دلاليك !! بقلم صلاح الدين عووضة

دلاليك !! بقلم صلاح الدين عووضة


03-28-2018, 03:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522245772&rn=0


Post: #1
Title: دلاليك !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-28-2018, 03:02 PM

03:02 PM March, 28 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*يبدو العنوان غريباً... أليس كذلك ؟!..

*ولكن ماذا نفعل إن كانت الكلمة عن شحنة دلاليك..

*فقد رُصدت شاحنة لا تحمل بضاعة غيرها... تجوب شوارع العاصمة..

*دلاليك من مختلف الأحجام... والأشكال... والمقاسات..

*وإن كانت بمعدل دلوكة لكل غناية فهذا يعني أن مئات الغنايات سيستلمن دلاليكهن..

*وسيقمن بتدشينها فوراً في أي مناسبة فرح؛ ولا يهم نوعها..

*زفافاً كانت... أم جرتقاً... أم ختاناً... أم تخريج روضة... أم (اختياراً صادف أهله)..

*والأخيرة هذه ما سمعنا بها في أي دولة سوى السودان..

*وحتى في بلادنا لم نسمع بها إلا الآن ؛ حيث التعيينات السياسية ترتبط بالدلاليك..

*ومع الدلاليك الذبائح... والشربات..... وتلقي التهاني..

*واختفت من حياتنا نبرة (تكليف ، لا تشريف).... فهو تشريف ونص وخمسة..

*وفوق ذلك ؛ أسفار... ونثريات... وفارهات... و(الذي منه !!)..

*فالدلوكة - إذن - باتت معلماً من معالم زماننا هذا... لا تستقيم الحياة بدونها..

*ويرقص المبسوطون على إيقاعاتها بقدر ما تحتمل أرجلهم..

*ولم لا ؟!... فلا هموم عندهم ، ولا مشاكل ، ولا التزامات ، ولا (مسؤوليات)..

*وكأنما هم الذين كان يعنيهم القذافي في (خطبة وداعه)..

*وذلك حين صاح في أتباعه من أعلى القلعة (غنوا... وارقصوا... واستعدوا)..

*والغريبة أنهم غنوا ورقصوا... ولكنهم لم يستعدوا..

*لم يستعدوا للخطر القادم نحو عاصمتهم إلى أن سقطت في أيدي الثوار..

*والآن مسؤولونا يغنون... ويرقصون؛ ولكنهم لا يستعدون..

*لا أحد منهم - إلا من رحم ربي - يستعد لخطر قادم من قِبل ثُغرة مسؤوليته..

*وتتكالب على عاصمتنا - وبلادنا - المصائب..

*وتتكالب عليها - أيضاً - الدلاليك ؛ دلوكة تنطح دلوكة..

*وتتوزع ما بين صالاتنا... وفضائياتنا... ومهرجاناتنا... وحفلات تخريج جامعاتنا..

*وتتكاثر في بلادنا المغنيات ذوات الدلاليك..

*وينافسهم المغنون - الشباب - تكاثراً حتى غدوا في كثرة مسؤولينا (الفرحانين)..

*فالواحد منهم يفرح لحظة تعيينه... بالدلوكة..

*ولحظة رجوعه من الحج ، أو العمرة ، أو رحلة استشفاء... بالدلوكة..

*ولحظة إقامة حفل زواج لنجله ، أو كريمته... بالدلوكة..

*ولحظة دخوله هو نفسه القفص الذهبي - للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة - بالدلوكة..

*وتتمخطر في شوارعنا شاحنات الدلاليك الضخمة..

*ولا أدري كم بلغ سعر الواحدة منها الآن مع تزايد الحاجة إلى (التهييص!!)..

*علماً بأنه في مقابل المهيصين هؤلاء هناك (اللايصون)..

*وهي حالة تجسيد جمعي لمسرحية سمير غانم (أخويا هايص... وانا لايص)..

*وقبل أيام انتشر فيديو لحفل دلاليكي... فضائحي..

*فالعروس تتمايع في حفل ذي دلوكة ؛ ولا أجعص رقاصة في شارع الهرم..

*ويصعب علينا في أيامنا التمييز بين نوعين من الدلاليك :

*الجلدية منها.... والبشرية !!!.


assayha