الندرة والغلاء ..!! بقلم الطاهر ساتي

الندرة والغلاء ..!! بقلم الطاهر ساتي


04-04-2018, 04:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522856197&rn=0


Post: #1
Title: الندرة والغلاء ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 04-04-2018, 04:36 PM

04:36 PM April, 04 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



:: بعد لجنة الصحة بالبرلمان، الجمعية السودانية لحماية المستهلك تطالب الحكومة بتخفيض الرسوم المفروضة على قطاع الأدوية، لتجاوز الأزمة التي يعانيها قطاع الدواء، وهي (الندرة و الغلاء).. و يناشد الدكتور ياسر ميرغني، الأمين العام للجمعية وزارة المالية وبنك السودان بتوفير النقد الأجنبي للشركات المستوردة بسعر محدد، بحيث تستطيع الأجهزة الرقابية إلزام هذه الشركات بوضع ديباجة الأسعار على الأدوية ..!!

:: ياسر يحلم ..فالكل يعلم، بمن فيهم ياسر ذاته، بأن السادة المسؤولين بالمالية والبنك المركزي قد أجمعوا على اتخاذ موقف واحد ضد المواطن.. وعلى سبيل المثال، عندما إستنكر نواب بالبرلمان واتحاد العمال رفع الدعم عن الوقود والقمح، قال وزير المالية: (أنا كوزير مالية تهمني الوفرة وليس الأسعار)..ولو إستنطقنا محافظ البنك المركزي حول قرار رفع الدعم عن الأدوية، فلن نجد غير ذات الأسطوانة : ( الوفرة أهم من الأسعار)..!!

:: وهكذا هم دائماً في مثل هذه القضايا، أي يتساوى الوزير مع المحافظ مع المدير في الموقف والتفكير والحديث، وكأن هناك من يجمع رؤوسهم - وما بها من عقول - ثم يضعها على (رأس رجل واحد).. وعليه، فأن الأسطوانة - الوفرة أهم من الأسعار - هي شعار المرحلة، وعلى الأخ ياسر عن يتصالح مع هذا الأمر .. نعم بالإجماع، أي لن تجد متحدثاً في المالية والبنك المركزي يُبرر للناس كل هذا الضنك بغير تلك الأسطوانة .. !!

:: فالوفرة أولاً وأخيراً، أما الغلاء فليس مهماً، هكذا ( شعار المرحلة)..علماَ بان المناصب الوزارية وإمتيازاتها بالسودان هي الأكثر وفرة في العالم، ومع ذلك غير متاحة لعامة الناس.. في بلادنا أكثر من ثلاثين وزارة، وبكل وزارة وزيرين أو ثلاثة .. ومن المضحك أن وزارة المالية - العاجزة عن توفير ثلاثمائة مليون دولار بحيث تكون دعماً للأدوية - من الوزارات التي تضج بالوزراء الفاشلين.. وكذلك للبنك المركزي - العاجز عن حماية أموال الناس والبلد من القطط السمان - محافظ ونواب ومساعدين و..و.. فيالق من الفاشلين..!!

:: فالأخ ياسر ميرغني صيدلي، قبل يكون اميناً عاماً لحماية المستهلك.. ويعلم أن المريض الذي كان يشتري ويستخدم صنفاً دوائياً قيمته دولاراً مدعوماً (7.5 جنيه)، فعليه أن يموت أو يبيع ما يملك ليشتري ويستخدم ذات الصنف بدولار تجار العملة (35 جنيه).. وليس مهماً أن تتضاعف أسعار أدوية المواطن شهرياً، وليس مهما تتناسب الأسعارطردياً مع جنون الدولار، فالمهم للغاية هو أن الأدوية متوفرة في الصيدليات بأسعار في متناول أيدي السادة بمجلس الوزراء و وزارة المالية والبنك المركزي ثم القطط السمان ..!!

:: فالمهم توفير الأدوية - بأسعار فلكية - للمقتدرين والقطط السمان، وما تبقى من الشعب ( ليس مهماً)، وعلى هذا النهج يتكئ قرار رفع الدعم عن الأدوية، ويتواصل القرار رغم تفاقم المعاناة..وهناك تقرير لمنظمة الصحة العالمية يصف أسعار الدواء في السودان بانها الأعلى في هذا الإقليم.. نعم تلك شهادة منظمة الصحة العالمية التي يرشحون الدكتورمصطفى عثمان إسماعيل لمنصب مديرها الإقليمي ، ربما ليعدل هذا التقرير الفضائحي إلى (أسعار الأدوية في السودان هي الأفضل في العالم)..!!

:: المهم.. بما أن مجلس الوزراء أيضاً - كما المالية والبنك المركزي- ضد المواطن في هذه القضية، فلتبادر جمعية حماية المستهلك - ومنظمات المجتمع الأخرى - بتقديم طعن للمحكمة الدستورية لإلغاء التصنيف الحكومي المسمى حالياً بالدواء التجاري، أي لإلغاء تحرير أسعار الأدوية.. فلتبادر الجمعية، ولو عملاً بالمثل الشعبي ( سيد الرايحة يفتش خشم البقرة)..!!


fb