا, لكن ليس دائما.