تسريب الامتحانات ونسق التعليم بقلم د.أمل الكردفاني

تسريب الامتحانات ونسق التعليم بقلم د.أمل الكردفاني


03-29-2018, 03:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522333524&rn=2


Post: #1
Title: تسريب الامتحانات ونسق التعليم بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-29-2018, 03:25 PM
Parent: #0

03:25 PM March, 29 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




حضرت ندوة قبل سنوات عن الديموقراطية والدستور ، وقد قدم البعض اوراقهم حول تجارب دول افريقية اخرى حول اساليب سن الدستور كتجربة جنوب افريقيا ؛ والحقيقة ان هذا الامر اثار لدي تساؤل حول العقل السوداني الذي يعتمد على الجاهز من الانساق والانظمة الاجنبية ليطبقها داخليا ، رغم انها مسائل لا تحتاج سوى لترتيب رؤيتنا لواقعنا ومنظومتنا السياسية والثقافية والاقتصادية والقانونية ومن ثم رسم هيكل مناسب لها ، دون حاجة الى استدعاء تجارب اخرين اجتهدوا هم في نفس هذه المسائل ووضعوا لها حلولا تتفق مع خصائص مجتمعاتهم. لا يعني هذا ان نلغي الاستفادة من التراكمات المعرفية فهذا غير معقول ، لكن المطلوب هو ان نتجاوز الجاهز ونعمل على تشغيل ادمغتنا قليلا لطرح بدائل تتناسب مع ظروفنا.. نفس هذا الامر يمكن متابعته فيما يختص بالنظام التعليمي في السودان.. ذلك النظام الذي لا زال يعتمد على فكرة الشهادة الورقية التي تثبت ما لا يمكن اثباته وهو القدرة والذكاء في ظل نظام تلقيني شامل ، نظام وضع متجاهلا التباين الكبير في قدرات كل طالب بحيث يفرض على الطالب دراسة ما هو غير مهتم به ولا يدخل في نطاق شغفه الشخصي ، ولا يحقق هذا النظام شديد البيروقراطية اي امكانية لتطوير الطالب ليصل الى مستوى سوق العمل وهو ما يطلبه اي خريج يحمل شهادة ورقية لا تسمن ولا تغني من جوع. نظامنا يستهلك سنوات طويلة من عمر الانسان حوالى اثنا عشر عاما من فوضى المواد ، وينتهي نظام المدرسة بشخص لا يملك اي امكانيات تم تطويرها خلال هذه الفترة الطويلة من السنوات ، تخيل ان صبي المكانيكي اذا عمل مع المعلم اثنى عشرة عاما سيصبح خبيرا في المكنيكا في حين ان رصيفه الذي يدخل الى المدرسة غير متخصص في اي علم ولا يملك خبرة معرفية تدعم شغفه بعلم من احد العلوم ، ناهيك عن اجباره على دراسة مواد لا تهمه البتة ولا تزيده اي معرفة لأنه لا يدرسها عن رغبة بل لمجاراة البيروقراطية التعليمية. تخيل ان يتم فرض حفظ اجزاء من القرآن ، فيحفظها الطالب وما ان تنتهي الدراسة حتى ينسى ما حفظه ، فلا هو استفاد من حفظه ولا الدولة كسبت شيئا من حفظه المؤقت هذا لأن لحفظ القرآن جهاته ومراكزه الخاصة به والتي يمكن لمن يرغب ان يتجه اليها فيصبح احد حفظة القرآن الضليعين... فلكل مقام مقال في هذه الحياة والمسألة ليست استعراض ايدولوجيات او عقائد وانما تتعلق بتطور الدولة عبر تطور المنهج التعليمي فيها. تنقضي اثنتا عشر عاما دون ان يخرج الطالب بأي خبرة بل بشتات من المعارف غير الناضجة وغير المكتملة بالاضافة مجرد القدرة على الحفظ وهذه كارثة كبيرة ، لا يتعلم الطالب البحث العلمي ومناهجه ، ولا يتمكن من تركيز قدراته تجاه معرفة معينة تحقق شغفه وبالتالي فهذا النظام التعليمي لا يمكن ان يكون دليلا على قدرات الطالب سواء حصل على الدرجة الكاملة في الامتحان او رسب رسوبا مزريا فيه.
نحن الآن في عصر التكنولوجيا ، التي يجب ان يتم الاستفادة منها لأقصى حد خاصة في تطوير النظام التعليمي الاساسي ، صحيح ان هناك معرقلات كثيرة كالفقر في المناطق الطرفية ، ولكن لابد من السعي الى التغيير فما لا يؤخذ كله لا يترك كله ، ويمكن ان تكون صفارة البداية عبر مدن تعليم نموذجية ، تتمتع بنظام خاص جدا من الضبط والربط ثم تتوسع لتشمل الاقاليم . وقد تحتاج هذه الخطة الى ما لا يقل عن عشرين عاما من التطوير ... ولكن ان نبدأ الآن خير من الا نبدأ ابدا

Post: #2
Title: Re: تسريب الامتحانات ونسق التعليم بقلم د.أمل
Author: عبد الله مصطفى
Date: 03-29-2018, 04:05 PM
Parent: #1

معك أخى الكريم لابد من مراجعة المناهج و توجيهها بحيث تكون أكثر عملية وواقعية بما يناسب حاجة المجتمع لكن التوسع فى المناهج قد يناسب بعض العقليات المتفتحة التى تهتم بشتى ضروب المعرفة العلمية و النظرية و الآداب و الثقافة و لاحظت فى المناهج الغر بية الإهتمام بمجالات كالبيزنس و الصحافة و البيئة منذ السنين الأولى فى التعليم بينما يدرس اطفالنا فى هذه السنين عن البطة و الثعلب و هكذا الأمر الثانى مسألة تسريب الإمتحانات الأمر لا يخلو من حاالتين إما حالة طمع مادى أو أمر سياسى لخلق بلبلة و فوضى لذلك لابد من زيادة الحوافز للعاملين على سرية الإمتحانات و تشديد الرقابة عليهم الأمر الثانى إذا كان عمل تخريبى يجب أن يفهم من يقوم بهذا أنه لا يضر الحومة بل ألاف الأسر السودانية و قد يتسبب فى ضياع مستقبلهم و فى كلا الحالتين يجب تشديد العقوبة على الجناة حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر .