دستور (ليه) ؟! بقلم صلاح الدين عووضة

03:33 PM April, 04 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

*ويحدثوننا عن دستور جديد..

*وآخر ما يشغل بال المواطن الآن هو الدستور..

*دستور ضخم محشو بجميل المفردات... ثم لا شيء... خلاص ... انتهت المهمة..

*هكذا علمتنا تجاربنا مع الدساتير... وآخرها دستور (2005)..

*فهو الدستور الذي نص - مثلاً - على حرية التظاهر السلمي بأنيق العبارات..

*ثم كل من أحسن الظن فيه أُعتقل... ورُمى في السجن..

*وهو الذي نص على تحديد الفترة الزمنية لولاية الرئيس... أي رئيس..

*ثم يُقال لنا الآن أن نصوصه غير مقدسة..

*ورغم ذلك يحدثوننا عن دستور جديد؛ والأزمات تمسك بخناقي الوطن... والمواطنين..

*فآخر ما يمكن أن يفكر فيه الناس الآن هو الدستور..

*فعملتنا ما زالت منهارة أمام الدولار... والاقتصاد في حالة ركود كامل..

*والأسعار تتصاعد كل يوم... وما من لجام أخلاقي يلجمها..

*وأزمة وقود حادة هذه الأيام... وصفوف بمحطات الخدمة... ومعاناة مع المواصلات..

*وقبل أيام صُدم الناس بتسريب امتحان الكيمياء..

*قبل أن يفوقوا من صدمة تصدمهم محنة جديدة أشد صعقاً..

*فإشراق كل يوم بات يحمل لهم خبراً صادماً... لا يعلمون على أي صعيد هو..

*هل أخلاقي؟... أم معيشي؟... أم تعليمي؟... أم غذائي؟..

*نعم ؛ حتى الصعيد الغذائي طالته يد الجشع المفتقر إلى أدنى مقومات الأخلاق..

*وغذت السوق سلع غذائية فاسدة... منتهية الصلاحية..

*ويحدثوننا عن دستور جديد... وكأن مشكلة الناس الآن في الدساتير..

*ويسمعون جعجعة عن الفساد... ولا يرون طحناً..

*لا يرون - بالغلط - قطاً سميناً واحداً قُدم إلى محاكمة... من بعد التحفظ عليه..

*بل وتنقطع سيرته عن الناس عقب هذا التحفظ... تماماً..

*ويحارون : هل تحلل؟... أم أُطلق سراحه؟... أم هرب عبر المطار كما الذهب؟..

*ويحدثوننا عن الدستور... وضربنا المثل كثيراً بدستور أمريكا..

*وقلنا إنه يتكون من كلمات بقدر كلمات مقدمات دساتيرنا..

*فقط المقدمات... ولكنه يُقدس من تلقاء الجميع؛ شعباً... وحكومةً... و(أجهزة)..

*وبريطانيا دستورها مكتوب في الصدور... لا على الورق..

*ولكن الكل يحترم هذا الذي في الصدور؛ قرناً إثر قرن... وجيلاً بعد جيل..

*ونحن في عز أزماتنا يحدثوننا عن دستور لا يُحترم..

*وسيجيزه مجلس وطني هو ذاته الذي يصفق للزيادات التي تقع على الشعب..

*وفيه ترزية قوانين الشمولية التي تحمل مقصها المعروف..

*صحيح الدساتير مهمة لضبط الحراك الدستوري... والقانوني... والأخلاقي للشعوب..

*ولكن شريطة أن يتم التوافق عليها في جو ديمقراطي..

*لا معنى لدستور يُفصل حسب الطلب... تحت مظلة عقيدة سياسية شمولية..

*ثم يُرقَّع... ويُلتَّق... ويُخيَّط ؛ متى ما دعت الحاجة لذلك..

*بل ويُستهزأ ببنود منه تتيح تداول السلطة سلمياً... وتوصف بأنها من وضع الإنسان..

*وإنسان السودان يصارع الآن من أجل الحياة..

*ويحدثونه عن الدستور !!!.

assayha