الجديد في نداء السودان..!! بقلم عبدالباقي الظافر

الجديد في نداء السودان..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-05-2018, 03:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522937366&rn=1


Post: #1
Title: الجديد في نداء السودان..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-05-2018, 03:09 PM
Parent: #0

03:09 PM April, 05 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


(من قبل كنت أبغض الحديث عن الفساد ولكن بعد خطاب الرئيس سنتحدث عن الفساد في الصحف والواتساب).. العبارة السابقة والتي تضج بالصراحة جاءت على لسان عبدالرحمن محمد سعيد رئيس كتلة الحزب الحاكم بالبرلمان..على ذات النحو يمضي البروفيسور علي عثمان صالح، رئيس هيئة علماء السودان، ويدعو رئاسة الجمهورية لبتر الفساد بالأقوال والأفعال..من غرب دارفور تحدث مولانا حيدر أحمد دفع الله رئيس القضاء..حيث وجه مولانا جمهور القضاة بإٍعمال صوت القانون ضد كل من تمتد يده لمال الشعب.

كما أرتفعت أصوات عديدة في معركة القطط السمان بعد ان أعلن الرئيس الحرب وشرعت الأجهزة الأمنية في حملة تحريات واسعة..سيحدث ذات الأمر حول توقيع الإعلان الدستوري من قبل قوى نداء السودان في باريس..هذه القوى أعلنت عن نفسها في ديسمبر ٢٠١٤ وضمت كيانات مسلحة بجانب قوى مدنية ..على أثر ذلك غضبت الحكومة وشرعت في تحريك القانون ثم هدأ كل شيء..بل أن الحكومة أرسلت وفدًا لأديس أبابا للتفاوض مع نداء السودان في ٢٠١٦ قاده وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر.

لكن ما الجديد الذي أغضب الحكومة ..قبل اجتماعات نداء السودان والتي بدأت في ١٧ مارس الماضي ظنت الحكومة أن الخلافات عصفت بذلك الكيان المكون من قوى متباينة في الأطروحات..لكن التوافق على اسم الإمام الصادق المهدي كرئيس للكيان الهجين كان كافيًا لإثارة مخاوف الحكومة..بل إعادة الهيكلة تمكنت من جذب الحركة الشعبية التي يقودها مالك عقار لتكون عضوًا في الكيان الذي تم تضميد جراحاته..نفخ الروح في الجنرال العجوز مالك عقار يستدعي أن تتحسس الحكومة عقلها وقلبها..الجمع بين الإمام وعقار وقادة حركات دارفور في كيان واحد يشكل تحديًا للحكومة السودانية.

في الجانب الآخر ما الذي يجعل الحركات المسلحة تقبل برئاسة رجل يرمز للسودان القديم الذين يطمحون لإزالته..ولماذا قبل الإمام بالمنصب الشرفي في وجود أمانة تنفيذية يرأسها مني مناوي..الحركات المسلحة في دارفور فقدت كثير من رصيدها في الميدان العسكري ..الاستعانة برجل بكاريزما الإمام الصادق المهدي يحمل لقب آخر رئيس وزراء منتخب يعتبر كسبًا مقدرًا لهذه الحركات..الإمام بعد فشل حملة الاحتجاجات الشعبية التي كان حزب الأمة أحد مهندسيها كان عليه أن يفكر في خيارات بديلة..من بينها العمل مع حركات مازالت تحمل السلاح..الإمام يعتقد أن صوته سيكون مسموعًا في أي تسوية قادمة أن احتمى بقادة هذه الحركات.

في تقديري أخطأ الإمام في تحالفه مع حركات مازالت تحمل السلاح..وذلك لأن العمل المسلح لا ينسجم مع طبيعة الإمام حيث كان الرجل حريصًا على تقديم نفسه بمظهر الوسطي المسالم ..في ذات الوقت لن يتمكن الإمام من نزع سلاح هذه الحركات التي لا تملك ثقلًا سياسيًا ولا شعبيًا كالذي يملكه الإمام..في غالب التقديرات أن التحالف الجديد سيكون مرحليًا ولن يحظى بإجماع المعارضة خاصة بعد انتقادات الحزب الشيوعي للفكرة وعدم حماس الجنرال عبدالعزيز الحلو للخطوة .

بصراحة تقديرات الحكومة في التصعيد ليست موفقة..لن تستطيع الحكومة من الضغط على الإمام عبر تفعيل الإجراءات القانونية ..ببساطة الإمام لن يعود للخرطوم ..دفع حزب الأمة للعمل من تحت الأرض لن يكون قرارًا حكيمًا ..لكن الأسوأ من ذلك الإيحاء أن القانون تم استدعاؤه لمواجهة حدث قديم..نداء السودان أسس قبل أربع سنوات ..بل بعض من قادته يمرحون الآن في الخرطوم.

assayha