Post: #1
Title: جحيم السراب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-30-2018, 02:09 PM
Parent: #0
02:09 PM March, 30 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *كان حدثاً غير عادي في محيطنا المدرسي..
*وربما غير المدرسي أيضاً... ولكني أحكي عن الذي عايشته..
*أو ربما كانت لحظة تستحق تحليلاً نفسياً بما فضحت من مكبوتات دفينة..
*فضحتها غصباً...أو عمداً...أو صدفةً...أو لا شعورياً..
*وكان من بين المفضوحين ثلاثة من الذين كلفوا بمهمة ضمي إلى تيارهم السياسي..
*فقد كانوا الأكثر حرصاً على تكرار مشاهدة (السراب)..
*والأشد إعجاباً ببطلة الفيلم ماجدة الصباحي لدرجة التعبير عن (خوفهم عليها)..
*وهو خوف لو سمعت به لضحكت بقدر بكائها من (الحرمان)..
*ولقي الفيلم رواجاً في المدينة ، وقراها ، وضواحيها..... وفي مدرستنا..
*وفي مدرسة أخرى تزامن مع عرض الفيلم شيء عجيب..
*شيء لو وقف عليه نجيب محفوظ لاستلهم منه مادة نفسية لفيلم مشابه آخر..
*لا نجيب دارس الفلسفة وحده... وإنما دارسو علم النفس كذلك..
*لاستلهموا منه ما يعضد نظريات لديهم... أو يرفدهم بنظرية جديدة..
*وكان لهذه المدرسة مسرح كالذي بمدرستنا... ولكنه (حي)..
*فرغم أن مدرستنا هي الأفضل تصنيفاً... وتأسيساً... وأثاثاً... إلا أن مسرحها (ميت)..
*وعلى مسرح تلكم المدرسة تمخطرت حسناء ذات ليلة..
*كانت بطلة المسرحية؛ فسلبت العقول، والقلوب، والنفوس... كحال ماجدة الصباحي..
*أو ما هو مخبوء داخل هذه النفوس... وكامن في ما وراء العقول..
*في العقل الباطن الذي هو مستودع (المخلفات)..
*مخلفات التجارب الإنسانية غير المرغوب فيها كما في حالة بطل السراب..
*وكما في حالة الذين تعاطوا مع بطلة المسرحية (حالة كونها ذكراً)..
*وكما في حالة الكثيرين من (مرتادي) السراب منا..
*فبطل السراب - نور الشريف - كان أسير حياة (سرية) تحفها الخطيئة..
*فلما جاء أوان الحياة (العلنية) أصابه العجز..
*ولم تجن منه عروسه سوى السراب بعد طول ترقب...ولهفة... وانتظار..
*وبطل مسرحيتنا دفع ثمن وضعيته الأسرية (وسط البنات)..
*ثمن (تدليله) كفتاة بين شقيقاته الخمس ؛ وثمن مبالغته هو نفسه في الدلال..
*ولا أقول ثمن ملاحته التي هي نعمة من الله..
*وعانى بعد ذلك مع مجتمعه المدرسي مثل معاناة بطل السراب مع عروسه..
*بل لعله عاش تجربة معاناته ذاتها عند زواجه..
*وكثير من أبناء دفعتنا كان السراب سبباً في اكتشافهم المخبوء في دواخلهم..
*اكتشافه في الوقت المناسب...قبل حلول أوان (المحك)..
*وتفاوت المخبوء ما بين لهو مع (مساكنة)... واطمئنان لخادمة... واستئناس بوافدة..
*وكل ذلك تحت سمع - وبصر - أسر لا ترى في الأمر بأساً..
*لا تراه بعين نجيب محفوظ الفلسفية... ولا عين سيغموند فرويد التحليلية..
*فمعظم نار نفسيات الكبر من مستصغر شرر الصغر..
*ومنها (جحيم السراب !!!).
assayha
|
|