بين المعلمين ووزارة التربية بقلم الطيب مصطفى

بين المعلمين ووزارة التربية بقلم الطيب مصطفى


03-29-2018, 03:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522333338&rn=0


Post: #1
Title: بين المعلمين ووزارة التربية بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 03-29-2018, 03:22 PM

03:22 PM March, 29 2018

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


أجدني مضطراً للاعتذار عن مقال عبّرت فيه عن حزني لرسوب (70%) من المعلمين بعد أن نشرت ذلك الخبر بعض الصحف في صفحاتها الأولى.

ما دفعني للتعليق على ذلك الخبر المؤسف وللطم الخدود وشق الجيوب حزناً على حال التعليم أنه لا وزارة التربية والتعليم ولا نقابة المعلمين نفتاه، كما أن الخبر صادر عن الوزارة التي قالت إن (8460) معلماً رسبوا في امتحان تجريه الوزارة للتحقق من كفاءتهم لممارسة المهنة، ولم تقل الصحف الناشرة للخبر إنهم متقدمون للالتحاق بمهنة التعليم إنما قالت إنهم (معلمون)!

كذلك، فإن الوزارة لم توضح أن ذلك الامتحان سابق لقبول وتعيين المعلمين، كما كشف الأستاذ عباس حبيب الله رئيس النقابة العامة لعمال التعليم في السودان، الذي قال إن أكثر من (8000) تقدموا للتعيين، وأنه في إجراءات الاختبارات غاب أكثر من (2000)، واجتاز الاختبارات عدد مقدر، وتم تعيين (2000).

كذلك تلقيتُ رسالة رقيقة من الأستاذ محمد الحبيب حامد وهو، علاوة على أنه معلم مطبوع أفنى جُلّ عمره في تلك المهنة الشريفة، يمت إليّ بصلة القربى (ابن أختي)، ومما قال: إن العوامل المؤثرة على تنشئة وتربية التلميذ تغيرت كثيراً بين الأمس واليوم، وكادت تلك المؤثرات تُلغي دور الوالدين خاصة مع دخول وسائط التواصل الإلكترونية الحديثة، الأمر الذي يقتضي مواكبة المستجدات بعيداً عن أساليب (لوح الاردواز وأعمال الطين وغيرها من الأساليب التقليدية)،

لا أريد أن أنكأ الجراح، فأقارن بين حال التعليم قديماً وحديثاً، فقد كان في زمان مضى تعليماً مجانياً، بل كان الطالبُ يعيش في داخلية توفر له الأكل والشرب المجاني، بل ويمنح الفقراء، فوق ذلك، نثرية مع تذاكر سفر بالقطار إلى حيث موطنه..(يا حليل القطار)!

كان راتب المعلم يكفيه ويفيض، وكان التلميذ (غير الداخلي) يرجع مساء إلى المدرسة للاستذكار في حضور المعلمين الذين لم يكونوا يلهثون خلف الطلاب في بيوتهم لكي يحصلوا على شيء من الدروس الخصوصية التي يتكرّم بها عليهم أهل الطلاب المقتدرين بعد أن تدنّت المرتبات وما عادت تكفي إلا بابتداع أساليب وحصص إضافية داخل المدرسة وخارجها، وهو واقع أليم اعترف به رئيس النقابة عباس حبيب الله، معتبراً قضية الوضع المعيشي للمعلمين أكبر التحديات التي تواجه النقابة.

عباس اعترف كذلك بأهمية تدريب المعلمين لمواكبة التطور العلمي والتقني، كما اعترف بالنسب المتدنية للقبول بكليات التربية، وقال إن مؤتمر التعليم الأخير أصدر توصية بتحديد نسبة (75%) كحد أدنى للقبول بكليات التربية، ولكن هل هذه التوصية قابلة للتطبيق يا عباس؟ أقولها بملء في إنه إذا عمدت الوزارة إلى إنفاذ هذه التوصية فستُغلق كليات التربية، لأنه ما من أحد سيتقدّم للقبول ما لم ترتقِ المهنة، وتحسن شروط العمل بها، وتعود إلى ما كانت عليه قديماً مع تطبيق المعالجات التحفيزية التي اتُّبعت في شأن معهد المعلمين العالي.

أُكرر اعتذاري للمعلمين الذين أشعر بأنهم الفئة المظلومة، بل هي الأكثر (قهراً) بين كل فئات المجتمع، ولولا ذلك الخبر الخاطئ الذي لم تتكرّم الوزارة بتصحيحه لما كتبتُ ما كتبتُ.

من البُشريات التي جادت بها موازنة هذا العام رغم كل (بلاويها) أن المجلس الوطني أضاف مبلغاً معقولاً لموازنة التعليم والصحة خَصّص جزءاً منه للتعليم العام، وبما أن تعليم الأساس والثانوي يتبع للولايات، فقد آل مبلغ التعليم العام إلى صندوق دعم الطلاب (النقرابي)، بعد أن عُدّل قانونه ليتولّى أمر التعليم العام على مستوى جميع ولايات السودان.

إن الدولة تحتاج إلى أن تستدرك ما فاتها وتُصحّح من خطئها وتقصيرها الكارثي في حق التعليم الذي يعتبر بلا ادنى شك قاطرة النهضة والتنمية والتقدّم.




assayha