Post: #1
Title: يا دمِّك !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-31-2018, 04:07 PM
04:07 PM March, 31 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *ماتت بواعث الدهشة في دواخلنا..
*ما عدنا نندهش لأي شيء؛ فكل شيء بات جائزاً... وممكناً... ووارداً..
*أصابتنا تخمة المدهشات... فما عدنا نهضم المزيد منها..
*طوال أكثر ربع قرن ونحن نحظى بوجبة دهشة يومياً... على الأقل..
*وتمدنا بها جهة واحدة... وهذا سبب موت الإحساس بها..
*تماماً مثلما يسأم الناس وجوهاً تطل عليهم كل يوم... على مدى سنوات..
*ثم يتزايد سأمهم حين تتوحد الوجوه... والجهة... والمدهشات..
*وقبل يومين لم أصدق ما انهمر - أثيرياً - عن تسريب لامتحان الكيمياء..
*قلت لا يُعقل أن تبلغ المدهشات بنا هذا الحد الجنوني...
*أو أن تتواصل بعد دهشتي حادثة مدرسة (الريان)... وحادثة الطلاب العرب..
*أن تتواصل بشكل أشد سفوراً... وجنوناً... وإدهاشاً..
*أن تصل شهوة الإتجار، والتكسب، والسرقة حوش (مقدسات) شهادتنا السودانية..
*أن تتردى الضمائر إلى هذا الدرك الواطئ..
*ولكن ما إن فتحت الوزارة (خشمها) - نفياً - حتى صدَّقت... على طول..
*فهكذا تعوَّدنا من (وجوه) تمثل هذه (الجهة)..
*وتعودنا منها - كذلك - ألا تستقيل ؛ وإن ألمحت...أو صرحت...أو حتى أقسمت..
*لا تستقيل وإن اجترحت إثماً وطنياً ذا دهشة مجلجلة..
*ومن قبل قالت الوزيرة السابقة - عقب فضيحة الريان- أنها ستستقيل... ولم تفعل..
*وهذه الحالية لن تستقيل أيضاً..... ولن تُقال..
*وكأن (صناع) القرار عندنا يعجبهم أمثال (صناع) المدهشات هؤلاء..
*ثم لا يهمهم أن يُقال (لم يحدث إلا في عهدهم)..
*ففضيحة تسريب امتحان الكيمياء لم يشهد السودان مثلها طوال عهوده..
*ولم يندهش السودانيون لفعل يشابهه إلا في هذا العهد (المدهش)..
*وإزاء كل دهشة من تلقائهم يُفاجؤون ببرود من تلقاء فاعليها... ومن فوقهم..
*وحين تكاثرت عليهم الدهشات ما عادوا يندهشون..
*ولكن رغم ذلك ما كانوا يتوقعون مساساً بثوابت تليدة... كالشهادة السودانية..
*وربما هذا كان سبب تصديقهم لنفي الوزيرة... بادئ الأمر..
*ولكني - بعكسهم - توجست خيفةً من صيغةٍ للنفي حفظتها عن ظهر (ألم)..
*حالوا تذكُّر صيغ نفي رسمي بقدر ما تسعفكم الذاكرة..
*فهي لا تخرج عن (متردَّم) مفردات محفوظة...كحفظنا للوجوه..
*وهي من قبيل: ينفي... ويهيب بالناس... والوضع المطمئن... والشائعات المغرضة..
*أها؛ الست الوزيرة نفت بشدة تسرُّب أية ورقة امتحان...
*وأهابت بالممتحنين - وأولياء أمورهم - عدم الالتفات إلى لشائعات المغرضة..
*وقالت إن الوضع مطمئن... وأوراق الامتحان مؤمنة..
*وبعد ساعات لحست كلامها هذا... بما أن الحقائق التي تكشَّفت لا تحتمل (الغلاط)..
*فهذه ليست موازنة... ولا أزمة وقود... ولا تقارير حقوق إنسان..
*والمصيبة أن ترى كلمتي هذه النور اليوم... وحضرة السيدة الوزيرة في (النور)..
*إذن أستميحكم عذراً لأقول لها (يا دمِّك !!!).
assayha
|
|