مبروك سعادة المشير..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مبروك سعادة المشير..!! بقلم عبدالباقي الظافر


04-04-2018, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522852264&rn=0


Post: #1
Title: مبروك سعادة المشير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 04-04-2018, 03:31 PM

03:31 PM April, 04 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قُبيل نصف ساعة من إعلان نتيجة الانتخابات في مصر، وصل المنافس الرئاسي موسى مصطفى موسى إلى مقر حزب الغد.. كان موسى يُتابع بقلق حسب موقع مصراوي.. لم يبتسم منافس السيسي إلا بعد إعلان خسارته.. أغلب الظن أن موسى كان يخشى أن تحل مُعجزة ويُعلن انتصاره في الانتخابات .. التعليق ليس من باب (التريقة).. سيدنا موسى كان من أشد المؤيدين لإعادة انتخاب المشير السيسي رئيساً لمصر.. كان يجهر بهذا الرأي في إطلالاته الرئيسة في (السوشال ميديا).. حينما لم يجد السيسي من يركض معه في المضمار تبرّع موسى مصطفى موسى وبمساندة عشرين برلمانياً لعب دور منافس الرئيس.

لكن المشهد كان مختلفاً غداة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في يونيو ٢٠١٢ التي تنافس فيها كل من الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق.. حتى استطلاعات الرأي كانت حذرة في ترجيح أي كفة.. حينما انتهى المستشار فاروق سلطان من إعلان النتيجة بفوز الرئيس محمد مرسي بنسبة (٥١.٧٪‏).. كان ذلك الإعلان مثل ضربة جزاء مرجحة في مبارأة عالمية.. لم يكن حتى المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم يدرك النتيجة قبل إعلانها على الملأ.

فوز المشير عبد الفتاح السيسي بهذه الجولة كان متوقعاً.. كل التساؤلات إن كانت النتيجة ستكون في المعدل العربي المتعارف عليه أم تختلف قليلاً.. (٩٧٪‏) قالوا نعم للرئيس السيسي وربما من بينهم منافسه موسى مصطفى .. حدث الانتصار المتوقع والمشير السيسي لا يملك حزباً سياسياً يدعمه.. ولم يكن في حاجة إلى ذلك، وكل الدولة العميقة تقف بجانبه وتشد من أزره.. لكن بعد الانتصار تحرّك الباحثون عن موطىء قدم في التبشير بأن الرئيس سيكوّن حزباً سياسياً تتكون نواته من الذين ساندوه في الانتخابات.

إعلان فوز السيسي بتلك النسبة التي تقارب الكمال يًعيد مصر وكامل المنطقة العربية إلى ما قبل الربيع العربي..على نهج مصر يسير السودان وموريتانيا والجزائر .. التوتر يعوق دولاً مثل سوريا وليبيريا من لَبْس الحلة العربية المعروفة.... التحليل هذا لا يتناول الأنظمة الملكية أو التي تُمارس التوريث علانية.. الغريب أن العالم الخارجي يُبارك هذه الردة السياسية.. بل يبدي انزعاجاً من صمود ديمقراطيات تونس ولبنان ويربط بينها وتنامي الإرهاب .. تقديم المصالح السياسية على المبادئ الأخلاقية بات عملة قابلة للتداول في هذا الزمان .

في تقديري.. أن الحكومة السودانية ستكون سعيدة بفوز السيسي.. وقد سارع الرئيس البشير بمهاتفة المشير السيسي في يوم عرسه السياسي.. مبحث السرور والرضا ليس من باب أن انتخاب المشير يَصْب في خانة تطوير العلاقة بين شعبي وادي النيل .. ستجد الخرطوم دليلاً إضافيا أن ديمقراطية (وست منستر) لا تصلح للتربة العربية والأفريقية.. وأن تعديل الدستور لأغراض سياسية ليس منتجًا سودانيًا صرفاً.. كانت استقالة رئيس وزراء أثيوبيا خروجاً على النص الذي ألفه وألفه حكام المنطقة من بكين إلى القاهرة.

بصراحة.. ماذا تعني الديمقراطية إن كانت النتيجة محسومة حتى قبل أن تبدأ المسرحية الانتخابية.. في مثل هذه الحالات يجب أن يفوز الحكام بالإجماع السكوتي.. نكون قد حققنا مصلحة الشعب في توفير التكاليف المالية، وفي ذات الوقت استجبنا لرغبات الحكام في ملك لا يبلى.


assayha