أم جنوبي !! بقلم صلاح الدين عووضة

أم جنوبي !! بقلم صلاح الدين عووضة


04-02-2018, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522678398&rn=0


Post: #1
Title: أم جنوبي !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-02-2018, 03:13 PM

03:13 PM April, 02 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*وجنوبي هذا أحد أصدقاء صفحتنا الإلكترونية..

*ولا أدري سر تسميته نفسه بهذه الصفة الجهوية رغم إنه من أقصى الشمال..

*ويتمتع بكل ما لدى أهلنا هناك من خصال اشتهروا بها..

*فهو واضح... وصريح... وظريف؛ ويضفي على الصفحة جواً نوبياً جميلاً..

*ومن قبل كنت محتاراً إزاء اسم أحد سائقي باصاتنا السفرية..

*فاسمه عز الدين جنوبي؛ ولكنه غير ذي صلة بالجنوب... ولا الشرق... ولا الغرب..

*وسافرت معه ذات مرة... فحمدت الله على سلامة الوصول..

*فهو يقود بسرعة جنونية تمنع الراكب من أن يغفو... أو يسرح... أو حتى (يتشهد)..

*وكان ضحية هذه السرعة حمامة حاولت العبور من أمام البص..

*فإذا بجنوبي يتألم لذلك... ويستغفر... وكأنه صدم إنساناً..

*ولكن صديق صفحتنا الذي يحمل الاسم يقود تعليقاته بسرة دون أن يصدم..

*لا يصدم إلا نفسه... ومسؤولينا الذين يصدمون الناس..

*يصدمون مشاعرهم... ومعيشتهم... وإنسانيتهم.. وجميل صبرهم على البلاء..

*ثم- ويا للغرابة - يحبون دوماً أن يُحمدوا... بما لم يفعلوا..

*يحبون الشكر حباً جما؛ مثل حبهم الكراسي... والأسفار... والظهور الإعلامي..

*والبارحة صدم جنوبي نفسه صدمةً أضحكت المنبر كله..

*صدمة ما أحوج هؤلاء إلى مثلها حتى (تُقعدهم في علبهم)... و(تشكم شكَّاريهم)..

*فوالدة جنوبي شكمت شكَّارته - المغنية - في حفل حنَّته..

*وذلك حين طفقت تغني - مدحاً له - (ما شرب السيجار... وما لعب القمار)..

*ثم قرَّبت المايك من فم والدته هذه لكي تزغرد... تأميناً..

*فما كان منها إلا أن غمغمت غمغمةً غدت صياحاً... عبر مكبر الصوت..

*وسمع كل من في الحفل عبارة (كضب الجبال يا بتي)..

*ويقول جنوبي بسخريته النوبية : وتم قذف العريس بنجاح... قذف من (أمه)..

*والآن اقرأ الصحف... أو شاهد الفضائيات... أو استمع للإذاعات..

*سوف تحار حيال العدد المهول من إعلانات الشكر..

*سواء شكر صاحب المادة الدعائية لنفسه... أو شكر غيره من المسؤولين..

*الذي فعل... والذي أنجز... والذي أبدع... والذي (مفيش زيُّه)..

*وعلى أرض الواقع ليس هناك سوى عكس هذا الذي قيل مدحاً... وشكراً... و(نفاقاً)..

*ليس هنالك سوى الإخفاق... والإهمال... و(التجاوزات)..

*وكره الناس التلفزيون القومي - تحديداً - لكثرة شكَّاري أنفسهم... أو سواهم..

*سيما عند قرب إجراء تعديل وزاري...أو ولائي..

*فالوزراء لا يسكتون... والولاة يجلبون المغنيات - الشكَّارات - إلى مهرجاناتهم..

*ويحدث تلوث سمعي - وبصري - من كثرة الصراخ... والطلَّة..

*ويكاد الأجانب في بلادنا أن يصدقوا استحقاق مسؤولينا لكل هذا الشكر..

*مثلما كاد حضور حنة جنوبي أن يصدقوا شكر المغنية له..

*فما أحوج صحافتنا لأن تصدع بالحق - نيابة عن الشعب - بدلاً من أن تزغرد..

*وتصيح في وجوه الشكَّارين (كضب الجبال !!!).


assayha